قامت السلطات التركية اليوم الأربعاء بإغلاق جميع بوابات الحدود مع سوريا، في وقت تتصاعد فيه المعارك بين الجيش الحر وقوات الأسد ونقلت شبكة تلفزيون "إن. تي. في" عن وزير الجمارك والتجارة التركي حياتي يازجي قوله: إن بوابات الحدود التركية مع سوريا ستُغلق يوم الأربعاء. وتأتي هذه الخطوة بعد أن سيطر المتظاهرون السوريون على عدة معابر على الحدود مع تركيا في انتفاضتهم على بشار الأسد التي مضى عليها 16 شهرًا. وأرسلت السلطات التركية في وقت سابق فرقًا متخصصة في الأسلحة الكيماوية إلى منطقة الحدود مع سوريا؛ وذلك بعد ورود معلومات عن نقل نظام الأسد أسلحة كيماوية إلى هذه المنطقة. وقالت وكالة دوجان للأنباء: إن كتيبة الأسلحة الكيماوية التي كانت متمركزة في غرب تركيا نقلت إلى قونية في وسط البلاد قبل شهرين، وإن مجموعة من الأفراد توجهت الآن إلى منطقة الحدود السورية, وفقًا للعربية نت. واعترف المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي يوم الاثنين بأن سوريا لديها أسلحة كيماوية، وقال: إنها لن تستخدمها لسحق مقاتلي المعارضة، وإنما قد تستخدمها ضد قوات من خارج البلاد. وكشف الجيش السوري الحر أن نظام بشار الأسد نقل أسلحة كيميائية إلى مطارات على الحدود، غداة تهديد دمشق باستخدام هذه الأسلحة في حال تعرضها ل"عدوان خارجي". وجاء في بيان للجيش الحر: "نحن في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل نعلم تمامًا مواقع ومراكز تموضع هذه الأسلحة ومنشآتها، ونكشف أيضًا أن الأسد قام بنقل بعض هذه الأسلحة وأجهزة الخلط للمكونات الكيماوية إلى بعض المطارات الحدودية". واعتبرت القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل أن نظام الأسد يستغل التهديدات "الصهيونية" ويلوح بأسلحة الدمار الشامل عن إرادة وقصد وبشكل مبكر لإدارة الأزمة الداخلية من خلال التأزيم الإقليمي والردع الإستراتيجي. وقالت القيادة: "معلوماتنا تؤكد أن النظام ومنذ أشهر بعيدة بدأ إعادة تحريك هذه المخزونات من أسلحة الدمار الشامل للعمل على هذين التكتيكين بغرض إدارة الضغط الإقليمي والدولي والتخفيف منه". وأضافت: "الجيش الحر يتفهم المخاوف الغربية أمام نظام مستهتر". وختم البيان بقولها: "إننا على علم بأن هناك حراكًا قويًّا ضمن المؤسسة العسكرية للثورة بإعادة دراسة الإستراتيجية الدفاعية ووضع أسلحة الدمار الشامل وبما يتفق مع القانون والأعراف الدولية". وكان المتحدث باسم وزارة الحرب الأمريكية البنتاجون جورج ليتل قد حذَّر النظام السوري من التفكير ولو لثانية واحدة في استخدام أسلحته الكيماوية؛ وذلك بعد أن أعلنت وزارة الخارجية السورية أن دمشق قد تستخدم السلاح الكيماوي في حال تعرضها لتدخل عسكري أجنبي. وشدد ليتل على أن هذا الاحتمال "غير مقبول" من جانب النظام السوري. وقال ليتل: "تطرُّق مسئولون سوريون أمام الصحافيين إلى الأسلحة الكيماوية أمرٌ يثير القلق، وواشنطن تعارض أي تفكير قد يصل إلى تبرير استخدام هذه الأسلحة من قبل النظام السوري". من جهته، رفض وزير الخارجية البريطاني وليام هيج تهديد دمشق باستخدام أسلحة كيماوية في حال تعرضها لهجوم خارجي، معتبرًا أنه أمر "غير مقبول مهما كانت الظروف". الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة