رسمت شبكة "سي إن إن" الأمريكية سيناريو للضربة الصهيونية للمنشآت النووية الايرانية، التي وصفتها بانها تختلف عن الضربة التي وجهها الكيان الصهيوني للمفاعل النووي العراقي عام 1981 وللمفاعل النووي السوري عام 2007 . الضربة الصهيونية ضد ايران ستكون، حسب ال "سي ان ان" مركبة حيث سيشارك فيها 100 طائرة تضم مقاتلات وطائرات تزود يالوقود بالجو، يتوجب عليها قطع مسافة تبلغ مئات الكيلومترات لكي توجه ضربات لثمانية مواقع داخل الاراضي الايرانية. وبعكس العراق وسوريا حيث كان يتطلب في كل منهما ضرب هدف واحد، فإن المنشات النووية الايرانية موزعة على عدة مواقع في الدولة وتحظى بحماية دفاعات جوية، خاصة موقع "بوردو" الواقع على مقربة من قم. قصف المنشات النووية الايرانية مهمة اكثر تعقيدا، يقول افرايم كام، مدير معهد الامن القومي، لانها اكثر اتساعا من ضرب المفاعل النووي العراقي الذي تم قبل 30 عاما ، ويقول كام واخرون، ان المهمة ستنفذ بواسطة طائرات اف 151 واف 161 وليس بواسطة صواريخ يتم اطلاقها من غواصات، الذي يضيف، ان التسبب بضرر للمنشات النووية يتطلب استخدام اسلحة دقيقة الاصابة والصواريخ لا تفي بهذا الغرض. حسب المجلة الامنية "جينس"، التي تتمتع بالكثير التي من المصداقية، الكيان الصهيوني يملك سرب واحد من طائرات ا ل "اف "151 ( راعم) ما يقارب 25 طائرة واربعة سروب من طائرات ا ل "اف "161 ( سوفا)، ناهيك عن ان سلاح الجو الصهيوني سيضطر الى استخدام طائرات التزود بالوقود وحسب داغلاس باري، من معهد الابحاث الاستراتيجية الدولي في لندن، يملك جيش الاحتلال الصهيوني سبع طائرات تزود بالوقود من طراز "كي سي 707" واربع طائرات هركولس. الخبير الامني يعتقد ان الطائرات الصهيونية ستحمل قنابل من طراز "جي بي يو 28" التي يبلغ وزنها 2200 كغم وتستطيع اصابة اهداف تحت الارض، كل طائرة "اف 151" تستطيع حمل حتى ثلاث قنابل. يشار ان الجيش الامريكي يملك قنابل من نوع "جي بي يو 57" التي تبلغ زنتها 13600 كغم ولكن لا توجد مؤشرات على ان الكيان الصهيوني طلب التزود بها، ناهيك عن انها لا تملك طائرات من طراز "بي "2 و"بي 52" القادرة على حملها. اذا وجه الكيان الصهيوني ضربة في الاونة القريبة فانها ستفعل ذلك دون مساعدة امريكية، يقول الخبير المذكور، وهو ما يشاركه مع العديد من الخبراء. اميلي تسورلي، خبيرة امنية في "جينس" تقول، ان هناك اربعة اهداف رئيسية للضربة الصهيونية، منشات تخصيب اليورانيوم في نتنز وبوردو، منشأة اصفهان والمنشأة النووية في اراك، وهي تشير الى ان منشأ'ة اصفهان ومنشأة اراك تقعان فوق الارض ومن السهل ضربهما، في حين تقع منشأ' نتنز تحت الارض ويصعب ضربها بالمقابل فان منشأة بوردو اكثر صعوبة لانها تكمن في قلب الجبل. تسورلي تضيف، ان قصف منشأة بوردو من شأنه ان يجلب نتائج عكسية، اذ ان انهيار مدخل المنشأة من دون التسبب بتدميرها سيحميها من ضربة اضافية، وهي غير واثقة بقدرة الكيان الصهيوني على تدمير منشأة بوردو بقصف جوي وتدمير منشات اراك واصفهان دون تدمير بوردو لا يستحق المخاطرة، تقول الخبيرة الامنية مذكرة انه تم نقل الكثير من اجهزة الطرد المركزي الى المنشأة النووية في بوردو الواقعة بالقرب من قم. المنشات الاربع جميعها تحظى بحماية انظمة دفاع جوي من نوع "اس "200 و"هوك"، كما يقول خبير الدفاع الجوي جيم اوهلوران لشبكة "سي ان ان". اما كيف سيصل الطيران الصهيوني الى ايران فتقول المجلة، ان هناك ثلاث طرق ممكنة الشمالي ويمر عبر تركيا التي يعتري التوتر علاقتها باسرائيل في هذه الفترة، الجنوبي ويمر عبر السعودية التي لا تربطها علاقات دبلوماسية بالكيان الصهيوني والوسطى التي تمر عبر الاردن والعراق، وفي حين من الصعب ان يسمح الاردن للطيران الحربي الصهيوني المرور عبر اجوائه فان العراق لا يمتلك الرادارات اللازمة لاكتشاف هذه الطائرات ولذلك يرجح استخدام هذه الطريق، كما يقول هلوسي ماجيس لل "سي ان ان". اشكالية اخرى ستواجه سلاح الجو الصهيوني، هي باي ارتفاع سيطير ففي حين يمكنه الطيران المرتفع من الافلات من الدفاعات الجوية للدول التي سيمر منها، فانه سيكشفه للرادارات الايرانية، الامر الذي سيعطي الاخيرة فرصة ثلاث ساعات للاستعداد.