قال خبراء عسكريون ومتخصصون في شؤون الجماعات الإسلامية بمصر ان "أصابع صهيونية" متورطة في هجوم سيناء، بينما شرعت حماس في التحقق من صحة ما تردد بشأن ضلوع تنظيم "جلجلة" في الهجوم الذي خلف 18 قتيلا و7 جرحى من العسكريين المصريين. وأكد الخبراء أن تل ابيب تستهدف من ذلك ضرب التسهيلات التي حصل عليها قطاع غزة مؤخرا من الرئاسة المصرية، ومحاولة تعديل اتفاقية كامب ديفيد بين مصر و"تل ابيب" لإقامة منطقة عازلة تخدم الإستراتيجية الأمنية "الصهيونية" الجديدة. واستند الخبراء فيما ذهبوا إليه من تورط "أصابع صهيونية" في العبث بالملف الأمني في سيناء إلى إطلاق رئيس الوزراء الصهيوني بنامين نتنياهو تحذيرا لرعاياه من دخول الاراضي المصرية. وقال إبراهيم الدراوي مدير مركز الدراسات الفلسطينية لوكالة الأناضول: "إن ما حدث على الحدود المصرية هو عملية استدراج لقيادة المصرية لتعمل ضد القضية الفلسطينية، فهي عملية حرق لاستراتيجية التعامل المصري الفلسطيني التي اقرها الرئيس محمد مرسي خلال الفترة الأخيرة". واتهم الدراوي "المخابرات الصهيونية وقال إنها ليست بعيدة عن العملية التي شهدتها الحدود المصرية حيث إن بعض القيادات الصهيونية كشفت خلال الفترة الأخيرة عن وجود لها في سيناء وإنها تملك من الخيوط والمعلومات ما مكنها من اختراق الأجهزة الأمنية". إحباط تعديل الاتفاقية: ومن جانبه، رأي الخبير العسكري طارق الحريري "أن المخابرات الصهيونية ليست بعيدة عن العملية رابطا بين تصريحات رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وبين الهجوم". وقال الحريري: "إن تل ابيب تريد من تلك العملية أن تتخذها ذريعة تؤكد من خلالها أن الحدود مع مصر غير آمنة" وبالتالي يمكنها إحباط المساعي المصرية لتعديل اتفاقية كامب ديفيد (اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وتل ابيب عام 78 ) وجعلت سيناء منطقة مفتوحة ومرعي للعدد من الجماعات الإرهابية التي تحمل لصالح عدد من المخابرات الاجنبية بما فيها المخابرات الصهيونية". ويرى الحريري أن البعض استغل حالة الراحة التي أصابت الجيش المصري لعدم وجود عملية داخلية منهكة وهو ما أدي إلى حالة من التراخي في صفوف الجيش وعدم التركيز على النقاط القوية للمراقبة والتعامل داخل سيناء. منطقة عازلة: أما الدكتور طارق فهمي الخبير في الشئون "الصهيونية" فقد اتهم تل أبيب صراحة بتدبير هذه العملية وقال: "خلال ال24 ساعة الماضية اتخذت تل ابيب مجموعة من الاجراءات منها تحذير رعاياها من دخول مصري وهذا ما حدث قبل تفجيرات شرم الشيخ وطابا في عام 2005 حيث إن في تلك الفترة يوجد ما يقرب من 35-40 ألف سائح صهيوني في سيناء، كما طالبت تل ابيب قبل 12 ساعة من الحادثة فتح معبر كرم أبو سالم المغلق منذ شهور". ودلل فهمي على تورط "تل ابيب" بأن التلفزيون الصهيوني أول من بث صور للتفجيرات كما أن إطلاق النيران يؤكد وجود حالة من الاستعداد المسبق. وفي معرض تفسيره لأهداف تل ابيب من تلك العملية قال "إن تل أبيب تريد دخول سيناء واحتلال من 5 إلى 10 كليو متر داخل سيناء لتحولها لنقطة عازلة يبدأ بعدها التفاوض علي اتفاقية كامب ديفيد، خاصة وأن تل ابيب أعدت بنود اتفاقية جديدة منذ 4 سنوات لزيادة حماية الأمن القومي لتل ابيب والسماح باختراق الاجواء المصرية وتقليص عدد الجنود المصريين". تنظيم "جلجلة": على صعيد آخر، نقلت مصادر صحافية عن مصدر فلسطيني وصفته بالمطلع تأكيدًا أن حكومة حماس في قطاع غزة تقوم بتحرك مكثف للتحقيق في صحة دخول أعضاء من تنظيم "جلجلة الجهادي" المتواجد بغزة إلى سيناء، وصحة ضلوع التنظيم في عملية قتل الجنود المصريين. وقال المصدر: إن حماس قامت بإغلاق الأنفاق المشتركة مع مصر برفح وقامت بفتح تحقيق موسع عن الذين عبروا إلى مصر خلال الأسبوع الحالي. وأكد المصدر على وجود اتصالات مكثفة بين الأجهزة السيادية المصرية وحكومة حماس لسرعة التعرف والتحقيق في صحة ضلوع فلسطينيين في مذبحة الجيش المصري جنوب رفح المصرية. وكانت مصادر فلسطينية قد أكدت في وقت سابق أن مسئولين "صهاينة" أخلوا معبر كرم أبو سالم من الموظفين المدنيين قبل الاشتباكات بساعات، بعد وصول تحذير عن مهاجمة مسلحين للمعبر. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة