رأت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية أن مصر بعد الثورة تعيش حالة تخبط مع افتقار كافة القوى السياسية في البلاد للخبرة الكافية لمناقشة سبل تسيير أمور البلاد، خاصة أن "مبارك" ورجاله كانوا يهيمنون على كل شيء ولا يتيحون لأحد فرصة التحاور أو معرفة كيف تسير أمور البلاد. وقالت الصحيفة: إن نظام "مبارك" سحق كل القوى السياسية في البلاد، ولم يكن هناك أي نقاش سياسي أو اقتصادي، وبالتالي المصريين لم يكونوا مهيئين للتعامل مع الوضع الجديد، فبعد ثمانية أشهر من قيام الثورة، لم يكن هناك حزب قادر على اقتراح برنامج متماسك للإصلاح الاقتصادي والسياسي، حتى جماعة الإخوان المسلمين -التي توصف بأنها أكثر الأحزاب تنظيما- ليس لديها ما تقدمه للبلاد غير النظام الإسلامي الذي يقبله البعض ويرفضه آخرون، لكن الحقيقة هي أن الفرق الوحيد بين برنامج الحزب تنظيم القاعدة أنهم يريدون تنفيذه بوسائل غير عنيفة. وأضافت أن هناك العديد ممن نصبوا أنفسهم مرشحين للرئاسة، ولكن لا واحد منهم لديه الكاريزما التي يمكن أن تؤثر في الجماهير، بما فيهم الأمين العام السابق للجامعة العربية "عمرو موسى" والذي يدعي أنه الأكثر شعبية، وربما كان هذا صحيحا في الماضي، ولكن ليس الآن، فهو ينظر إليه على أنه كان أيام النظام القديم ويقنع الناس بأنه يمكن أن يقود البلاد إلى مستقبل أكثر إشراقا، أما "محمد البردعي" المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والحائز على جائزة نوبل فقد عاد لمصر بعد 12 سنة في الخارج، وليس لديه شعبية كبيرة. ثم هناك عدد من ضباط الجيش السابقين والقضاة المتقاعدين وشخصيات إسلامية، وجميعهم يظهرون في وسائل الإعلام لفترات وجيزة من وقت لآخر، من دون نجاح كبير. وأوضحت أن مصر تواجه مشكلة أخرى وهي الجيش، والذي يقول دائما إنه لا يروج من يستطيع أن يسلمه المسئولية، وهكذا يستمرون في تغيير الجدول الزمني الذي تم وضعه مباشرة بعد توليه سدة الحكم في فبراير. وكان المشير "محمد طنطاوي"، الذي يرأس المجلس الأعلى، قد أعلن في البداية أن الجيش لا يريد الحكم وسيسلم السلطة لمؤسسات المجتمع المدني في أقرب وقت.