كتب: محمد أبو المجد// أكد الدكتور مجدي قرقر الأمين العام المساعد لحزب العمل أن عجلة النصر على العدو الأمريكي تسير بسرعة ولصالحنا أكثر مما كنا نتوقع؛ فها هي الطائرة المروحية العاشرة منذ بداية هذا العام تسقط في العراق وعلى متنها عشرات الجنود الأمريكان بين قتيل وجريح.. وها هم قتلاهم يتساقطون يوميًا بكل أنحاء العراق المجاهد, وها هي فلولهم تهرب كالفئران أمام ضربات المقاومة الأفغانية المتتالية حتى بدأوا يفقدون السيطرة على أفغانستان, وها هو جورج بوش يستجدي مجلس النواب الأمريكي والكونجرس ليستمروا في تمويل الحملة الصليبية على العراق بالجنود والاسلحة والمال ويحذرهم بأن المجاهدين سيلاحقون الجيش الأمريكي في كل مكان وفي داخل أمريكا نفسها حتى ولو انسحب من العراق، ولكنهم يرفضون التهويل لعلمهم باستحالة انتصار القوات الأمريكية هناك, وبلغ منهم الخوف كل مبلغ, وهذا نصر الله المنتظر الذي يأتي من داخل الأزمة كما كنا نتوقع. على حكامنا أن يتعلموا من مواقف أمريكا اللاتينية.. والموقف الإيراني تجاه الغطرسة الأمريكية وبدأت هزيمتهم وأضاف - خلال كلمته التي ألقاها في المؤتمر الأسبوعي لحزب العمل عقب صلاة الجمعة بالجامع الأزهر- أن أمريكا تشهد أسوأ هزائمها في الداخل والخارج, ولكن إعلامنا العربي مستمر في تشويه الحقائق, ولا ينقل إلا أخبار الفتن الجانبية الدائرة بين أبناء العراق وأنباء العمليات الأمريكية "الفاشلة" في العراق بل ويصور الأوضاع وكأن الأمريكان هم المسيطرون, ولا عجب فإعلامنا العربي يعكس وجهة نظر حكامنا "المنبطحين" أمام الإدارة الأمريكية ويريد تصدير وجهة النظر هذه إلى الشعوب, ولكن هيهات فشعبنا العربي مقاوم ومجاهد بالفطرة. وأوضح قرقر أن أمريكا لم تعد مكروهة فقط في عالمنا العربي والإسلامي, بل هي منبوذة أيضًا في معظم مناطق العالم وفي مقدمتها أمريكا اللاتينية, على الرغم من أن أمريكا لم تحتل دولاً بأمريكا اللاتينية ولم تقتل منهم مئات الآلاف كما فعلت بحقنا, ولكنها تستغلهم لتحقيق مصالحها, وهو الأمر الذي دفع معظم دول أمريكا اللاتينية والجنوبية -وعلى رأسهم فنزويلا ورئيسها البطل "تشافيز" غير المسلم الذي يخدم قضايا الإسلام أكثر من حكامنا العرب أنفسهم- إلى مقاومة الغطرسة الأمريكية وتستقبل شعوبهم زيارات بوش إلى دولهم بالمظاهرات الحاشدة التي تطالبه بالخروج من بلادهم والعودة إلى أرضه, فهو الضيف غير المرغوب فيه في أي مكان في العالم. مواقفنا المنبطحة
وأشار قرقر إلى أنه بالتوازي مع هذا الموقف الرسمي المشرف في أمريكا اللاتينية, نجد مواقفنا العربية والإسلامية الرسمية منبطحة ومتخاذلة أمام الأمريكان والصهاينة؛ فحكامنا "العملاء" قد أصبح أكثر همهم هو كيفية إرضاء أمريكا سيدة عالمهم فتراهم يؤججون الفتن بين المسلمين وها هو الزعيم الليبي العربي يصرح أخيرًا بأنه يريد إعادة الخلافة الفاطمية إلى شمال أفريقيا ويصبح هو خليفة المسلمين!!, وحكام آخرون مشغولون بكيفية قمع شعوبهم ولا يهمهم كثيرًا ما يحدث للمسجد الأقصى من اعتداءات صهيونية متكررة, وتطل علينا العمالة برأسها من لبنان, فنجد أكثر من 70 نائبًا لبنانيًا يطالبون الأممالمتحدة بإرسال لجنتها الدولية - التي لا تخفى أهدافها القذرة على أحد - بالتدخل لحل الأوضاع في لبنان!, ولكننا أبدًا لن نفقد الأمل في النصر ورهاننا على شعوبنا رابح بإذن الله. وأكد قرقر أنه ما زال هناك مواقف "رسمية" مقاومة, فها هي إيران تقاوم أمريكا ومستمرة في برنامجها النووي رغم كل التهديدات الأمريكية والغربية والعربية أيضًا, وتقف أمام أي محاولة ولو كانت صغيرة لانتهاك سيادتها, فاعتقلت عددًا من جنود البحرية البريطانيين الذين اخترقوا مياهها الإقليمية وحاولوا التجسس عليها لصالح أمريكا وبريطانيا, ولم تعدهم إلا بعد اعتذار بريطانيا عن هذا الخطأ. قمة "الاعتدال"!! وعن القمة العربية الأخيرة والتي يسميها الأمريكان بقمة الاعتدال, أكد قرقر أنها لم ولن تأت بجديد, اللهم إلا محاولة تسويق مبادرة "سعودية" تفرط في معظم حقوق الفلسطينيين بل وحقوق الأمة فيها, ورغم هذا يرفضها الصهاينة بشكل قاطع في ضربة مهينة لهؤلاء الحكام المنبطحين, وانتقد عدم تناول القمة الأخيرة لقضايا الفساد والاستبداد مثل القمتين السابقتين, معتبرًا أن هذا يأتي بسبب انتهاء الضغط الأمريكي على الحكام لتبنى الديمقراطية في حكمهم, وذلك مقابل التزامهم التام بتنفيذ المطالب الأمريكية. وطالب قرقر في ختام كلمته الشعوب العربية بعدم الالتفات إلى مواقف حكامهم, ومواصلة تحركاتهم لتحقيق مستقبل أفضل لهذه الأمة المجاهدة والتي ستنتصر في النهاية ولو كره الكافرون.