رأى زعيما الغالبية الديموقراطية في الكونغرس الاميركي في رسالة الى الرئيس الاميركي جورج بوش ان الاستراتيجية الاميركية الجديدة في العراق "فشلت". وكتبت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد "كما توقع كثيرون فشلت زيادة عدد القوات في اعطاء النتائج المرجوة". واضافا ان "ارسال قوات اضافية كان له تأثير ضعيف على خفض مستوى العنف وتشجيع المصالحة السياسية". وتابعا ان "الحقيقة المقلقة هي ان اعمال العنف ضد العراقيين لا تزال كبيرة والهجمات على القوات الاميركية ازدادت. وفي الواقع كان الشهران الاخيران من الحرب الاكثر دموية حتى الآن بالنسبة للقوات الاميركية". وقتل نحو 3500 عسكري اميركي في العراق منذ الغزو الاميركي لهذا البلد في مارس 2003 . من جهة اخرى اكد ريد وبيلوسي لبوش انهما يعتزمان عرض قانون جديد "للحد من المهمة الاميركية في العراق وبدء انسحاب على مراحل للقوات الاميركية وانهاء الحرب بمسؤولية". وترسل الولاياتالمتحدة ثلاثين الف جندي الى العراق في اطار استراتيجية اعلنها بوش في كانون الثاني/يناير للحد من العنف في بغداد ومحافظة الانبار السنية. وسترسل التعزيزات على مدى اشهر ليرتفع عدد الجنود الاميركيين في العراق الى 160 الفا. من جهته قال بوش خلال عشاء لجمع اموال للمرشحين الجمهوريين للانتخابات الرئاسية انه تحدث الى الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الاميركية في العراق حول تعزيز القوات. وقال بوش ان "القوات الاخيرة وصلت" مشيرا الى تحقيق بعض التقدم". وقد رأت وزارة الدفاع الاميركية في تقرير انه من الصعب في الوقت الراهن تقييم تأثير الاستراتيجية الاميركية الجديدة في العراق التي اعلنها الرئيس الاميركي جورج بوش في يناير بسبب نتائج اولية متناقضة. وقال التقرير الفصلي الذي يحمل عنوان "تقييم استقرار العراق وامنه" ويرفع الى الكونغرس ان "الفترة التي يغطيها هذا التقرير (بين فبراير ومايو 2007) شهدت جهدا متزايدا لاحلال الامن في مناطق مضطربة لمنح العراقيين المجال السياسي لتطبيق الاصلاحات ومواصلة المصالحة بين الاطراف". واضاف "لكنه من المبكر الحكم على النتائج". واضاف التقرير "ثمة مؤشرات ايجابية مثل تراجع قتل المدنيين والعنف في بغداد وعدد الهجمات في محافظة الانبار" لكن ثمة "مؤشرات سلبية مثل تزايد الهجمات الكبيرة واتساع استخدام المتفجرات الخارقة للدروع". واعلن الرئيس الاميركي في يناير استراتيجية جديدة مع ارسال نحو 30 الف عسكري اميركي اضافي لتعزيز قواته في العراق من اجل مواجهة اعمال العنف خصوصا في بغداد. وتم توزيع التعزيزات على عدة اشهر ويفترض ان يكتمل لواء مقاتل اخير بحلول نهاية يونيو ليرتفع عديد القوات الاميركية في العراق الى 160 الفا. واوضح البنتاغون انه "نظرا لاستمرار اعمال العنف التي يشنها المتمردون والارهابيون والميليشيات ستحتاج القوات العراقية الى مزيد من التدريب والتطوير والتجهيز لتتمكن تدريجيا من تولي مهمات هي حاليا من مسؤولية قوات الائتلاف". وبشأن الوضع السياسي في العراق اعتبر التقرير ان "المصالحة تبقى هدفا مهما لم ينجز حتى الان" مشيرا الى اجراءات تشريعية مهمة مثل قانون النفط واصلاح قانون اجتثاث البعث لم تعتمد خلال الفترة التي يغطيها التقرير. وتفيد وزارة الدفاع ان الوضع الاقتصادي يواجه كذلك تحديات كبيرة موضحة ان "الانتاج النفطي المحرك الرئيسي للاقتصاد العراقي لم يشهد ارتفاعا ويبقى في المستويات نفسها مقارنة مع الفترة ذاتها من 2006 بسبب ضعف المنشآت والمشاكل الامنية". وقال الناطق باسم البنتاغون برايان ويتمان ان التقرير يعطي "صورة عن فترة مضت" موضحا ان "الفترة التي يشملها التقرير ليست طويلة بما يكفي لتقييم تأثير التعزيزات". وكان تقرير البنتاغون السابق عن العراق نشر في مارس. وكشفت فيه وزارة الدفاع الاميركية ان عدد الهجمات في العراق خلال الاشهر الاخيرة من 2006 وصل الى مستوى غير مسبوق منذ 2003.