من المقرر أن ينهي اليوم الاثنين بشكل رسمي حلف شمال الأطلسي "الناتو" عملياته العسكرية في ليبيا وذلك بعد حملةٍ جويةٍ استمرّت زهاء سبعة أشهر من أجل الإطاحة بالعقيد الراحل معمر القذافي. وكان الأمين العام للحلف، أندرس راسموسن، قد أعلن الجمعة، أنّ قوات الحلف المشاركة في العمليات بليبيا بدأت في الحدّ من نشاطها، بعد مقتل القذافي والسيطرة على معاقله الأخيرة، متوقعًا أن تقوم الدول المشاركة في العملية بإعلان انتهائها رسميًا في 31 أكتوبر الجاري. وقال راسموسن: "لقد قمنا بما تعهدنا بفعله، وحان الوقت لكي يأخذ الشعب الليبي المبادرة بيديه"، مشيرًا إلى أنّ قوات الحلف ستبقى على أهُبّة الاستعداد للتدخل من أجل حماية المدنيين حتى إعلان انتهاء العمليات، لكنه أكّد الاستعداد لمساعدة ليبيا مستقبلاً في إصلاح مجالات الأمن والدفاع، إذا طلبت طرابلس ذلك. وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنّى الخميس الماضي قرارًا بإلغاء التفويض بالتدخُّل العسكري في ليبيا، ما ينهي مهمة حلف شمال الأطلسي فيها اعتبارًا من 31 أكتوبر الجاري. وقرر المجلس بقراره 1973 في مارس الماضي، فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا، وفوض الدول الأعضاء ب"اتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية المدنيين المعرضين لخطر الهجمات.. مع استثناء التدخل العسكري الأجنبي المباشر على الأرض الليبية." وأصبح هذا القرار، الذي أيّدته عشر دول وامتنعت خمس عن التصويت دون معارضة، أساسًا لعمليات حلف الناتو في ليبيا، وتحديدًا عمليات القصف الجوي التي نفّذها الحلف. وفي أواخر مارس بدأ حلف شمال الأطلسي "الناتو" قيادة العمليات العسكرية ضد قوات القذافي، فيما أعلن وزير الدفاع الأمريكي آنذاك، روبرت جيتس، أنّ العملية تغير اسمها إلى "الحامي الموحد"، بدلاً من "فجر أوديسا". وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، مصطفى عبدالجليل، قد أعلن الأحد الماضي عن تحرير ليبيا، وبشر بعهد جديد بعد مقتل معمر القذافي الذي حكم ليبيا لأكثر من 42 عامًا. وأشار الأمين العام للحلف إلى إن عملية حماية المدنيين الليبيين - التي أطلق عليها عملية "الحامي الموحد Unified Protector - تعتبر واحدة من انجح العمليات في تاريخ الحلف. وقد انطلقت العملية مساء التاسع عشر من مارس، عندما كانت القوات الموالية للقذافي تقترب من مدينة بنغازي التي كانت بقبضة المتمردين. وما كان للحلف أن ينجح في مهمته لولا الدعم القوي الذي توفر له من جانب الآلة العسكرية الأمريكية. وأكد راسموسن إن قوات الحلف حالت دون وقوع مجزرة، وأنقذت حياة العديد من الليبيين، مضيفا "لقد خلقنا الظروف التي أتاحت للشعب الليبي تقرير مصيره بنفسه." وكان مجلس الأمن قد قرر إنهاء المهمة رغم دعوة المجلس الوطني الانتقالي الليبي الحلف بمواصلتها. وكان مندوب ليبيا لدى الأممالمتحدة قد قال إن المجلس الوطني الانتقالي يحتاج إلى المزيد من الوقت لتقييم احتياجات البلاد الأمنية، ولكن الدبلوماسيين أصروا وقتها إن مهمة حماية المدنيين قد نفذت بنجاح، وان أي تعاون امني مستقبلي يجب التفاوض بشأنه بشكل منفصل.