على الرغم من أن قضيتنا اليوم وكل يوم هو السعي لتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة، والوقوف فى وجه التآمر الرخيص من الأمريكان والصهاينة مع الحكام العرب، للسيطرة على تلك الأراضي الفلسطينية العربية، التي تضم المسجد الأقصي، الذي أسري فيه برسول الله (صلي الله عليه وسلم)، إلا أن كشف فضائح النظام وعمالته للغرب وللصهاينة هو جزء من مقاومة المحتل. فقد فجرت مصادر مفاجأة مدوية، عن تلقي شيخ الأزهر، أحمد الطيب، اتصالات هاتفية من قيادات بجهاز الاستخبارات العامة، تبلغه بتحفظها على بيان تأييده للانتفاضة الفلسطينية، ردًا على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بنقل السفارة الأمريكية للقدس.
وقالت المصادر، بحسب ما نشره موقع "الحرية والعدالة"، إن الاتصال تضمن توجيه تحذير ناعم لشيخ الأزهر، من عدم ضبط لغة خطابه فيما يخص مسألة القدس، خوفا من إثارة الرأي العام، خاصة بعد إشادة متابعين كثيرين لرفض شيخ الأزهر لقاء نائب الرئيس الأمريكي، وتأييد شيخ الأزهر لانتفاضة فلسطينية.
وأضافت المصادر أن الاستخبارات أرادت من شيخ الأزهر أن يضبط لغة حديثه عن القدس، وألا يخرج عن الموقف الرسمي للدولة وللنظام الحاكم، في الوقت الذي أكدت فيه المصادر أن شيخ الأزهر يجد ضغوطًا ودعمًا في نفس الوقت على الجانب الأخر من بعض علماء الأزهر، وخاصة أعضاء هيئة كبار العلماء، في إعلان موقف قوي وواضح تجاه مخططات تهويد القدس.
وكشفت المصادر أن الصدام الناعم الذي حدث بين الأزهر وبين السلطة الحاكمة، وأعلن من خلاله السيسي غضبه على شيخ الأزهر بشكل علني في أحد خطاباته، كان القدس رأس الحربه فيه وليست مسألة الطلاق الشفوي التي كان النظام يعتبرها اختبارًا حقيقيًا للنص الذي وضعه لشيخ الأزهر في تأييد قرارات الدولة، موضحا أن شيخ الأزهر تلقى تهديدات وضغوطًا غير مسبوقة من النظام، وصلت لحد البدء في إجراءات إقالته، حال تمرد شيخ الأزهر على أي قرار مناوئ ضد سياسات الدولة في مسألة القدس.
وأكدت المصادر أن الحملة الشرسة التي طالت شيخ الأزهر في الشهور الماضية، كنت بأوامر من النظام، بهدف كبح جماح شيخ الأزهر، حال إقدام النظام على أي إجراء أو قرار بشأن مخططات تهويد القدس التي تتم بتواطؤ النظام مع الكيان الصهيوني.
وكان الطيب أكد أنه لن يجلس مع من "يزيّفون التاريخ ويسلبون حقوق الشعوب ويعتدون على مقدساتهم".
وعبر شيخ الأزهر أحمد الطيب عن تأييده لانتفاضة فلسطينية جديدة بعدما اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل، كما رفض الطيب طلب مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي مقابلته عندما يزور مصر وقال إنه "لن يجلس مع من يزيّفون التاريخ ويسلبون حقوق الشعوب ويعتدون على مقدساتهم".
وقال شيخ الأزهر في بيان الجمعة: "يتابع الأزهر الشريف بغضب ورفض واستنكار ما أقدمت عليه الإدارة الأمريكية من إعلان مدينة القدس الشريف عاصمة لكيان الاحتلال الصهيوني الغاصب في خطوة غير مسبوقة وتحد خطير للمواثيق الدولية ولمشاعر أكثر من مليار ونصف مليار مسلم حول العالم ولمشاعر ملايين المسيحيين العرب".
وحث البيان الفلسطينيين على الانتفاض قائلاً: "لتكن انتفاضتكم الثالثة بقدر إيمانكم بقضيتكم. ونحن معكم ولن نخذلكم".
وأضاف: "باسم العالم الإسلامي كله نؤكد رفضنا القاطع لهذه الخطوة المتهورة الباطلة شرعًا وقانونًا، كما نؤكد أن الإقدام عليها يمثل تزييفًا واضحًا غير مقبول للتاريخ وعبثا بمستقبل الشعوب لا يمكن الصمت عنه أبدًا ما بقي في المسلمين قلب ينبض".
ودعا قادة وحكومات دول العالم الإسلامي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة إلى التحرك السريع والجاد لوقف تنفيذ هذا القرار "ووأده في مهده".
وقال المركز الإعلامي للأزهر في بيان: إن الطيب أعلن اليوم الجمعة "رفضه القاطع" طلبًا رسميًا من نائب الرئيس الأمريكي للقاء به يوم 20 ديسمبر الجاري.
وأوضح البيان أن السفارة الأمريكية بالقاهرة تقدمت بطلب رسمي قبل أسبوع لترتيب لقاء لنائب الرئيس الأمريكي مع شيخ الأزهر خلال زيارته للمنطقة، وتمت الموافقة على الطلب في حينها.
وأضاف "إلا أنه بعد القرار الأمريكي المجحف والظالم بشأن مدينة القدس، يعلن الإمام الأكبر شيخ الأزهر رفضه الشديد والحاسم لهذا اللقاء، مؤكدا أن الأزهر لا يمكن أن يجلس مع من يزيفون التاريخ ويسلبون حقوق الشعوب ويعتدون علي مقدساتهم".
وأشار البيان إلى أن الطيب شدد على أنه "يجب على الرئيس الأمريكي التراجع فورًا عن هذا القرار الباطل شرعًا وقانونًا".
وحمّل البيان الرئيس الأمريكي وإدارته "المسئولية الكاملة عن إشعال الكراهية في قلوب المسلمين، وكل محبي السلام في العالم، وإهدار كل قيم الديمقراطية والعدل والسلام". إقرأ أيضًا:- * شعب مصر يرفض استقبال نائب ترامب * القدس طريقنا لتحرير ارادة الشعوب العربية والاسلامية * عبدالحميد بركات: انتفضوا يا شعوب العرب.. ف"ترامب" البلطجي يتحدي مليار و700 مليون مسلم عربي فى قراره * د. مجدي قرقر: تحرير القدس حقيقة قرآنية لا يكتمل إيماننا إلا بالإيمان بها * د. أحمد الخولي: سلاح المقاومة هو الأشد تأثيرًا على العدو الإسرائيلي