مهام كبيرة تقوم بها الفيتامينات والمعادن وإن كانت توجد دائما فى جسم الإنسان بمقادير صغيرة للغاية. ترتبط فى الأذهان بالصحة والعافية لذا كثيرا ما يلجأ الجميع إلى تناولها فى صورة أقراص وكبسولات وربما عن طريق الحقن دونما تذكرة طبية. فهى غالبا أدوية على الرف كما يطلق عليها. فهل نحتاجها بالفعل إلى تلك الدرجة التى قد تبلغ حد المبالغة أحيانا؟ توصيات حديثة للمعهد القومى الأمريكى للتغذية وجمعية التغذية الأمريكية تؤكد أن اختيارات الغذاء الصحية السليمة يمكنها أن توفر للإنسان كل ما يحتاجه من فيتامينات ومعادن فى صورتها الطبيعية، الأمر الذى معه لا يحتاج للبحث عنها فى مركبات دوائية. حالات استثنائية فقط يحتاج الإنسان فيها لمصادر أخرى غير الغذاء ليحصل على ما يحتاجه بالفعل من فيتامينات ومعادن: * إذا ما تجاوز العمر الخمسين: يحتاج الإنسان لكميات إضافية من عنصر الكالسيوم مع فيتامين (د) للحفاظ على عظام قوية أيضا يحتاج فيتامين ب12 الذى يتضاءل مقداره فى الجسم مع العمر. * إذا كان هناك ما يحول دون التعرض للشمس: أقل من خمس عشرة دقيقة من التعرض لضوء الشمس فى النهار لأى سبب كان يتسبب فى انحسار نسبة فيتامين (د)، الأمر الذى يستوجب تعويضه. * لدى كبار السن إذا ما عانوا من مشاعر اكتئابية أو فقدان للشهية فإن تعويضهم ما ينقصهم من فيتامينات ومعادن أمر ضرورى ولازم للعمليات الحيوية المختلفة. * نقص وسوء التغذية نتيجة اتباع حميات غذائية قاسية أو لدى من يتبعون المنهج النباتى. أيضا لدى البدناء الذين يلجأون لجراحات التخسيس مثل ربط المعدة أو تصغيرها. * المعاناة من أمراض مزمنة كمرض سيليك الذى يتسبب فى مشكلات عديدة تعوق امتصاص الغذاء من الأمعاء. الإصابة بالسرطان وما يمكن أن تحدثه أدويته المعالجة من مشكلات فى الهضم والامتصاص. كل مشكلات المعدة والأمعاء التى معها لا تتوافر ظروف طبيعية لامتصاص العناصر المختلفة ومنها الفيتامينات والمعادن. * إذا ما عانى الإنسان من أى من أمراض الشيخوخة عامة وكان العلاج فى جرعات مكثفة من بعض الفيتامينات. على سبيل المثال تحلل الماقولة فى العين عند كبار السن، الأمر الذى يتسبب فى العمى الكامل وقد تقى منه جرعات كبيرة من فيتامين «أ» والليوتنين. للفيتامينات والمعادن بالفعل دور هام وحيوى فى عمليات التمثيل الغذائى لكن يمكن الحصول عليها مجتمعة قبل سن الخمسين من غذاء صحى متوازن من الفواكه والخضراوات الطازجة ومنتجات الألبان قليلة الدسم والحبوب الكاملة (القمح غير المقشور والأرز والشعير) إلى جانب الدهون الجيدة فى الأسماك وزيت الزيتون والمكسرات. إذا تجاوزت الخمسين أو كنت تعانى نقصا من أحد العناصر أو تعانى مرضا له علاقة بامتصاص الغذاء من المعدة أو الأمعاء لك أن تلجأ إلى الفيتامينات والمعادن بمستحضراتها المختلفة من تلك التى على الرف.