تمر علينا الذكرى الرابعة لمجزرة رابعةبكل قهر وحزن.
ذلك اليوم الذي اختلط فيه البكاء بالدماء، ورائحة الغاز بالهواء، وأنات المصابين بأصوات الجرافات، ووصف ما وقع فيه ب"أكبر مقتلة عرفها التاريخ العربي المعاصر". لكن على الرغم ما خلفته من أوجاع الا انها كانت معراجاً للشهداء،الذين قدموا بدمائهم الزكَّية عربون النصر المنشود لهذه الأمَّة، فإتخاذ الله للشهداء يكون دائماً مقدمة لمحق الكافرين. قال تعالى في التعقيب على مصاب أحد: (وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ، وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ). لكن يقين فالأيامُ دُوَلٌ: (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)؛ وما أصابنا اليوم سيصيب عدونا غداً، لا ريب فى ذلك. هذا اليوم وصمة عار على جبين كل من شارك في صناعته بكلمة أو مباركته أو السكوت على ما حصل فيه. يقول الشهيد سيد قطب رحمه الله: " لا تستندوا ولا تطمئنوا إلى الذين ظلموا، إلى الجبارين الطغاة الظالمين، أصحاب القوة في الأرض، الذين يقهرون العباد بقوتهم، ويعبدونهم لغير الله من العبيد. رابعة ستظل مهما غشاها من المحن وغشانا من الغفلة والهوان تنتظر من ينهض لله؛ وينطلق من قاعدتها، وينبعث من رحابها؛ ليحقق للأمَّة آمالها، ويسكن لها آلامها.