ارتفع عدد ضحايا الأمطار الغزيرة والفيضانات العارمة التي ضربت إقليم بلوشستان الباكستاني، وتسببت في تشريد عشرات الآلاف لليوم السادس على التوالي، وسط توقعات بارتفاع أعداد القتلى والمشردين والمفقودين. وقال علي جول كورد نائب مفوض الإغاثة الإقليمي اليوم إن السيول الناجمة عن الأمطار التي أغرقت ست قرى في الإقليم أسفرت عن سقوط ثلاثين قتيلا كما أرغمت أكثر من عشرة آلاف شخص على الفرار من منازلهم. ونبه مسؤول الإغاثة إلى أن عدد القتلى قد يرتفع، وقال عثرنا على ثلاثين جثة حتى الآن ولكن لا نعرف عدد المفقودين، وأضاف أن أغلب النازحين نقلوا إلى المدارس ولكن ليس هناك مبانٍ كافية لإيواء هؤلاء. وتوقعت دائرة الأرصاد الجوية في باكستان استمرار هطول الأمطار الغزيرة في إقليمي السند بالجنوب والبنجاب في الوسط خلال الساعات القليلة القادمة، مع سقوط أمطار متوسطة على أجزاء من بلوشستان بعدما تحرك إعصار من وسط الهند إلى البلاد. وإزاء اتساع دائرة الكارثة ونذر استمرارها طلبت إسلام آباد مساعدات دولية عاجلة لتلبية احتياجات المتضررين. كما دفعت الحكومة الباكستانية بمزيد من القوات العسكرية إلى المناطق المنكوبة لمساعدة الضحايا، وذلك بعد احتجاجات للمتضررين اتهموا خلالها الحكومة بالتباطؤ في نجدة ضحايا الكارثة. ويساعد الجيش الباكستاني في تنظيم عمليات البحث والإنقاذ مع تخصيص ست طائرات نقل من طراز "سي130" وأكثر من عشرين طائرة مروحية تقوم بمهام البحث والإنقاذ، ويجري نصب مخيمات للنازحين ولكن في الوقت الحالي يتكدس الناس في المدارس. وكان الجيش قد استأنف عمليات الإغاثة الجوية أمس بعد أن عطلها سوء الطقس على مدى الأيام الأربعة الماضية في بلوشستان، وخصوصا المناطق الساحلية في غوادر وتوربات. وذكر الجنرال أرشد وحيد المتحدث باسم القوات المسلحة الباكستانية أن الجيش نقل أكثر من 10 آلاف من المتضررين المحاصرين إلى مناطق آمنة. وأوضح مسؤول الإغاثة في بلوشستان خدا بخش أن الأوضاع أصبحت تحت السيطرة الآن، مشيرا إلى أن الجيش يستعمل طائرات الشحن العسكرية والمروحيات لإيصال المساعدات والأغذية بإسقاطها على المناطق المنكوبة. من جانبه قال وكيل وزارة الداخلية الإقليمية طارق أيوب إن الإعصار والفيضانات تسببت في انهيار العديد من المنازل، بينما دمر نظام الاتصالات في تلك المناطق. وقد أغرقت المياه أربع مقاطعات بأكملها في بلوشستان وتسببت في فيضانات بسبع مقاطعات أخرى، جارفة في طريقها طرقا وجسورا وخطوطا للسكك الحديدية ملحقة أضرارا بخط أنابيب نقل الغاز. كما تضررت أربع مقاطعات في إقليم السند المجاور. وأدت العواصف في بداية موسم الأمطار إلى سقوط أكثر من 600 قتيل ووقوع دمار في أجزاء من باكستان وأفغانستان والهند خلال الأيام العشرة الماضية وكانت باكستان الأكثر تضررا. وضرب إعصار يمين إقليم بلوشستان (جنوب غرب) الثلاثاء الماضي بعد ثلاثة أيام من عاصفة ضربت كبرى المدن الباكستانية وعاصمة إقليم السند كراتشي، وأوقعت نحو 250 قتيلا. ويمين هو الثاني الذي يضرب شمال المحيط الهندي خلال شهر يونيو/حزيران الماضي، وقد سبقه إعصار غونو الذي ضرب مطلع الشهر سلطنة عُمان وإيران وجنوب غرب باكستان مما أدى إلى مصرع ستين شخصا ودمار في المناطق التي اجتاحها.