اتهمت أسرة الشاب سيد بلال الذي توفي تحت التعذيب أثناء اعتقاله على خلفية تفجير كنيسة بالإسكندرية مطلع العام الجاري السلطات المصرية بالتقاعس عن ملاحقة الضباط المتهمين بتعذيبه وقتله. وأكدت الأسرة خلال مؤتمر صحفي عقد بنقابة الصحفيين أنها ما زالت تتعرض للتهديد من الأجهزة الأمنية كي تتنازل عن القضية, وفقًا للجزيرة نت. وخلال المؤتمر الصحفي عبَّر إبراهيم شقيق سيد بلال عن استغرابه للتأخر في إحالة قاتلي شقيقه إلى المحاكمة، مشيرًا إلى أن أربعة من أصل خمسة ضباط متهمين في القضية ما زالوا طلقاء، في حين أن الوحيد الذي يقع في قبضة العدالة يعيش مرفهًا في أحد المقار الأمنية، على حد تعبيره. وأضاف إبراهيم أن أخاه الذي اعتقل عقب تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية ليس عضوًا بجماعة سلفية كما رددت بعض وسائل الإعلام، وقال: "إنه مسلم عادي من أسرة بسيطة، وتعرض منذ أطلق لحيته لملاحقة جهاز أمن الدولة، وظل محتجزًا على ذمة التحقيق لأكثر من 18 شهرًا، ثم أطلق سراحه قبل أن يعتقل مجددًا على خلفية تفجير الكنيسة، حيث تعرض للتعذيب بينما تعرض بيت الأسرة للاستباحة بطريقة وحشية". وحمل إبراهيم على جهاز الأمن الوطني الذي خلف أمن الدولة بعد الثورة، وقال: "إنهم يمارسون سياسة النفس الطويل مع الأسرة بهدف إجبارها على التنازل عن القضية"، مشيرًا إلى أن أحد الضباط المتهمين هو نجل أحد القيادات الأمنية في وزارة الداخلية المصرية وتم إيفاده في مهمة رسمية خارج البلاد. وأكد أحمد مشالي وهو الشاهد الأول في القضية خلال المؤتمر الصحفي أن سيد بلال تعرض لتعذيب مستمر من العاشرة صباحًا وحتى التاسعة مساء، على أيدي الضباط الخمسة وهم حسام إبراهيم الشناوي ومحمد إبراهيم الشيمي وأسامة الكبش ومحمود عبد العليم وأحمد مصطفى كامل وشهرته أدهم البدري. من جانبه، أكد منسق البرنامج الوطني لتوثيق جرائم التعذيب عمرو عبد المنعم أن ما حدث مع سيد بلال "يعد نموذجًا صارخًا لانتهاك حقوق الإنسان"، وأن ما حدث يعد "جريمة قتل عمد"، داعيًا كافة منظمات المجتمع المدني لدعم القضية وذلك لحماية المواطن المصري، على حد وصفه. كما عبَّر عبد المنعم عن مخاوفه وأسرة سيد بلال من أن يأخذ التعامل القضائي مع القضية نفس منحى قضية خالد سعيد بحيث ينتهي الأمر إلى محاكمة المتهمين على جريمة ضرب أفضى إلى الموت وليس التعذيب والقتل العمد. يذكر أن وفاة سيد بلال تحت التعذيب اقترنت مكانيًّا مع وفاة خالد سعيد على يد رجال شرطة كانوا يريدون اعتقاله، لكن قضية الأخير لقيت اهتمامًا كبيرًا حيث أطلق عليه الإعلام لقب "شهيد الطوارئ"، وأنشئت له صفحة خاصة على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) ساهمت في إشعال ثورة 25 يناير الماضي التي أطاحت بحكم المخلوع مبارك.