استنكرت دول عربية وإسلامية، قرار إغلاق سلطات الاحتلال الصهيونى المسجد الأقصى ومنع الصلاة فيه لأول مرة منذ سنة 1969، في أعقاب اشتباك مسلح أدى لاستشهاد 3 فلسطينيين، ومقتل شرطيين إسرائيلييْن. واستنكرت قطر "بشدة" منع سلطات الاحتلال الصهيونى إقامة صلاة الجمعة في الحرم القدسي للمرة الأولى منذ نحو 45 عاماً. وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها: "إن إغلاق جيش الاحتلال الحرم القدسي، وإعلانه منطقة عسكرية ومنع المصلين من دخوله، يمثل انتهاكاً خطيراً لحرمة المقدسات الإسلامية واستفزازاً لمشاعر المسلمين"، مطالبةً المجتمع الدولي "بتحمل مسؤولياته لوقف هذه الانتهاكات". من جهتها، طالبت الحكومة الأردنية "إسرائيل" بفتح المسجد الأقصى أمام المصلين فوراً، داعية إياها إلى عدم اتخاذ أية إجراءات من شأنها تغيير الوضع التاريخي القائم في القدس والمسجد الأقصى. بدوره، قال رئيس الشؤون الدينية التركي، محمد غورماز، إنه لا يوجد أي مبررٍ مشروعٍ لإغلاق المسجد الأقصى أمام المؤمنين. وجاء تصريح غورماز في تغريدة على "تويتر"، تعليقاً على إغلاق الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى أمام المصلين، عقب عملية أدت لاستشهاد 3 شبان فلسطينيين، لافتاً إلى أنه "للمرة الأولى منذ عام 1967 لم تُصلَّ صلاة الجمعة في المسجد الأقصى". واعتبر كذلك وزير الخارجية اليمني، عبد الملك المخلافي، أن الوضع الذي تمر به الدول العربية كان سبباً في منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي من الصلاة بالمسجد الأقصى لأول مرة منذ 48 عاماً. وقال المخلافي، في تغريدة على حسابه الرسمي ب"تويتر"، الجمعة: إن "الوضع الذي تمر فيه الأمة العربية ودولها، مكّن جنود الاحتلال من منع الفلسطينيين من الصلاة بالأقصى"، وقال أيضاً: "الإرهاب الصهيوني هو أساس الإرهاب". بدورها، دانت هيئة علماء المسلمين، الجمعة، إغلاق سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى لأول مرة منذ احتلال القدس عام 1967، ومنع إقامة صلاة الجمعة فيه واعتقال مفتي القدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين. واعتبرت الهيئة في بيان وصلنا أن "إغلاق المسجد الأقصى يمثل استغلالاً لما تمر به الأمة من حالة ضعف؛ أدت الى تجرؤ أعدائها عليها، واستباحة أراضيهم ودمائهم وأعراضهم". وأكدت الهيئة أن الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين "ستستمر ما لم يوضع لها حد ينهي معاناة الشعب الفلسطيني (..). الواجب على الأمة نبذ خلافاتها وتوحيد صفوفها، واتخاذ موقف حازم إزاء القضايا التي تهدد أمن المنطقة واستقرارها". ودان كذلك مجلس حكماء المسلمين، برئاسة أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، منع الاحتلال إقامة صلاة الجمعة في الأقصى، والتعدي على حراسه والمصلين فيه. كما استنكر المجلس في بيان مقتضب، وصل "الخليج أونلاين"، اعتقال الشيخ عكرمة صبري، المفتي السابق وخطيب المسجد الأقصى، والشيخ محمد حسين، مفتي القدس الحالي. ودان رئيس البرلمان العربي، مشعل السلمي، إغلاق سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى. وشدد السلمي في بيان صحفي، على أن هذا التصعيد الخطير يتنافى مع القوانين الدولية والمبادئ والقيم الإنسانية، ويقوض مساعي السلام في المنطقة، ويأتي في سياق التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى. واعتقلت السلطات الإسرائيلية الشيخ صبري عقب دعوته الفلسطينيين للصلاة في المسجد الأقصى ومحيطه، في حين أطلقت، مساء الجمعة، سراح الشيخ حسين. وشهدت مدينة القدس، في وقت سابق اليوم، عملية إطلاق نار نفذها 3 فلسطينيين، على أفراد من الشرطة الإسرائيلية عند إحدى بوابات المسجد، ما أدى لاستشهاد المنفذين الثلاثة ومقتل شرطيين إسرائيليين اثنين. وإثر ذلك أغلقت الشرطة الإسرائيلية جميع بوابات المسجد الأقصى منذ ساعات الصباح، وأخرجت المصلين من المسجد، ولم تسمح بأداء صلاة الجمعة فيه. وأدّى مئات الفلسطينيين الصلاة في منطقة باب الأسباط (إحدى بوابات القدس المؤدية إلى المسجد)، بعد منعهم من الصلاة في الأقصى.