وافق وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك على بناء "وحدات استيطانية" جديدة جنوب الضفة لتكون مؤسسة تعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة، فيما كشفت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" عن مخطط احتلالي لبناء "متحف تهويدي" على أنقاض مبان وآثار إسلامية في الجهة الشمالية الغربية لساحة البراق غربي المسجد الأقصى. وقال بيان صادر عن مكتب باراك الجمعة إن المكان الذي سيسمى "جيفاعوت" في كتلة "غوش عتصيون" الاستيطانية "ليس مستوطنة وليس جديدا في منطقة غوش عتصيون وهو جزء من الون شفوت"، وهي مستوطنة قريبة. وأضاف البيان أن "هذه مؤسسة تعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة على أراض تابعة للدولة وتسمح باستبدال مبان مؤقتة بأخرى دائمة في نهاية العملية" حسب تعبير البيان. من جهته، أشار يائير ولف رئيس مجلس"غوش عتصيون" الاستيطاني" إلى أن الموقع الذي يتشكل من ستين كرفانا حاليا سيتم تحويله إلى قرية للأطفال الذين يعانون من متلازمة داون. وأضاف ولف أن قرار باراك "سيسمح بتحويل الموقع المتهالك حاليا إلى مؤسسة رفيعة المستوى توفر فرص عمل للشباب المصابين بمتلازمة داون". ولا يوجد أي تواصل جغرافي بين الون شفوت والموقع الجديد. ويقيم أكثر من 300 ألف صهيوني في مستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة . في غضون ذلك أكدت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" أن ما تسمى ب "لجنة التنظيم والتخطيط اللوائية" التابعة لبلدية الاحتلال في القدس أودعت هذه الأيام مخططا تهويديا يحمل رقم "11053"لتقديم الاعتراض عليه. وقالت المؤسسة في بيان أصدرته الجمعة إن معلوماتها حول هذا المخطط تشير إلى أن الحديث يدور عن بناء ضخم سيقام في أقصى الجهة الشمالية الغربية من ساحة البراق غربي المسجد الأقصى، يتضمن بناء متحف تهويدي، صالات محاضرات وأخرى للعرض، مكتبة وأرشيف، مركز معلومات، وسيسمى المبنى"بيت هليباه المركز لتراث حائط المبكى". وأشارت المؤسسة إلى أن هذا المبنى سيقام على أنقاض مبان وآثار إسلامية عربية في الموقع، حيث أجرت ما تسمى ب "سلطة الآثار الاسرائيلية" حفريات واسعة على مدار نحو خمس سنين، هدمت خلالها مباني إسلامية وعربية من عصور شتى، ودمرت آثارا إسلامية وعربية عريقة. وقالت المؤسسة إن "هذا المبنى يشكل خطرا مباشرا على بناء المسجد الأقصى المبارك ومحيطه، خاصة حائط البراق وجواره، كما سيتم من خلال هذا المخطط طمس معالم إسلامية وعربية، وتزييف وتحريف للتاريخ". وحسب خرائط ووثائق حصلت عليها المؤسسة فإن المخطط يشمل بناء ثلاثة طوابق فوق الأرض، وطابقا ونصف الطابق تحت الأرض، وستكون مساحة البناء 3722 مترا مربعا. ويهدف المخطط إلى زيادة عدد الوافدين من اليهود والسياح الأجانب إلى ساحة البراق والبلدة القديمة بالقدس، وتقديم الشروح لهم عن تاريخ عبري باطل، لمنطقة حائط البراق. وحسب الخرائط التي اطلعت عليها مؤسسة الأقصى فإن المخطط جزء من مخطط يدعى "تهويد شامل منطقة البراق" على مساحة نحو 8000 متر مربع، يتضمن إقامة مبان ومواقف أرضية، مركزا لشرطة الاحتلال، إقامة وحفر أنفاق، وبوابات جديدة، ومصاعد كهربائية في قلب الصخر، ومتاحف، وربط المنطقة بشبكة الأنفاق الممتدة من سلوان جنوبا، مرورا بأسفل البلدة القديمة بالقدس وأسفل المسجد الأقصى ومحيطه، وانتهاء بساحة الكتان عند باب العامود. ويهدف المخطط بشكل استراتيجي لتأهيل الموقع لاستيعاب 15-20 مليون زائر في السنة، أغلبهم من اليهود بالإضافة إلى السياح الأجانب، وهو الأمر الذي سيؤثر سلبا على المسجد الأقصى ومحيطه. إلى ذلك أكدت المؤسسة انه بالرغم من كل هذه المخططات والإجراءات التنفيذية وهذه الجرائم والاعتداءات الاحتلالية سيظل المسجد الأقصى ومحيطه أعلى وأكبر وأثبت من كل مخططاتهم وستظل القدس إسلامية عربية، كما كانت، وسيزول عنها الاحتلال وممارساته كما زال عنها كل الغزاة من قبل. من جانب آخر دعت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الشعبي الأهلي للقدس المواطنين ممن يستطيعون الوصول إلى مدينة القدسالمحتلة، شد الرحال والحضور المبكر والمكثف في المسجد الأقصى المبارك يوم غد الأحد، لإحباط وإفشال محاولات اليمين اليهودي الذي دعا لاجتياح المسجد المبارك، والدعوة لبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه. وقال عضو اللجنة التحضيرية حازم غرابلي: "إن الرد الحقيقي والفعلي على هذه الدعوة والدعوات الشبيهة والخبيثة، هو الوجود الدائم والمكثف في المسجد الأقصى ومرافقه، لتأكيد مدى تمسك الفلسطينيين بالمسجد والذود عنه ضد الأطماع والمخططات التي تسعى الجماعات اليهودية لتحقيقها في المسجد الأقصى". وناشد كافة المؤسسات والفعاليات والقوى الفلسطينية في القدس إلى حث أعضائها وأنصارها وكوادرها للتواجد في المسجد الأقصى وعدم الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار والتنديد. وكان أعضاء من حزب الليكود اليميني أعلنوا أنهم سيقتحمون المسجد الأقصى المبارك يوم غد للدعوة إلى بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، ونشروا إعلانا في الأيام الأخيرة باسم حزب "الليكود- أعضاء المركز"، دعوا فيه آلاف أعضاء الحزب إلى اقتحام المسجد الأقصى على رأس وفد سيكون في مقدمته المدعو موشيه فيغلين.