اليوم.. فتح باب تقليل الاغتراب لطلاب الثانوية العامة    الوادي الجديد تختتم أنشطة المبادرة الوطنية لتمكين الفتيات "دوّي"    قرار جمهوري بإنشاء حساب المشروعات ب10 ملايين يورو مع البنك الأوروبي.. تفاصيل    ارتفاع الجمبري.. أسعار الأسماك والمأكولات البحرية في سوق العبور اليوم    ارتفاع الأسمنت.. أسعار مواد البناء اليوم بالأسواق (موقع رسمي)    "بالم هيلز" تستهدف إطلاق مشروعها الجديد في أبو ظبي بمبيعات متوقعة 300 مليار جنيه    إجراء 3 قرعات علنية للتسكين بأراضي توفيق الأوضاع بالعبور الجديدة.. الإثنين المقبل    بالفيديو.. "الغرف التجارية" تكشف خطة الحكومة لتخفيض الأسعار    قانون الإيجار القديم 2025.. إخلاء الوحدات بالتراضى أصبح ممكنًا بشروط    رئيس هيئة الدواء المصرية يبحث مع سفير ناميبيا لدى مصر تعزيز التعاون فى قطاع الدواء    "عربية النواب" تدين تصريحات نتنياهو عن "إسرائيل الكبرى" وتثمن الموقف المصري    100 منظمة دولية: إسرائيل رفضت طلباتنا لإدخال المساعدات إلى غزة    زوجة "بيليه فلسطين" توجه نداءً عاجلاً إلى محمد صلاح    اليونان تشهد تحسنا طفيفا في حرائق الغابات.. وحريق خيوس لا يزال الخطر الأكبر    الاحتلال يطرح 6 عطاءات لبناء نحو 4 آلاف وحدة استعمارية في سلفيت والقدس    الموعد والقناة الناقلة لمباراة مصر وإسبانيا في بطولة العالم لكرة اليد للشباب    ريبيرو يستقر على بديل ياسر إبراهيم أمام فاركو    خوان جارسيا: لم أتردد لحظة في التوقيع لبرشلونة    موعد مباراة منتخب مصر وإثيوبيا فى تصفيات أفريقيا المؤهلة لمونديال 26    فراعنة اليد في مواجهة نارية أمام إسبانيا بربع نهائي مونديال للشباب    إغلاق حركة الملاحة النهرية بأسوان وأبو سمبل بسبب تقلبات الطقس    "بعد فيديو ال 3 سيارات".. التحقيق مع المتهمين بمطاردة فتاتين بطريق الواحات    خلافات أسرية بين زوجين وسلاح مرخّص.. "الداخلية" تكشف حقيقة فيديو الاعتداء على سيدة بالإسكندرية    اليوم.. جنايات القاهرة تنظر محاكمة عاطلين لحيازتهما الآيس بالوايلي    انطلاق امتحانات الدور الثاني للثانوية العامة السبت المقبل    النيابة تحقق فى مطاردة 3 طلاب سيارة فتيات بطريق الواحات    فيديو.. أحمد سلامة ينتقد تصريحات بدرية طلبة الأخيرة: النقابة بتعرف تاخد أوي حق الممثل والعضو    غدا.. المركز القومي للسينما يعرض أربعة أفلام في احتفاله بوفاء النيل    تطورات الحالة الصحية ل«أنغام»    غدًا .. انطلاق أولى فعاليات مهرجان القلعة فى دورته الجديدة    بعد تعرضها لحادث سير.. ليلى علوي تتصدر تريند "جوجل"    خالد الجندي: حببوا الشباب في صلاة الجمعة وهذه الآية رسالة لكل شيخ وداعية    تقرير دولي يشيد بخطوات مصر في صناعة الدواء.. والصحة تعلّق    تبلغ ذروتها اليوم.. 8 نصائح مهمة من الصحة لتفادي مضاعفات الموجة الحارة    «100 يوم صحة» تُقدم 45 مليونًا و470 ألف خدمة طبية مجانية في 29 يومًا    بسبب أمم أفريقيا.. الأهلي السعودي يسعى للتعاقد مع حارس مرمى جديد    إعلام عبري: الجدول الزمني بشأن خطة العمليات في غزة لا يلبي توقعات نتنياهو    بالأسماء.. حركة محلية جديدة تتضمن 12 قيادة في 10 محافظات    مواعيد مباريات الخميس 14 أغسطس 2025.. 4 مواجهات بالدوري ومنتخب السلة واليد    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الخميس 14 أغسطس 2025    أدعية مستجابة للأحبة وقت الفجر    التايمز: بريطانيا تتخلى عن فكرة نشر قوات عسكرية فى أوكرانيا    شقيقة زعيم كوريا الشمالية تنفي إزالة مكبرات الصوت على الحدود وتنتقد آمال سيول باستئناف الحوار    ياسين السقا يروي كواليس لقائه الأول مع محمد صلاح وأول تواصل بينهم    طريقة عمل مكرونة بالبشاميل، لسفرة غداء مميزة    ناهد السباعي عن انتهاء تصوير «السادة الأفاضل»: زعلانة    في ميزان حسنات الدكتور علي المصيلحي    الأحزاب السياسية تواصل استعداداتها لانتخابات «النواب» خلال أسابيع    الصين تفتتح أول مستشفى بالذكاء الاصطناعي.. هل سينتهي دور الأطباء؟ (جمال شعبان يجيب)    أصيب بغيبوبة سكر.. وفاة شخص أثناء رقصه داخل حفل زفاف عروسين في قنا    كمال درويش: لست الرئيس الأفضل في تاريخ الزمالك.. وكنت أول متخصص يقود النادي    تحذير بسبب إهمال صحتك.. حظ برج الدلو اليوم 14 أغسطس    المركز الإفريقي لخدمات صحة المرأة يحتفل باليوم العالمي للعمل الإنساني تحت شعار "صوت الإنسانية"    البحيرة: ضبط المتهمين بقتل شخصين أخذا بالثأر في الدلنجات    الجامعة البريطانية في مصر تستقبل الملحق الثقافي والأكاديمي بالسفارة الليبية لتعزيز التعاون المشترك    تداول طلب منسوب ل برلمانية بقنا بترخيص ملهى ليلي.. والنائبة تنفي    خالد الجندي يوضح أنواع الغيب    خالد الجندي ل المشايخ والدعاة: لا تعقِّدوا الناس من الدين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معاً لنرى العنصرية البوذية والهندوسية
نشر في الشعب يوم 02 - 12 - 2012

عقيدة من العقائد الباطلة التي تُسيطر على عددٍ منَ الدول الآسيوية، على سبيل المثال بورما، وتايلاند، وسريلانكا، وهي لا تقلُّ ضراوةً عن عداء الصَّليبية، والهندوسية، والشيوعيَّة، وسائر المعتقدات الباطلة الضالة وقد ظهر ذلك في المناطق التي يُسَيْطِر عليها البوذيون، وما يتَعَرَّضَ له المسلمون فيها من مذابحَ، ومُمَارساتِ عُنفٍ تقشعر منها الأبدان ويندى لها جبين كل من عنده بعض من الإنسانية، فقد ذَاقَ المسلمون في هذه الدول مرارة الظُّلم، والاضطهاد، والتَّعذيب، والقتل، والتَّنكيل، بصورة لم يشهد لها العالَمُ مثيلاً.
وتسعى هذه الفئة الضالة الباغية لإِبادَة المسلمين وكل ما هو إسلامي في الدول التي تسيطر عليها، ومن هنا تأتي المحنة التي يعيشها المسلمونَ في هذه الدول والتي سنتحدث عن بعضها في حلقة اليوم.
ففي سريلانكا قامت بعض القوى البوذية المعادية للإسلام بإحراق 35 محلاًّ للمسلمين من المحلات الواقعة في مدينة "مانَّار" السريلانكية حتى احترقت كلها.فقد شب حريق في السوق الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل، وكان فيه حوالي 66 محلاًّ أغلبها للمسلمين، وقد احترقت منها أكثر من 35 محلاًّ.
وجاء هذا الحريق بعدما أعلن مجلس بلدية "مانار" نقل السوق إلى مكان آخر؛ ما أدى إلى منازعات؛ وفي النهاية صدر القرار بنقل السوق بحكم المحكمة، وكان أصحاب المحلات قد طالبوا بتأجيل النقل. ويتهم السكان بعض البوذيين المعادين للإسلام بالوقوف وراء هذا الحريق؛ ولم يتم القبض على أحد منهم حتى الآن.
ومازلنا في سريلانكا حيث قامت طائفة بوذية مسلحة بإحراق أكشاك ومنازل مؤقتة ومبانٍ عامة وخيام بأحد الأحياء الواقعة تحت إدارة منطقة "موسالي" السريلانكية، وهي منطقة إعادة المسلمين من مقاطعة "منَّار"؛ مما أدى إلى احتراق 7 أكشاك وأحد المباني العامة. كما قامت هذه الطائفة بإزالة العديد من الأكشاك المؤقتة والمياه المعدَّة للشرب رغم مناشدة المسلمين لهم بعدم القيام بهذ, فقضي المسلمون تلك الليلة في معاناة وخوف.
وقد انتقد الوزير "رشاد بديع الدين"، وعضو البرلمان "أنيس فاروق" هذه الحادثة العدوانية، كما طالبا المسؤولين باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المسلمين ومعاقبة الجناة.
وقد قام أيضًا عدد من الرهبان البوذيين ليلة أمس بالتجمع أمام "مسجد الأكرم" الواقع في مدينة "دامباجما" السريلانكية، للتظاهر مطالبين بإغلاق المسجد، وقاموا بإقامة شعائرهم الدينية أمام المسجد.
فلما قام المسلمون برفع القضية للشرطة هرع رجال الشرطة إلى الموقع وأمروا المسلمين بإغلاق الجامع، وتجدر الإشارة إلى أن الجامع كان يتعرض لتهديدات البوذيين منذ فترة طويلة، رغم أنه مسجل في دائرة شؤون المسلمين الدينية والثقافية.وقد قام المسلمون برفع القضية إلى "جمعية علماء سريلانكا"؛ فبادرت الجمعية بالتواصل مع مدير عام الشرطة ورفع الأمر إليه؛ حيث أخبرهم بأن الأمر تحت سيطرة الشرطة، وأنه سيسمح للمسلمين بإعادة فتح الجامع.
وفي بورما الجريحة التي يذبح ويحرق بها المسلمين على مرأى ومسمع من العالم أجمع بما فيه العالم الإسلامي,نظم الرهبان البوذيون مسيرة ضخمة تعد الأكبر في ظل الحكم العسكري الجديد؛ لتأييد اقتراح الرئيس بترحيل "مسلمي الروهينجا" أو وضعهم في معسكرات؛ حيث خرجت الأعداد الكبيرة حاملة اللافتات التي تحمل عبارات مؤيدة لاقتراح الرئيس، وتنتقد الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان.
وقد صرح بعض رهبان البوذية لشبكة "وكالة الأنباء الفرنسية" أن "مسلمي الروهينجا" لا ينتمون مطلقًا لجنس مواطني "ميانمار"، ومن المتوقع استمرار المظاهرات الحاشدة لتجوب مزيدًا من شوارع مدن "ميانمار"؛ تأييدًا لموقف الحكومة من إقصاء المسلمين وحرمانهم من الجنسية وحقوق المواطنة.
أما في نيبال فلا يختلف الوضع كثيراً,حيث صرح "حنفي سينان" - مدير العلاقات العامة في منظمة İHH للإغاثة والمساعدات الإنسانية التركية - بأن ما يحدث في "ميانمار" حاليًا يمكن أن يتكرر في "نيبال".
وقال "سينان": إن أوضاع المسلمين في "نيبال" غير مطمئنة،فهم يتعرضون للعديد من الضغوط،والسلطات تحظر افتتاح المساجد والمدارس الدينية الإسلامية،وأكد على أنه لن يكون مثيرًا للدهشة إذا ما تكرر ما يحدث لمسلمي "أراكان" في "نيبال".
وأضاف "سينان": إن منظمة İHH تُعِد تقارير بشكل منتظم عن أوضاع الدول التي يتعرض فيها المسلمون للمذابح ولعوامل القهر والضغط الأخرى،وأوضح أن منظمة التعاون الإسلامي يجب أن توسع من نشاطاتها من أجل حل مشكلات المسلمين في دول العالم المختلفة.
وإذا انتقلنا إلى تايلاند - مملكة فطاني الإسلامية سابقاً قبل أن يحتلها الاستعمار التايلاندي وتسقط بضعف المسلمين كما سقطت غيرها من الممالك الإسلامية - نجد اعترافًا صريحًا من الجيش التايلاندي بقيام قواته بقتل أربعة مدنيين أبرياء على أيدي القوات التي تبلغ 40 ألف جندي المنتشرة بالمناطق الجنوبية منذ عام 2004م على القرى الحدودية مع "ماليزيا" لقمع الحركات الإسلامية الداعية للاستقلال.
وقد أعرب رئيس القوات العسكرية بولاية "فطاني" عن أسفه لسقوط ضحايا مدنيين، ملقيًا اللوم على مهاجمة الحركات الانفصالية للقواعد العسكرية، والتي تُتهم بممارسة التعذيب والاعتقال التعسفي والقتل والاغتصاب ضد سكان تلك المناطق.
وما زلنا في تايلاند حيث أطلق مسلحون مجهولون النار على رواد مسجد في أحد أقاليم مملكة "فطاني" - التي تعتبر الآن ولاية في تايلاند - التي تحتلها "تايلاند" منذ أكثر من قرن، أثناء أدائهم صلاة العشاء، وقتلوا عشرة أشخاص على الأقل وجرحوا 12 آخرين.
وقال "بيرابول ناباتالونج" - رئيس شرطة منطقة "جوآير ونج" في مقاطعة "ناراتيوات" ذات الغالبية المسلمة جنوبي "تايلاند" -: إن إطلاق النار حدث أثناء تأدية المصلين لصلاة العشاء في مسجد "أنبوراكوم".
وذكرت الشرطة التايلاندية أن خمسة مسلحين على الأقل أمطروا المسجد بوابل من النار. وقال المتحدث الإقليمي باسم الجيش التايلاندي الكولونيل "برينا تشايديلوك" للقناة التلفزيونية الحادية عشرة: "تسلل المسلحون إلى المسجد وفتحوا النار أثناء سجود المصلين".
هذا ولم تعلن أية جماعة مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع بمنطقة كانت "سلطنة إسلامية" واحتلته "تايلاند" البوذية منذ نحو قرن من الزمن.
ووسط تقارير رسمية مؤكدة أفادت بأن البحرية التايلاندية أجبرت المئات من الأقلية المسلمة على ركوب قوارب وألقتهم بهم في عُرض البحر الشهر الماضي، ما أدى إلى فقدان ما يصل إلى 500 شخص، طالبت الأمم المتحدة حكومة "تايلاند" بالسماح لها بمقابلة 126 شخصًا نجوا من تلك الحوادث، ويبقون حاليًا رهن الاحتجاز في "تايلاند".
وقال بيان صادر عن المفوض السامي لشئون اللاجئين: طلبنا من الحكومة التايلاندية السماح بمقابلة 126 من أقلية "الروهنجيا"، الذين كانوا على متن القوارب، والمحتجزين في جنوبي "تايلاند"؛ من أجل تقييم وضعهم وتحديد ما إذا كان أي منهم بحاجة لحماية دولية.
وكان المفوض السامي لشؤون اللاجئين قد أعرب الأسبوع الماضي عن قلقه الشديد من اتهامات بأن البحرية التايلاندية دفعت بالمئات القادمين على متن قوارب من "الروهنجيا" إلى البحر وتركتهم يواجهون الموت.
كما أعلنت مصادر رسمية تايلاندية عن اغتيال الشيخ "عبد الكريم يوسوه" وهو عالم مسلم وإمام مسجد،أثناء دخوله مسجده بولاية "فطاني"،أحد الأقاليم المسلمة جنوبي "تايلاند"؛ حيث يوجد بعض المتمردين البوذيين.
وذكرت الشرطة التايلاندية أن مسلحًا كان يستقل سيارة أطلق النار على الشيخ "عبدالكريم"، عندما كان يدخل مسجده لأداء صلاة الجمعة الماضية.
وكانت صحيفة الجارديان البريطانية قد نقلت في وقت سابق اعتراف قادة في الجيش التايلاندي بمسئولية المتطرفين البوذيين عن تلك الهجمات المتكررة التي تستهدف المدنيين والمساجد والمدارس والأسواق.
وبحسب صحيفة "ذا نيشن" التايلاندية فقد أصيب الشيخ الذي يبلغ من العمر 46 عامًا بعيار ناري في رأسه، إضافة إلى رصاصتين استقرتا في جسده، مما أسفر عن اغتياله، فيما لم تدلِ الشرطة بأي معلومات تتعلق بمرتكب الجريمة حتى الآن.
وتكررت في السنوات الأخيرة ظاهرة الاعتداء على أئمة المساجد والمعلمين المسلمين في إطار اضطهاد متواصل ضد المسلمين الذين يشكلون الأغلبية في محافظات "تايلاند" الجنوبية.
جدير بالذكر أن الأقاليم الثلاثة في الجنوب المسلم تتعرض لموجة شديدة من العنف راح ضحيتها ما يربو على2300 من الأبرياء منذ 2004م.
حسبنا ما عرضنا اليوم من جرائم البوذية المقيتة,مع وعد بلقاء جديد إن شاء الله مع عنصرية أخرى لأحد المعتقدات الباطلة وما أكثرها، فإلى اللقاء.
الهندوسية
هل هناك جريمة أشنع وأقسى من جريمة حرق الناس وهم أحياء.. وأي دين أو شريعة علمانية أو دينية تسمح بأن يتحول (المتدينون) من الهندوس إلى جزارين وقتلة لا يتورعون عن إهانة الإنسانية بهذا الشكل؟
إن المجازر البشعة التي يرتكبها الهندوس ضد المسلمين تعكس في الحقيقة الحقد الدفين الذي يكنه أصحاب هذه المعتقدات الباطلة للإسلام وأهله, ويعتقد العديد من المراقبين والمحللين السياسيين أن جزءًا كبيرًا من المواجهات والصراعات الدموية التي خاضتها الأقلية المسلمة في بعض الدول الأسيوية وعلى رأسها الهند ضد غول الأكثرية الهندوسية كانت تغذيه نزعات الشخصيات الهندوسية التي تقلدت زمام الحياة السياسية في فترات مختلفة من تاريخ تلك الدول, ونحن في الأسطر القادمة نعرض بعضًا من الإجرام الهندوسي ضد المسلمين.
فقد أكد أحد المحللين السياسيين والخبير في شؤون الإرهاب في الهند - أن الإعلام الهندي بالرغم من تعاقب الحكومات، إلا أنه لا يزال يغذي التعصب والإرهاب بسبب استهدافه للمسلمين، مؤكدًا صعوبة استمرار المتطرفين الهندوس واليمنيين المتشددين في الممارسات الإرهابية دون الاعتماد على كراهية الإسلام و"باكستان".
وأشار في مقاله الذي نشرته شبكة "أجورا كوزموبوليتان"، أن العداء للإسلام والمسلمين و"باكستان" وإثارة نعرة الهوية الهندوسية تقوم باستغلاله الأحزاب السياسية الهندوسية؛ لتحقيق المكاسب الانتخابية وحصد أصوات الناخبين، مستنكرًا أن تقوم المنظمات الهندوسية بتدبير العمليات الإرهابية وتنفيذها ثم اتهام المسلمين بالقيام بها في ظل تعزيز المسئولين لنزعة الهوية الهندوسية، إضافة إلى صناعة الإعلام لمبررات الاعتداء على المسلمين.
ومازلنا في الهند حيث تصدت قوات الشرطة الهندية لمظاهرة سلمية نظمها المسلمون اعتراضًا على مقتل المسلمين بولاية "أسام" ب"الهند" على أيدي مسلحي قبيلة البودو – وهي قبائل هندوسية شرقي الهند -، واعتراضًا على مقتل المسلمين في "ميانمار"، وقد أدى تدخل الشرطة إلى سقوط قتيلين على الأقل وإصابة العشرات؛ حيث فتحت السلطات النار واستخدمت الهراوات الشرطية للتصدي للمتظاهرين وتفريقهم.
وقد أدت الاعتداءات إلى إثارة غضب المسلمين؛ حيث قاموا برد الاعتداء من خلال قذف الشرطة بالحجارة، إضافة إلى تحطيم 3 سيارات إعلامية في ظل سوء تغطية الإعلام للمذابح ضد المسلمين بولاية "أسام" وتحيز الإعلام ضد المسلمين، إضافة إلى الإعراب عن غضبهم تجاه مقتل المسلمين ب"ميانمار" على أيدي البوذيين.
وتأتي هذه الأحداث الدامية في ظل استمرار اعتداءات "البودو" على المسلمين منذ عام 1971م إلا أن الاعتداءات ارتفعت وتيرتها منذ منتصف التسعينيات واجتماع قرابة 25 ألف مسلم بمدينة "ممباي" للإعراب عن استنكارهم لهذه المذابح.
كما نظم المسلمون في "الهند" احتجاجًا سلميًّا أمام المفوض الأمني اعتراضًا على منعهم من الصلاة على أرض وقف بمنطقة "جازي جولا" بمدينة "جلاندهار" بولاية البنجاب الهندية"؛ على إثر اعتراض المواطنين الهندوس والتقدم بشكاوى ضد أداء المسلمين للصلاة على الأرض، وسعيهم لبناء مسجد؛ حيث بدأت الصلاة مع بداية شهر رمضان الجاري.
وقد نَظَّم الهنود تَجَمهُرًا أمام الأرض الوقفية التي قام المسلمون بأداء الصلاة عليها مطالبين الشرطة بالتدخل، إلا أن المناقشات لم تستطع إنهاء الأزمة بالرغم من مطالبة القادة المسلمين من السماح لهم بالصلاة أثناء رمضان مع الإشارة إلى عدم القيام ببناء مسجد.
وفي المقابل نَظَّمت عناصر تابعة لحزب "بهراتيا جاناتا " الهندوسي وحزب المؤتمر الوطني وغيرهم من عناصر اليمين المتطرف تجمهُرًا احتجاجية بالقرب من الموقع المتنازع على إقامة الصلاة به.
ويبدو أن الهند صاحبة النصيب الأكبر حيث إنها معقل الهندوسية, فقد وقعت مصادمات دامية بين المسلمين والهندوس مما دفع الحكومة لفرض حظر التجوال بمدينة "باريلي" بولاية "أوتر براديش" بعد سقوط قتيل مسلم يبلغ 22 عامًا، وتَعَرُّض 20 آخرين للإصابات.
وقد أعلنت مصادر شرطية أن المصادمات وقعت عند أداء المسلمين صلاة الفجر وذهاب بعض الهندوس لتقديم القرابين بأحد المعابد؛ مما أسفر عن حدوث تراشق بالحجارة وإطلاق نار أدى لخسائر بشرية ولا تزال التحقيقات مستمرة، إضافة للقاء الشرطة برموز المجتمع لوضع نهاية للتوتر.
هذا وقد أعرب حزب "بهراتيا جاناتا" الهندي عن رفضه لمشروع منح الطالبات المسلمات مساعدات مالية، الذي اقترحته حكومة حزب "سمجاواتي" بولاية "أوتربراديش"؛ حيث قام بالانسحاب من المجلس التشريعي اعتراضًا على المشروع.
وكانت حكومة "أوربراديش" قد حددت 100 كرور روبية لدعم تعليم وتزويج المسلمات، سعيًا وراء الاحتفاظ بالصوت الانتخابي الإسلامي خلال الانتخابات البرلمانية لعام 2014.
وقد زعم أعضاء حزب "بهراتيا جاناتا" أن تخصيص فئة دينية معينة بالدعم المالي غير مبرر ومخالف للدستور، إلا أن وزير الصحة أكد أن الدعم مقدم على أساس تردي الحالة الاقتصادية للمسلمين وأنه غير مخالف للدستور.
كما أعرب الناشط السياسي الهندي ورئيس "حزب النمور الوطني" البروفيسور "بيم سينج" عن استنكاره لممارسات سلطة "جامو وكشمير" القمعية غير الدستورية ضد المسلمين، والتي حددت إقامة الدعاة المسلمين المشاركين في مؤتمر الحريات، من خلال الاعتقال المنزلي ومنعهم من المشاركة في صلاة العيد، مؤكدًا أن هذه الممارسات من شأنها أن تؤجج غضب المجتمع الإسلامي في "كشمير".
وأكد "سينج" أن تلك الممارسات تنتهك حقوق الإنسان، وتتناقض مع دعاوى الديمقراطية ب"الهند"، مشيرًا إلى تعمد الحكومة الهندوسية استثارة مشاعر المسلمين من خلال ممارساتها التي تنتهك حقوقهم الأساسية، مؤكدًا على دعم حزبه للحريات والحقوق المدنية، ومُرسلًا بتهنئته للمسلمين والدعاة المعتقلين منزليًّا بمناسبة عيد الفطر.
وأخيرًا خرجنا من الهند لننتقل إلى نيبال حيث هدد متطرفو ما يسمى ب"جيش دفاع نيبال"من الهندوس الأقلية المسلمة الموجودة في البلاد بهجمات جديدة ومستمرة على أماكن عبادتهم حتى يتم طردهم من "نيبال". فبعد شهور من محاولات التصالح بين الغالبية الهندوسية والأقليات الدينية الأخرى انتهز المتطرفون حالة عدم الاستقرار السياسي التي تعيشها البلاد منذ عام 2007م بدون دستور واستأنفوا الهجمات والتهديدات.
هذا، وعلى الرغم من وجود "رام براساد ماينالي" - العقل المدبر في "جيش دفاع نيبال" - في السجن منذ عام 2009م، بل وحبسه في سجن انفرادي منذ أيام لمنع اتصاله بالعناصر المتطرفة الهندوسية، إلا أن علماء الدين المسلمين تصلهم تهديدات مستمرة حتى إنهم خصصوا فرقًا لحراسة أماكن العبادة تحسُّبًا لأي هجوم.
ومن نيبال إلى سريلانكا فقد ذكرت شرطة منطقة "واوناتيو" السريلانكية بأن جماعة مجهولة قامت أمس الأحد بإحراق "مسجد محيي الدين"، الواقع في قرية "بالاكوديشيناي" من منطقة "أونيشاي" السريلانكية، وهي المنطقة التي يتم إعادة تسكين المسلمين فيها بعد نزوحهم إبان فترة الحرب الأهلية. كما قامت هذه الجماعة المجهولة بإحراق 4 مخيمات مؤقتة ومحل للمسلمين.
هذا وقد اعتدي بعض الهندوس على امرأة مسلمة عمرها 52 عامًا بالفأس وأحرقوا مخيمها بأكمله؛ حيث كانت قد عادت للمدينة قبل فترة، وتشير أصابع الاتهام إلى وقوف الحركة الهندوسية وراء هذا الهجوم والعدوان؛ حيث إنهم لا يرغبون في إعادة المسلمين للمدينة.
ومازلنا في سريلانكا حيث هدم مسجد في قرية "كاليانكادو" بمحافظة "ماتاكيلافو" السريلانكية من قبل المتطرفين الهندوس، وبناء مركز هندوسي للتأمل واليوجا مكانه.
كان المسلمون يعيشون في منطقة "كالينكادو" لأجيال منذ عام 1965م، وكان عدد الأسر المسلمة هناك حينذاك 165أسرة؛ حيث كان سكان القرية المسلمون يتمتعون بأشياء خاصة بهم؛ من مسجد ومدرسة ومقبرة وغيرها.
وكان المسجد يسمى "مسجد فردوس"، وكانت تقام فيه الصلوات حتى قام الإرهابيون المسمون "نمور تحرير التاميل" بقتل وتشريد المسلمين من المناطق الشرقية والشمالية، كما كان بجانب المسجد مدرسة لتعليم وتلقين القرآن الكريم.
وعندما عاد المسلمون إلى أرضهم الأصلية بعد انقضاء الحرب الأهلية وجدوا أن المسجد قد تهدمت أجزاء منه فحاولت بعض الهيئات الإسلامية إعادة ترميمه لكن لم تفلح محاولاتهم. ورغم وجود الأدلة الكافية على أن المسجد وأرضه حق للمسلمين إلا أنه تم افتتاح مركز هندوسي في نفس موقع المسجد.
انتهت رحلتنا مع الهندوسية التي لم تنته جرائمها بعد، ولكن نكتفي بهذا القدر مع وعد بلقاء جديد إن شاء الله.


الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.