اعتبرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية انتقال زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني "وليد جنبلاط" إلى معسكر الثورة السورية أقوى دليل على أن الرئيس السوري بشار الأسد يقترب من نهايته، لان جنبلاط لا ينتقل إلا إلى الجانب القوي الذي يقترب من الفوز. وقالت الصحيفة إن انتقال وليد جنبلاط إلى تأييد المعارضة السورية يعني أن وضع الأسد في الداخل مقلقل ومُهتز ، ويصعب أن نصف التنقل السياسي الذي قام به السياسي اللبناني المخضرم، خلال حياته السياسية الطويلة، فلو قيس بعلاقات سياسية أخرى لما حصل على ميدالية فضية (أنه أمير). وأضافت لقد خرج منتصرا من الحرب الأهلية وطرد مئات الآلاف من المسيحيين من جبال لبنان بدعم من سوريا، وأصبح الزعيم الذي لا اعتراض عليه للدروز في بلاده، وبدأ نشاطا سياسيا دوليا وانتخب نائبا لرئيس الاتحاد الاشتراكي العالمي في 1983، وبعد موت حافظ الأسد شعر جنبلاط بالشجاعة وعارض علنا وجود السوريين في لبنان، ونجح ذلك نجاحا حسنا فغادر السوريون أرض لبنان وشعر مرة أخرى بأنه منتصر، وفي 2005 كان من قادة تحالف 14 آذار برئاسة سعد الحريري الذي أراد أن ينتقم لمقتل أبيه من السوريين. ووقف جنبلاط فوق المنصة في المظاهرة الجماعية على سوريا وحزب الله وشتم بشار الأسد، وفي 2008 بعد اتفاق الدوحة بين الجهات المختلفة في لبنان أصبح فجأة محايدا بين معسكر الحريري والمعسكر الموالي لسوريا؛ فالتقى مع نصر الله في مخبئه؛ وذهب يؤدي مراسم الولاء لبشار الأسد في دمشق واستقر رأيه على المساعدة في إطاحة الحريري وتعيين رئيس حكومة يؤيده حزب الله، وقد رجح الدروز الذين يرأسهم كفة الميزان وتغلب على رغبته القوية في محاكمة قتلة الحريري الذين جاءوا من الاتجاه السوري ومن حزب الله. لكن قبل بضعة ايام، في وقت إقامة ذكرى أبيه، جاء جنبلاط بعلم المعارضة السورية فنصبه قرب شاهد أبيه الذي هو ضحية السوريين، وخطب هناك خطبة تؤيد الثورة التي تجري في سوريا، وشتم عائلة الأسد كما فعل بعد مقتل الحريري. وحينما يتنقل جنبلاط بين الخطوط يحرص دائما على فعل ذلك بصورة تثير الضجيج، فهو دائما مع نفس الثقة بالنفس ومع نفس الصوت الجهير ومع الشتائم نفسها. ولا مثيل له للانضمام إلى من يُخيل إليه انه الجانب المنتصر.