سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحقيق فرنسي يفضح "مصر للطيران": الطائرة المنكوبة في 2016 كان يجب ألا تقلع أبدا قبل يوم من الحادث أُبلغ عن 20 إنذارا.. أخطرها مشكلة كهربائية قد تؤدي لنشوب حريق
في ليلة ال19 من مايو 2016، فُقد الاتصال بطائرة "مصر للطيران" من طراز "آيرباصA320" عند نقطة كومبي الحدودية بين مصر واليونان فوق البحر المتوسط، حيث تحطمت وقتل 70 شخصا كانوا على متنها، أثناء طريقها إلى القاهرة قادمة من باريس، وعلى متنها فرنسيون وعرب من جنسيات متعددة معظمهم من المصريين. ولعب النظام المصري على عامل الوقت، وانشغال المصريين بأحداث أخرى هربا من إجراء أي تحقيقات شفافة حول الحادث وأسبابها، وهو ما لم يحدث بالطبع في فرنسا التي تريد ان تثبت براءة إجراءات الطيران فيها من التورط بأي شكل في الحادث. أول تصريح فرنسي أول تصريح فرنسي عن الحداث كان في يوليو 2018، أعلن محققون فرنسيون توصلهم إلى أسباب تحطم الطائرة المصرية المنكوبة في البحر المتوسط في مايو 2016، مشيرين إلى أن الحادث نجم عن حريق أدى إلى سقوطها. وذكر فريق التحقيق أن حريقا في قمرة القيادة تسبب على الأرجح بسقوط طائرة مصر للطيران عام 2016، ما أسفر عن مقتل 66 شخصا كانوا على متنها. وأشار مكتب حوادث الطيران المدني الفرنسي إلى أن المعلومات المستقاة من تسجيلات الرحلة الأخيرة للطائرة، تشير إلى "وقوع حريق في قمرة القيادة ... انتشر فيها بسرعة، ما تسبب بفقدان التحكم بالطائرة"، فيما لم تصدر السلطات المصرية أي تأكيد رسمي لما توصل إليه المحققون الفرنسيون. تقرير جديد وفي تطور جديد، نشرت وسائل الإعلام الفرنسية تقريرا أعده خبراء الحوادث الجوية، بتكليف من القضاء الفرنسي عن حقائق تفيد في التحقيق بحادث تحطم طائرة "مصر للطيران" عام 2016 ومصرع ركابها في المتوسط. وحسب التقرير الذي نشره راديو France Inter، فإن الطائرة كانت بحالة فنية متردية وغير صالحة للطيران إلا بعد الصيانة. وأضاف التقرير، أنه وفقا للوثيقة التي أمر بها قضاة التحقيق، فإن طائرة "إيرباص A320" المصرية كان يجب ألا تقلع أبدا، لأنها لم تكن مجهزة للطيران. وفي مستند مكون من 70 صفحة قدمه الخبراء، تبين "أنه كان يجب فحص هذه الطائرة خلال الرحلات الأربع السابقة لها بعد العيوب المتكررة، التي لم يتم الإبلاغ عنها من قبل الطواقم". وتابع: "قام الخبراء بتحليل دفتر وبيانات الطائرة وجدول الصيانة الآلي، ولاحظ المفتش وفني الطيران الذي صاغ التقرير أنه قبل يوم من الحادث تم إرسال ما يقرب من عشرين إنذارا عبر نظام Acars يشير ويؤكد إلى وجود أعطال داخل الطائرة، لكن شركة "مصر للطيران" لم تتدخل، كما تم التنبيه مرارا وتكرارا لمشكلة كهربائية قد تؤدي إلى نشوب حريق، إلا أن الطيارين تجاهلوا ذلك، بل وأن العيوب الرئيسية التي أبلغ عنها الإنذار المرئي والمسموع لم توضع في أي تقرير فني". وأوضح تقرير الخبراء: "أبلغت التنبيهات الأخرى عن وجود مشكلة في صمام المحرك أو دخان في المرحاض، مما يعني بداية نشوب حريق في مقصورة المرحاض، إلا أنه تم تجاهل هذا الأمر أيضا". وكشف التقرير أن هذه التنبيهات التي ظهرت في 18 مايو 2016، والتي أكدت أن ثمة كارثة على وشك الحدوث، لم تكن الوحيدة، إذ حلل الخبراء بيانات Acars بدءا من 1 مايو وتبين أن هذه المشكلة الكهربائية ظهرت في 29 رحلة جوية نفذتها الطائرة، بينما تم التنبيه عن عطل في صمام المحرك على 51 رحلة، فيما تجاهلت شركة "مصر للطيران" ببساطة هذه العشرات من التنبيهات، التي كان ينبغي أن تؤدي إلى تجميد الطائرة، ورفض إقلاعها.