تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي لقاءً مصورًا مع أحد سائقي القطارات من داخل كابينة القيادة، كشف السائق في حواره عن انتهاء العمر الافتراضي لجرارات القطارات وافتقارها للصيانة الدورية دون مراعاة للتغيرات المناخية صيفا وشتاء. وفجر سائق القطار خلال اللقاء مفاجأة ردا على اتهام سائقى القطارات بالمسؤولية عن الحوادث التي تشهد تصاعدا بشكل كبير قائلا إن الجهاز الذي يتحكم في سرعة القطار من داخل الكابينة معطلا لا يعمل في أغلب القطارات، مشيرًا إلى أن المشكلة ليست في السائق بل هو ضحية للترهل والإهمال وعدم وجود الصيانة اللازمة للجرارات وهو ما يتسبب في العديد من الحوادث.
ويتابع السائق أنه في حال الموافقة بدخول أحد الجرارات للصيانة فان ما يحدث لا يتعدى كونه التعامل مع الشكل الخارجى دون التعاطي مع المشكلات الفنية الكبيرة وهو ما ينسحب أيضا على باقي أجزاء القطار بينها عربات الركاب.
وتظهر إحدى اللقطات فى بداية الحوار الحالة المتردية التي توجد عليها كابينة القيادة؛ فباب الكابينة مغلق بمسمار لافتقاره للصيانة، ويتابع السائق أنهم يتعرضون لمشكلات عديدة بينها المشكلات الصحية فلا توفر لهم الهيئة الرعاية الصحية حتى وإن كان ما تعرض له هو نتيجة لظروف العمل حيث يترك يواجه مصيره ومشكلاته بنفسه.
وأشار السائق إلى مشكلة تدني أجور سائقي القطارات كباقي العاملين في الهيئة بشكل عام والتى لا تكفى لسد احتياجات أسرته بما يثقلهم بالهموم والمشكلات وعندما يخرج أحدهم معاش لا يتجاوز ما يحصل عليه مبلغ 1000 جنيه رغم سنوات عمره التي قضاه في خدمة الهيئة.
كما أشار الى العديد من المشكلات كمستوى النظافة وتدنى الشعور بالأمن وارتفاع معدلات جرائم البلطجة فى ظل غياب أمنى واضح وغيرها من المشكلات التى تعكس حجم الترهل والإهمال الذى انتشر بشكل كبير داخل الهيئة وانعكس على الخدمة المقدمة رغم الشكاوى وارتفاع معدلات الحوادث التى تسبب فى وفاة المواطنين فلا يتم التعاطى مع المشكلات وهو ما يعنى استمرار تصاعدها وارتفاع معدلات الحوادث واستمرار نزيف دماء المواطنين.
وكانت مدينة الاسكندرية قد شهدت أول امس الجمعة فى تمام الساعة 12.15 ظهرا اصطدم القطار رقم 13 إكسبريس القاهرةالإسكندرية بمؤخرة القطار رقم 571 بورسعيد-الإسكندرية بالقرب من محطة خورشيد على خط القاهرة-الإسكندرية، نتج عن الحادث سقوط جرار قطار 13 وعربتين من مؤخرة قطار 571 ما أودى بحياة ما يقرب من 50 مواطن واصابة ما يزيد عن 120 آخرين بإصابات توصف بالخطيرة.
وتؤكد تقارير الجهاز المركز للتعبئة والإحصاء ارتفاع معدلات حوادث القطارات فى عام 2016 والتى بلغت نحو 1249 حادثة ، مقابل 1235 حادثة عام 2015 , وبلغ عدد المتوفين بحوادث القطارات عام 2016 نحو 62 شخص ، مقابل 43 متوفى بحوادث قطارات عام 2015 , فيما بلغ عدد المصابين بحوادث القطارات عام 2016 نحو 164 مصابا ، مقابل 99 مصابا بحوادث قطارات 2015.
ووصل عدد حوادث قطارات 2016 بالوجه البحرى بنحو 580 حادثة بنسبة 46 % من الإجمالى , فيما وصل عدد حوادث القطارات نتيجة لإصطدام المركبات بالمزلقانات بنحو 730 حادثة بنسبة 59 % من الإجمالي.
وتكشف التقارير الرسمية الصادرة عن الجهاز نفسه أن 6000 شخص يلقون حتفهم جراء حوادث الطرق فى مصر سنويا، وأن ما يقرب من 5000 شخص سقطوا نتيجة حوادث السكك الحديدية خلال 5 سنوات ماضية؛ ما جعل مصر تتصدر قائمة الدول في معدلات الحوادث الأعلى في العالم.