تجددت أعمال العنف اليوم في مدينة كراتشي بباكستان حيث قتل أحد أنصار المعارضة في مظاهرات جديدة فيما زعمت الشرطة أن المحتجين قاموا بإطلاق النار وهو ما دفعها لاستخدام الغازات المسيلة للدموع . ويرتفع بذلك عدد ضحايا المواجهات الدامية منذ أمس إلى 35 قتيلا ومئات الجرحى حيث اشتبك أنصار الحركة القومية المتحدة الموالية للحكومة مع أنصار المعارضة من أعضاء مجلس العمل المتحد وحزب الشعب الباكستاني. وتشير الأنباء إلى أن معظم القتلى من أنصار المعارضة في الاشتباكات التي تأتي في إطار المواجهة المتصاعدة بين المعارضة والرئيس الباكستاني برويز مشرف إثر قراره في مارس الماضي إقالة رئيس المحكمة العليا افتخار تشودري. وقررت الحكومة إرسال تعزيزات أمنية مجهزة بعربات مصفحة وغيرها إلى كراتشي ومدينة حيدر آباد المجاورة وقام الآلاف من قوات الأمن بدوريات مكثفة في شوارع المدينة التي شهدت معارك بالأسلحة النارية وإحراق عشرات السيارات وقد أجبرت الاشتباكات تشودري على العودة إلى إسلام آباد أمس وإلغاء لقائه المقرر بأنصاره. من جهته استبعد الرئيس الباكستاني برويز مشرف فرض قانون الطوارئ في البلاد. وأدان مشرف أمس أعمال العنف، لكنه ألقى باللوم فيها على تشودري والمعارضة واتهمهما باعتراض سبيل مؤيدي الحكومة على حد قوله . وقال مشرف إن السبب الرئيسي لما حدث هو تسييس قضية تتعلق بالقضاء مضيفا أن القوة الحقيقية تكمن في الناس وإذا ما أراد أحد أن يرى قوة الناس فعليه المجيء إلى هنا ليرى هذه الأعداد الغفيرة من الأشخاص الذين أتوا إلى هنا لتأييدي. وقد أصبح تشوردي منذ إقالته رمزا للمعارضة وهو يعرف باستقلاليته وكان متوقعا أن يعارض أي محاولة أخرى من مشرف للجمع بين منصبي الرئيس وقائد الجيش. وكان الرئيس تراجع عن وعده بالتخلي عن قيادة الجيش في ديسمبر 2004 ومرر في البرلمان تعديلا دستوريا يسمح له بالبقاء في هذا المنصب حتى العام الجاري. كما بدأت مطالبات من المعارضة تتزايد بأن يتولى تشودري الرئاسة المؤقتة للبلاد خلال الانتخابات العامة المرتقبة نهاية العام الجاري أو مطلع 2008. ي ُذكر أنه وفقا لدستور البلاد يقوم البرلمان ومجالس الأقاليم بانتخاب الرئيس، لكن مقربين من مشرف قالوا إنه يبحث الدعوة إلى اقتراع مبكر على منصب الرئيس بدلا من انتظار نتائج الانتخابات البرلمانية.