اعتبر نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق الدكتور جواد العناني والخبير الاقتصادي نصير الحمود أن مظاهرات وول ستريت بنيويورك تكشف عن تحول في الشارع الأميركي الذي بات يستقي تحركاته من تلك التي يشهدها ميدان التحرير في مصر بعد أن اكتشف الأميركيون أنهم ضحية لعبة سياسية اقتصادية كبيرة. وقال العناني والحمود ، في ندوة إلكترونية أقامها مركز الدراسات العربي - الأوروبي ومقره باريس حول أسباب اندلاع "ربيع وول ستريت" /إن هذه الأزمة انبثقت من رحم السياسات الاقتصادية الأميركية التي أعلت من شأن أصحاب الثروات على حساب العموم الأميركي، إذ يعتبر الأثرياء مصدر تمويل الحملات الانتخابية الرئاسية فضلا عن تلك المتعلقة بالكونجرس الأمريكي". وبدوره ، قال الدكتور العناني /إن مظاهرات وول ستريت بدأت ضد العولمة وما يسمى بالنظام الدولي الجديد منذ عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن/.. مشيرا إلى أن واشنطن شهدت قبل سنوات مظاهرات عارمة ضد منظمة التجارة العالمية أتى لها كثيرون من خارج الولاياتالمتحدةالأمريكية لإعلان سخطهم على كل من صندوق النقد والبنك الدوليين. وأشار العناني إلى سوء إدارة الاقتصاد الأمريكي الذي يختفي خلف المشتقات المالية والسندات العقارية المبالغ في قيمتها..مما أدى ليس فقط لخسارة الملايين في الولاياتالمتحدةالأمريكية لاستثماراتهم بل امتدت الى البنوك الى أوشكت على الإفلاس وضياع مدخراتهم وتراجع الأسهم التي يملكونها وقيمة عقاراتهم. وأوضح أن الأمريكيين أدركوا أن وظائفهم باتت مهددة و الامل في حياة كريمة يتبخر ، مشيرا إلى أن المواطنين الأمريكيين ألقوا باللائمة على سماسرة المال والمتلاعبين بالبورصات والقابضين على أموال الناس والتي يريدونها أن تتوجه بعيدا عن الأولويات في خلق فرص عمل وإعادة الاستثمار الحقيقي. وقال العناني "الأمريكيون شأن كل شعوب الأرض يريدون أن تعود لهم حياتهم التي سلبت منهم .. متسائلا: ألا يذكرهم هذا بالربيع العربي؟. ومن جانبه، قال الخبير الاقتصادي الأردني الدكتور نصير الحمود /إن هذه الأزمة انبثقت من رحم السياسات الاقتصادية الأميركية التي أعلت من شأن أصحاب الثروات على حساب العموم الأميركي حيث يعتبر الأثرياء مصدر تمويل الحملات الانتخابية الرئاسية فضلا عن تلك المتعلقة بالكونجرس، مما يعني تحاشي سن تشريع يزيد الضرائب على الأغنياء وتقليصها على الفقراء ومتوسطي الحال". وأضاف "إن الأزمة المالية العالمية 2008 كشفت عن سيناريو مخطط له من قبل السياسيين والأثرياء في الولاياتالمتحدة الذين استغلوا هذه الأزمة لصالحهم عبر تعظيم ثرواتهم على حساب بقية المواطنين الذين خسروا مدخراتهم وباعوا أسهمهم بأبخس الأثمان، وهي ذات الأسهم التي قام الأثرياء بشرائها ثم عادوا لبيعها عند مستويات مرتفعة نتيجة علمهم بقرارات أصحاب السياسات الاقتصادية". وتابع الحمود " إن نسبة البطالة في الولاياتالمتحدة بلغت 1.9 % ولم تنفق واشنطن 10% من الأموال المخصصة لدعم القطاعين المالي والمصرفي في سبيل إقامة مشاريع خاصة توفر فرص عمل، وبذلك فإن أموال الدعم ذهبت لأصحاب الثروات وهي ذات الأموال التي يتكلف بها دافع الضرائب الذي لا يزال يعاني من عملية تمويل إعادة هيكلة مؤسستي "فاني ماي" و"فريدي ماك".وأضاف" حتى التحركات العسكرية الأميركية التي استهدف خلالها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن كلا من العراق وأفغانستان، والتي كبدت خزائن واشنطن تريليونات الدولارات كانت بتمويل من دافعى الضرائب .. المواطن العادي" في حين تم منح عقود إعادة الاعمار لشركات كبرى يمتلكها سياسيون أو عسكريون سابقون ذوي صلة وثيقة بصناعة القرار، وهو أمر لم يسع الأميركيون لمعرفته في ذلك الوقت لعدم معاناتهم من أزمات البطالة وتراجع الدخل".وأشار الحمود إلى أن الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما حاول العمل على إصلاح نظام الصحة وزيادة الضريبة على الأغنياء لصالح الفقراء، ففي حين نجح في الشأن الصحي، غير أنه فشل في تحقيق عدالة في الجانب الضريبي، نتيجة هيمنة الجمهوريين على مجلس الشيوخ. ولفت إلى أن مظاهرات نيويورك تكشف عن تحول في الشارع الأميركي الذي بات يستقي تحركاته من تلك التي يشهدها ميدان التحرير في القاهرة.