يستعد مجلس الاتحاد الدولى لكرة القدم "إيفاب" لاتخاذ قرار مصيرى حول استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة فى بطولة كأس العالم 2018 بروسيا، بعد غد السبت فى العاصمة السويسرية زيورخ وذلك حسب جريدة "المال". ويأتى اجتماع "إيفاب" فى الوقت الذى تشير فيه كل الدلائل إلى أن الاستعانة بالمقاطع المصورة "فيديو" المساعدة للحكام سيتم إقرارها بدون شك، بيد أن هذا لن يكون المفاجأة الوحيدة التى تنتظر الكرة العالمية فى المونديال. واجتمع ممثلو المنتخبات ال 32 المشاركة فى المونديال خلال يومى أمس وأول أمس فى مدينة سوتشى الروسية من أجل التعرف على أحدث المستجدات التى ستشهدها النسخة 21 من المونديال، والتى يتعلق أغلبها بالتكنولوجيا الحديثة. ومن أمثلة المستجدات التى سيشهدها المونديال المقبل فى مجال التكنولوجيا، سيسمح الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" لطبيب واحد من كل فريق متابعة المباريات أمام إحدى الشاشات والتواصل مع الطبيب المتواجد على مقاعد البدلاء داخل الملعب، ويهدف هذا الإجراء إلى أن يكون هناك خبير طبى يقوم بالتبليغ عن الإصابات الخطيرة التى لا تظهر للعيان من داخل الملعب. وسيتم اتخاذ هذا الإجراء بعد الإصابة الخطيرة التى تعرض لها اللاعب الألمانى كريستوف كرامر، إثر ارتطامه بشكل عنيف مع اللاعب الأرجنتينى إزيكيل جاراى فى نهائى مونديال البرازيل 2014، وظل اللاعب الألمانى يترنح داخل الملعب دون أن يلحظه أحد ولم يتم استبداله إلا بعد 14 دقيقة من الإصابة. وفى المنطقة المخصصة لوسائل الإعلام داخل ملاعب مباريات المونديال القادم، سيكون هناك منضدة للمحللين الطبيين، حيث سيتوافر لديهم هناك حواسب آلية محمولة ويمكنهم التواصل مع الأجهزة الطبية للفرق الذين سيتلقون التعليمات عبر الأجهزة اللوحية. وقال إيريك سانشيز، المعد البدنى لمنتخب كوستاريكا: "هذا أمر جيد للغاية، إنها أداة اختيارية للفرق ولكننى أعتقد أنها تكنولوجيا قادرة على المساعدة بشكل كبير على حل المواقف الخطيرة بسهولة". ولن تكون هذه المساعدة الطبية هى الوحيدة المتواجدة بالمدرجات، ولكن مونديال روسيا 2018 سيشهد أيضا إمكانية وجود مساعد فنى يقوم بالتقاط الصور وتسجيل الفيديوهات وإرسالها إلى الجهاز الفنى على مقاعد البدلاء، وبذلك سيتوافر للمديرين الفنيين وسيلة للاطلاع على خطط الفرق الأخرى. وقال توماس شنايدر، مساعد يواكيم لوف، المدير الفنى للمنتخب الألماني: "الابتكارات الفنية وصلت إلى مقاعد البدلاء، إنه ابتكار يمنح المدربين فرصا أكثر". وحتى الوقت الراهن، يقوم الكثير من المساعدين بمشاهدة الشوط الأول من المباراة من المدرجات لكى يقوموا بعد ذلك بالتعليق بين شوطى اللقاء على الجوانب الفنية، ولكن فى مونديال روسيا 2018 سيكون بإمكانهم نقل المعلومات على الفور. وسيقدم المونديال الذى سيقام فى الفترة ما بين يومى 14 يونيو و15 يوليو، للمرة الأولى للفرق بيانات إحصائية للجوانب الفنية والبدنية خلال أوقات المباراة الفعلية. وأضاف سانشيز قائلا: "فى البرازيل 2014 كانوا يقدمون لك التقرير فى نهاية المباراة فقط، الآن لن يكون الأمر على هذا النحو، يمكنك رؤية تقارير تضم جميع البيانات الخاصة بالاستحواذ والتمريرات الصحيحة والخاطئة، والمسافة التى ركضها كل لاعب". ولكن على أى حال، لن يتم إزالة النقاب عن المستجد الأهم والمنتظر فى مونديال 2018 قبل يوم السبت القادم عندما يقرر "إيفاب"، الجهة المنوطة بتشريع قواعد كرة القدم، إذا ما كان سيدرج تقنية "الفيديو" أم لا. وقال ماسيمو بوساكا، رئيس لجنة الحكام فى الفيفا أمس فى سوتشي: "إذا كان بإمكاننا تفادى قرار خاطئ، فلما لا؟ الرئيس (جيانى إنفانتينو) كان واضحا فى موقفه فى السنوات الأخيرة، سنرى ما سيحدث يوم السبت إذا ما كان "إيفاب" سيستمع لنصائحه". يذكر أن مونديال البرازيل 2014 استخدم للمرة الأولى فى بطولات كأس العالم تقنية خط المرمى، وهى التقنية التى تحدد إذا ما كانت الكرة قد دخلت إلى المرمى أم لا. وقد يكون مونديال روسيا هو موعد ظهور الثورة الكبرى فى تكنولوجيا كرة القدم مع دخول تقنية "الفيديو" إلى الخدمة، التى تمنح الحكام إمكانية تغيير قرار فى حال وجود خطأ مثير للجدل.