في ظل توظيف النظام العسكري لجيش من الدعاة والسلفيين، لإطفاء شرعية دينية على انقلابه العسكري ، خرج الداعية السلفي محمد سعيد رسلان، بفتوى بحرمانية الترشح أمام عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية ، لافتًا إلى أنه هو "ولي الأمر". وقال رسلان في الفيديو الذي نشرته صفحته الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، "لا تبلغ أي دولة من الدول التي وقعت فيها الفوضى، عشر معشار المكان التي تحوذها مصر عند أولئك الساعين لانتخابها، وإن هذا التوقيت مقصود منه أن الأمة المصرية تنشغل على حسب ما قرر دستورها في معركة غير معترك، هي معركة الرئاسة لان الدستور ينص على بدأ الإجراءات الانتخابية قبل انتهاء مدة الرئيس وهذه المدة ستكون على وجه التحديد، ستكون على أقل تقريب في الأسبوع الأخير من يناير 2018". وأما عن منافسة السيسي في الانتخابات، فيقول رسلان: إن "الشرع يقول أن ولي الأمر لا ينازع، لا في مقامه ولا منصبه ولا ينافس عليه، بل هو باق فيه إلا إذا عارض عارضًا من موانع الأهلية، أما إذا لم يعرض فلا يجوز غير ذلك، فالشرع يقول أن ولي الأمر المسلم لا ينازع في مقامه ولا منصبه، الذي باركه الله عزوجل فيه إياه، الشرع يقول والعقل يصدق، لا مجال مطلقًا لتقاضي ونصب العداوات في الفترة القادمة". وحذر من إجراء الانتخابات القادمة ، بقوله: " وإذا رجعتم إلى كتب السيرة ستجدون أن من بيده السلطة، ومن له الحكم بأمر لا ينازع ولا ينافس ولا يدخل في منافسة على منصبه" ومنذ اعتلاء عبد الفتاح السيسي سُدة الحكم في مصر، عبر الانقلاب، حرص على استدعاء الدين الإسلامي والمسيحي، في محاولة للتأثير على قناعات الشعب المصري، الذي يتّجه بغالبيته إلى القيم الدينية، بوصفه شعباً يميل إلى أن يكون محافظاً. وتعددت تصريحات المشايخ المشيدة بالسيسي والمهاجمة لمعارضيه، كإجازة أستاذ الشريعة في الأزهر، الدكتور عطية عبد الموجود، للرئيس أن يفقأ عيون المصريين إن كان ينفّذ في ذلك شرع الله. وإلى جانب ذلك، أفتى أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر، الدكتور أحمد كريمة بتجريم ترديد شعار "يسقط حكم العسكر". وذهب أستاذ الفقه في جامعة الأزهر، الدكتور سعد الدين الهلالي، إلى وصف السيسي ووزير الداخلية السابق، محمد إبراهيم، بأنهما "رسولان بعثهما الله لحماية الدين". وقال الهلالي، إن "الله بعث رجلين هما السيسي وإبراهيم، كما أرسل من قبل موسى وهارون. كما وصف وكيل وزارة الأوقاف، الشيخ سالم عبدالجليل، معارضي السيسي بأنهم "بغاة يجب قتلهم". وحرّض المفتي السابق، علي جمعة، علناً، على قتل المعتصمين في ميدانَي رابعة والنهضة، قائلاً، "طوبى لمن قتلهم وقتلوه". ثم لاحقاً، قال جمعة، خلال برنامجه "والله أعلم"، على قناة "سي. بي. سي"، إنّ "الأمير الآن يمثّله عبد الفتاح السيسي، ويجب طاعته وعدم عصيانه"، مسترشداً بأحاديث نبوية.