أسفرت مواجهات قبلية في جنوبتونس عن مقتل شخص وإصابة العشرات؛ مما دفع السلطات إلى إعلان حظر التجول في مدينة قصر قفصة. وقال شهود عيان ومصادر طبية: إن الطفل منتصر بوزيان وعمره 14 عامًا لقي حتفه بعد إصابته بنيران بندقية صيد أثناء اشتباكات بين أهالي من ثليجان والجوابر بسبب خلاف على قطعة أرض. وقال الهادي الرداوي وهو من سكان قفصة: "مئات الأهالي اشتبكوا بالعصي والسكاكين وبنادق الصيد بسبب خلاف حول أرض وأصيب كثيرون في هذه الاشتباكات وتوفي شاب مصابًا ببندقية". وأضاف طبقًا لرويترز : إن قوات الأمن تدخلت بالقنابل المسيلة للدموع لتفرقة الأهالي المتخاصمين فتحولت الاشتباكات بعد ذلك إلى مواجهات بين قوات الأمن والأهالي، وذكر الرداوي أن المتظاهرين أحرقوا مركزًا للشرطة بمنطقة لالة في قفصة. وقالت وزارة الداخلية: إنها فرضت حظرًا للتجول في مدينة قصر قفصة من الساعة السابعة مساء إلى الساعة الخامسة صباحًا سعيًا لفرض الهدوء في المنطقة. من جهة أخرى, صرَّح عبد الرزاق الكيلاني - الوزير المكلف بالعلاقة مع المجلس الوطني التأسيسي في الحكومة التونسية المؤقتة - بأنه لا صحة لصدور أي قرار رسمي حول تحديد موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة. وقال الكيلاني: "هذه الخطوة تبقى مرتبطة بالانتهاء من صياغة الدستور الجديد لتونس والذي سيحدد النظام السياسي للبلاد بين برلماني أو رئاسي". إلى ذلك، أفاد المسئول عن دائرة الإعلام برئاسة الجمهورية أيوب المسعودي بأن الرئاسة لا تعلم بأي اتفاق حول تحديد موعد نهائي للانتخابات القادمة. وأكد المسعودي أنه لم يتم التشاور معها في هذا الشأن، مشيرًا إلى أن أي إعلان عن تاريخ معين لإجراء هذا الاستحقاق الانتخابي هو مجرد تصور شخصي ولا يعتبر قرارًا رسميًّا. وكان مسئول رفيع المستوى في الحكومة التونسية قد أماط اللثام عن أن الائتلاف الحاكم بقيادة حركة النهضة الإسلامية اتفق على إجراء انتخابات عامة في 20 مارس من العام المقبل على الأرجح، ضمن خارطة طريق سياسية تهدف إلى طمأنة الشعب والمستثمرين في الداخل والخارج. وكانت ثورة 2011 في تونس قد أسقطت الرئيس زين العابدين بن علي بعد 23 عامًا أمضاها في السلطة وأثارت انتفاضات "الربيع العربي" التي انتشرت في جميع أنحاء المنطقة. وفازت حركة النهضة الإسلامية في انتخابات أكتوبر الأول الماضي، وسيطرت على مقاعد الجمعية التأسيسية المكلفة بصياغة دستور جديد لمرحلة ما بعد ثورة تونس.