غادر القاهرة صباح اليوم الخميس أربعة من العاملين بالسفارة الصهيونية لدى مصر عائدين إلى تل أبيب بعد ثلاثة أيام من عودتهم إلى القاهرة، تابعوا خلالها بعض أعمال السفارة وتفقد أوضاعها عقب محاولات اقتحام مقرها قبل نحو أسبوعين. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن مصادر مطلعة بمطار القاهرة أن الطاقم يضم القنصل العام الصهيوني ياكوف ديفير، ومستشار السفارة ومدير الأمن ونائبه الذين كانوا وصلوا إلى القاهرة الاثنين الماضي. ومن المتوقع أن يظل الأربعة في تل أبيب لقضاء الأعياد اليهودية. وبذلك لا يوجد مسئولون لمتابعة أعمال السفارة، حيث لا يوجد أحد من الصهيونيين بمصر خلال فترة الأعياد الحالية. وكان أفراد طاقم السفارة -بمن فيهم السفير يتسحاق ليفانون- غادروا مصر بعد تظاهرة عنيفة ليل التاسع من سبتمبر في ختام مظاهرات ما أسميت ب"جمعة تصحيح المسار". واقتحم حينها المتظاهرون السفارة ورموا وثائق منها إلى الشارع. وأبقى الكيان الصهيوني فقط على نائب السفير الكيان الصهيوني تيكوشينسكي واثنين من الحراس، لكنهم غادروا عائدين إلى تل أبيب بعد ذلك بأيام. فيما توقعت مصادر صهيونية عودة السفير إلى القاهرة بعد إجازات الأعياد إلا أنه اشترط للعودة استقرار الأوضاع في مصر، خاصة وأنه سينهي فترة عمله الشهر المقبل. وعلى الرغم من أن الهجوم الذي اعتبر مؤشرًا على عمق الأزمة التي تشهدها العلاقات بين الجانبين، إلا أن عدم حصول الأسوأ ونجاة طاقم العاملين بالسفارة الصهيونية أثار ارتياحًا كبيرًا في الكيان الصهيوني التي عبر مسئولوه وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتيناهو عن تقديرهم للموقف المصري بالتدخل في اللحظات الأخيرة لإنقاذ أرواح ستة من حراس السفارة، فيما وصف ب"المعجزة". وعمد الكيان الصهيوني إلى التهدئة، مؤكدا اعتزامه إعادة السفير إلى مصر في وقت أقرب، بينما أكدت تقارير صهيونية أنه يتم حالياً البحث عن مقر جديد للسفارة "الصهيونية".