أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي "جوردون جوندرو" بأن بلاده ترفض الدعوة الفرنسية المتضمنة مطالبة أمريكا وبريطانيا سحب قواتهما من العراق. وقال "جوندرو": إن تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي "دومينيك دو فيلبان"، ووزير خارجيته "فيليب دوست بلازي" بشأن سحب القوات الأجنبية من العراق بحول عام 2008 "مرفوضة". وزعم المسئول الأمريكي أن تحديد جدول زمني للانسحاب قبل أن تصبح قوات الأمن العراقية قادرة على تأمين وحماية العراقيين سيؤدي إلى زيادة أعمال العنف في العراق. وكان رئيس الوزراء الفرنسي "دومينيك دوفيلبان"، قد قال في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز": إن الولاياتالمتحدة "فشلت في العراق، وينبغي أن لا يبقى في هذا البلد جنود أمريكيون وبريطانيون في غضون سنة"، بهدف إيجاد مخرج للأزمة. وأضاف "دو فيلبان" أنه لا يطالب قوات الاحتلال الأمريكية بالرحيل المفاجئ والسريع، وإنما ينبغي أن يتم ذلك وفق جدول زمني ينص على تاريخ مغادرة هذه القوات لهذا البلد، وأن يتم مباشرة التغيير بموجب هذا الاستحقاق عبر وضع أجندة وطنية وإقليمية ودولية. وتابع رئيس الوزراء الفرنسي الذي كان مع الرئيس جاك شيراك من أشد المعارضين لغزو العراق قائلاً: "التشخيص فظيع، لقد فشلت الولاياتالمتحدة في العراق" وأضاف: "لقد قلنا عام 2003 بحزم مع الرئيس شيراك إن الحل العسكري غير مجدٍ في العراق". وقال "ما قلناه عام 2003 لايزال صحيحًا في عام 2007". وفي الإطار ذاته، رأى "دوست بلازي"، أن "الحل الوحيد للخروج من الحرب الأهلية في العراق هو سحب القوات الأجنبية منه عام 2008"، وقال: إن "العراق يعيش اليوم حربًا أهلية"، معربًا عن إدانته للسياسة "العمياء" التي تنتهجها الولاياتالمتحدة فيه منذ عام 2003. يشار إلى أن تصريحات "بلازي" و"دوفيلبان"، متطابقة مع ما كان صرح به "شيراك" قبل بضعة أشهر، وكان قد عبّر في مناسبات عدة عن موقف مناهض للسياسة الأمريكية في العراق، إلا أن الخبراء والمحللين السياسيين يرون أن هذا الموقف الفرنسي يدخل في إطار حملة الانتخابات الرئاسية الفرنسية.