تزامن بدء المقاومة الفلسطينية مع بدايات الهجرة اليهودية إلى فلسطين في نهايات القرن التاسع عشر، وتصاعدت المقاومة مع تزايد الهجرة، ثم تحولت إلى عمل سياسي وعسكري وثورات ومظاهرات مع فرض الانتداب البريطاني، وتواصلت المقاومة الشاملة بعد قيام الكيان الصهيوني ، ولم تتوقف بعد ، فكل يوم تكشف عن جديد. وللعلم ، فإن هناك العديد من الحركات المقاومة التى تعاهدت على السير معًا لتحقيق الغاية الأسمى ، وهي تحرير الأرض من بطش الاحتلال ، وتعد من أبرز حركات المقاومة الفلسطينية، التى تتبنى خيار المقاومة وترفض الدخول في العملية السياسية، وترى أن فلسطين أرض إسلامية عربية من النهر إلى البحر يحرم شرعا التفريط في أي شبر منها ، حركة الجهاد الإسلامي. وتحيي اليوم الجمعة ، حركة الجهاد الإسلامي ذكرى انطلاقتها ال 29، في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة، تحت عنوان "الجهاد ميلادنا المتجدد" تكريمًا لمسيرتها الجهادية الطويلة على مدار الصراع مع الاحتلال الصهيوني والمتواصلة حتى زوال المحتل ، لذا ، اعددنا لكم هذا التقرير.
الجهاد.. الفكرة التى تحولت لبندقية تأسست حركة الجهاد الإسلامي ثمرة لحوار فكري وتدافع سياسي شهدته الحركة الإسلامية الفلسطينية أواخر السبعينيات، وقادته مجموعة من الشباب الفلسطيني أثناء وجودهم للدارسة الجامعية في مصر، وكان على رأسهم مؤسس الحركة ، الدكتور فتحي الشقاقي. ونتيجة للحالة التي كانت تعيشها الحركة الإسلامية في ذلك الوقت من إهمال للقضية الفلسطينية بوصفها قضية مركزية للعالم الإسلامي، والحالة التي عاشتها الحركة الوطنية من إهمال الجانب الإسلامي لقضية فلسطين وعزلها عنه، تقدمت حركة الجهاد الإسلامي كفكرة ومشروع في ذهن مؤسسها حلًا لذلك الإشكال. وفي أوائل الثمانينيات، وبعد عودة الشقاقي وآخرين إلى فلسطين، تم بناء القاعدة التنظيمية لحركة الجهاد، وبدأ التنظيم لخوض غمار التعبئة الشعبية والسياسية في الشارع الفلسطيني بجانب الجهاد المسلح ضد العدو الصهيوني، كحل وحيد لتحرير فلسطين ، وأعلن القائدين ، فتحي الشقاقي ، وعبد العزيز عودة ، إنطلاقة الجهاد ، فى 1 نوفمبر عام 1981. وتتبنى الحركة التوجه الإسلامي وتقول إنها تلتزم بالإسلام عقيدة وشريعة ونظام حياة، وأداة لتحليل وفهم طبيعة الصراع الذي تخوضه الأمة الإسلامية ضد أعدائها، ومرجعا أساسيًا في صياغة برنامج العمل الإسلامي للتعبئة والمواجهة. تعتبر أن فلسطين أرض إسلامية عربية تمتد من النهر إلى البحر، يحرم شرعًا التفريط في أي شبر منها، وأن وجود الكيان الصهيوني باطل ويحرم شرعًا الاعتراف به على أي جزء منها. وتؤمن بأن الجماهير الإسلامية والعربية هي العمق الحقيقي للجهاد ضد الكيان الصهيوني، ومعركة تحرير فلسطين وتطهير كامل ترابها ومقدساتها هي معركة الأمة الإسلامية بأسرها، ويجب أن تسهم فيها بكامل إمكاناتها وطاقاتها المادية والمعنوية. الجهاد.. قولًا وممارسة تحدد الحركة أهدافها في العمل على تحرير كامل فلسطين وتصفية الكيان الصهيوني، وإقامة حكم الإسلام على أرض فلسطين والذي يكفل تحقيق العدل والحرية والمساواة والشورى، وتعبئة الجماهير الفلسطينية وإعدادها إعدادًا جهاديًا، عسكريًا وسياسيًا، بكل الوسائل التربوية والتثقيفية والتنظيمية الممكنة لتأهيلها للقيام بواجبها الجهادي تجاه فلسطين. وتؤكد أنها تسعى لتحقيق أهدافها بممارسة الجهاد المسلح ضد أهداف ومصالح العدو الصهيوني، وبإعداد وتنظيم الجماهير واستقطابها إلى صفوف الحركة، وتأهيلها تأهيلًا شاملًا وفق منهج مستمد من القرآن والسنة وتراث الأمة، مع الاتصال والتعاون مع الحركات والمنظمات الإسلامية والشعبية والقوى التحررية في العالم لدعم الجهاد ضد الكيان الصهيوني، ومناهضة النفوذ الصهيوني العالمي. واعتبرت أن وحدة القوى الإسلامية والوطنية على الساحة الفلسطينية واللقاء في ساحة المعركة، شرط أساسي لاستمرار وصلابة مشروع الأمة الجهادي ضد العدو الصهيوني، وأن كافة مشاريع التسوية التي تقر الاعتراف بالوجود الصهيوني في فلسطين أو التنازل عن أي حق من حقوق الأمة فيها، باطلة ومرفوضة. وترى حركة الجهاد الإسلامي منذ نشأتها أن الكيان الصهيوني يمثل رأس الحربة للمشروع الاستعماري الغربي المعاصر في معركته الحضارية الشاملة ضد الأمة الإسلامية، واستمرار وجود هذا الكيان على أرض فلسطين وفي القلب من الوطن الإسلامي يعني استمرار وهيمنة واقع التجزئة والتبعية والتخلف الذي فرضته قوى التحدي الغربي الحديث على الأمة الإسلامية. الجهاد.. مسيرة عطاء بعد اغتيال فتحي الشقاقي من قبل الموساد الصهيوني في أكتوبر من عام 1995، تولى الأمانة العامة لحركة الجهاد الإسلامي "رمضان عبد الله شلح"، الذي فرض عليه الكيان الصهيوني في أغسطس عام 1983 الإقامة الجبرية وقيدت أنشطته وتحركاته. وناهضت الحركة اتفاقية أوسلو عام 2003، وشاركت في عمليات المقاومة بجناحها العسكري "سرايا القدس"، كما أنها رفضت المشاركة في العملية السياسية وقاطعت الانتخابات التشريعية الفلسطينية. وفي عام 2007 أضافت الولاياتالمتحدة "رمضان شلح" إلى قائمة برنامج "مكافآت من أجل العدالة" الذي يعرض مكافآت لمن يساعد على اعتقال مطلوبين، وعرضت مبلغ خمسة ملايين دولار لاعتقاله. وفي الذكرى ال25 لانطلاقة الحركة عام 2012، أعلن "رمضان شلح" رفض حركته أن يتم منع المقاومة المسلحة أو استبعادها من أجندة النضال الوطني، وأكد على ضرورة إعادة صياغة المشروع الوطني الفلسطيني، وإعادة بناء الحركة الوطنية من جديد، وقال إن "القضية الفلسطينية تمر بواحدة من أعقد وأخطر مراحل تاريخها، وتتعرض لعملية تصفية حقيقية". وقد رفضت الحركة الجهاد الإسلامي في 15يولي 2014 مبادرة الهدنة المصرية بعد العدوان الصهيوني ، وقالت إنها "لا تلبي حاجات شعبنا وشروط المقاومة التي لم تستشر فيها". الجهاد .. ميلادنا المتجدد دعا القيادي بحركة الجهاد الإسلامي "داوود شهاب"، ذوي الشهداء والأسرى للمشاركة الحاشدة في مهرجان "الجهاد.. ميلادنا المتجدد"، الذي تنظمه الحركة في ذكرى انطلاقتها ال 29 ، اليوم الجمعه، على أرض ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة. وقال "شهاب"أن هذه دعوة عامة للمشاركة في هذا الحدث الوطني الكبير، الذي لا يخص الجهاد الإسلامي وحده، فانطلاقتنا الجهادية، كانت محطة تاريخية في مسيرة كفاح شعبنا المتواصلة. ونوه "شهاب" إلى أن الجماهير ستؤكد بمشاركتها الواسعة في هذا المهرجان، أنها موحدة ومتماسكة وتواصل احتضان خيار الانتفاضة والمقاومة رغم المحن والآلام، مبينًا أن الحشد سيطير رسالة مهمة مفادها بأن شعبنا متمترس خلف خياره الأمل، ومهما حاول الأعداء أن يشيعوا في أوساطه الإحباط واليأس، فإن ذلك كله سيبوء بالفشل ويصطدم بعزمه على المواصلة والمضي بطريق الحرية والاستقلال.