دمشق وكالات الأنباء صوت السوريون بكثافة اليوم الاحد في استفتاء على ولاية ثانية مدتها سبع سنوات للرئيس السوري بشار الاسد المرشح الوحيد للرئاسة التي تولاها في العام 2000. وتم تمديد عملية الاستفتاء لغاية الساعة العاشرة ليلا بسبب تدفق المواطنين على المراكز الانتخابية فيما كان من المفترض ان ينتهي التصويت عند السابعة مساء. واكد مسؤول احد المراكز الانتخابية في وسط دمشق ان "الاقبال منقطع النظير" موضحا انه يفوق بشكل كبير الاقبال على التصويت خلال انتخابات مجلس الشعب التي جرت الشهر الماضي. واعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان مجلس الشعب سيعقد جلسة عند الساعة السادسة من مساء الاثنين لاعلان نتائج الاستفتاء. واعلن وزير الداخلية اللواء بسام عبد المجيد ان عملية التصويت تشهد "اقبالا كبيرا في مختلف المحافظات" مؤكدا ان "عملية الاستفتاء تسير بهدوء". واكد مدير عام وكالة سانا عدنان محمود لوكالة فرانس برس ان "المحافظات السورية تشهد كثافة غير مسبوقة في المشاركة". واوضح ان "هذا استفتاء على الخيارات الوطنية لسوريا" مؤكدا ان "الرئيس الاسد استطاع ان يتجاوز الصعاب والتحديات التي مرت بها سوريا وكسر منطق العزل الذي تعرضت له نتيجة مواقفها في العراق ولبنان وفلسطين".
وادلى الرئيس السوري وزوجته اسماء بصوتيهما في كلية الطب في دمشق التى تخرج فيها بشار الاسد.
واكد مسؤولون سوريون ان الاستفتاء تأكيد على تصميم سوريا على التصدي للضغوط الخارجية وافشالها. وقال وزير الخارجية وليد المعلم ان "فترة الولاية الاولى للرئيس بشار الاسد واجهت موجات عالية من الضغوط وفي الولاية الثانية نامل ان يجني شعبنا ثمار هذا الصمود في وجه الضغوط التي فشلت في التأثير على السياسة السورية". ويبلغ عدد الناخبين السوريين حوالى 12 مليونا. ويفترض ان يرد الناخبون في "بطاقة الاستفتاء" على سؤال "هل توافق على مرشح مجلس الشعب السيد الدكتور بشار الاسد لمنصب رئاسة الجمهورية" ب"موافق" او "غير موافق". وقال مراسلوا فرانس برس أن مقار التصويت التى زاروها لم توفر ركنا معزولا للتصويت. وتوافد رجال الدين المسلمون في دمشق الى مجمع الشيخ كفتارو حيث صوتوا في المسجد فيما ادلى رجال الدين المسيحيون باصواتهم في مدرسة رسمية في حي باب توما المسيحي. ودعا حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا منذ 1963 السوريين الى التصويت "بنعم" في الاستفتاء بينما دعت المعارضة الى مقاطعته. وسبق الاستفتاء حملة كثيفة عبر خلالها السوريون عن تأييدهم لترشيح بشار الاسد للرئاسة في دمشق والمناطق. وجابت مساء الاحد سيارات تحمل صور الرئيس السوري والاعلام السورية شوارع دمشق وهي تبث اغاني وطنية. ويؤكد المسؤولون السوريون ان هذا الاقتراع يشكل استفتاء على سياسة الرئيس السوري الذي تعرض لتحديات عدة منذ وصوله الى الحكم عام 2000 بدءا بالاحتلال الاميركي للعراق وسقوط نظام الرئيس صدام حسين. كما تعرضت سوريا لضغوط دولية كثيفة اثر مؤامرة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في فبراير 2005 في بيروت وسحبت وحداتها العسكرية من لبنان في العام نفسه.
وبدات سوريا تخرج من العزلة الدولية التي فرضت عليها منذ 2004 وبدأت حوارا مع واشنطن بعد توصيات لجنة بيكر-هاميلتون التي دعت الى اشراك دول جوار العراق في المساعدة في عملية ارساء الاستقرار في هذا البلد.
وقد ساهمت الصحافة السورية فى حملة الدعاية للرئيس السورى فتحت عنوان "نعم لمن قال لا للخنوع والاستسلام" كتب رئيس تحرير صحيفة "البعث" الرسمية الياس مراد انه سيصوت بنعم لان الرئيس الاسد " الذى مثل نبض الشارع العربي بشكل عام والسوري بشكل خاص وحين اشتدت الضغوطات على سوريا والمؤامرات على العرب (...) استمر في ضبط البوصلة وادارة الصراع بما حصن سوريا وحمى شعبها". وكان مجلس الشعب السوري وافق "بالاجماع" على ترشيح بشار الاسد (41 عاما) لولاية رئاسية ثانية تنتهي في 2014 بناء على قرار للقيادة القطرية لحزب البعث. وهذا هو الاستفتاء الثاني في عهد بشار الاسد الذي حصل على تأييد 97,27 بالمئة من السوريين في استفتاء نظم على توليه الرئاسة بعد وفاة والده حافظ الاسد في يونيو 2000.