أيد مجلس الأمن الدولي، مساء أمس الأول الخميس، بالإجماع تعيين "أنطونيو غوتيريس"، رئيس الوزراء البرتغالي الأسبق، أمينًا عامًا للأمم المتحدة، خلفًا للأمين الحالى ، الكوري الجنوبي "بان كي مون". وتبنى أعضاء المجلس ال 15 خلال اجتماع مغلق، ترشيح "غوتيريس" رسميًا للمنصب في قرار، سيرفع إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث حصل "غوتيريس" على تصويت 11 دولة من أصل 15 ، من أعضاء مجلس الأمن. "غوتيروس" الذي لم يصوت أي من ال 5 أعضاء الدائمين ضده في سادس اقتراع سري والذي حل للمرة الثالثة في المركز الأول للتصويت سوف يباشر مهامه في مطلع العام 2017. ويستعد رئيس الوزراء البرتغالي الأسبق، "أنطونيو غوتيريس"، لخلافة الأمين العام الحالي للأمم المتحدة، "بان كي مون"، في ظل ظروف دولية تتسم بالاضطراب، وتتطلب قيادة متجددة ومبتكرة للأمم المتحدة، لمواجهة التهديدات التي تحدق بأمن واستقرار المجتمع الدولي. يُذكر أنه كان من بين أبرز المرشحين لهذا المنصب، المديرة العامة لليونسكو، "إيرينا بوكوفا"، والنيوزيلندية، "هيلين كلارك"، ورئيسة وزراء بلغاريا السابقة والمديرة الحالية لبرنامج الأممالمتحدة للتنمية، والمفوضة الأوروبية "كريستالينا جورجيفا "، ووزيرة الخارجية الارجنتينية "سوزانا مالكورا"، المديرة السابقة لديوان بان كي مون. كما ترشح لهذا المنصب الرئيس السابق لسلوفينيا، "دانيلو تورك"، ونائب رئيس الوزراء السابق لجمهورية مونتينيغرو، "إيغور لوكسيك". وفي السطور التالية ترصد لكم "الشعب" أبرز المعلومات عن "أنطونيو غوتيريس" خليفة "بان كي مون".
؟! من هو غوتيريس ؟! اسمه "أنطونيو مانويل دي أوليفيرا غوتيريس" ، ولد في 30 أبريل 1949 ، في العاصمة البرتغالية "لشبونه" وتخرج من المعهد العالي للتكنولوجيا في البرتغال، حيث حصل على إجازة في الهندسة الكهربائية، وهو متزوج، كما أنه يجيد التحدث بطلاقة بالبرتغالية والانكليزية والفرنسية والإسبانية. كما درس الفيزياء ولكنه تخلي عن أحلامه العلمية من أجل المشاركة في الثورة ضد الدكتاتور "أنطونيو سالازار" الذي حكم البرتغالي لمدة أربعين عاما انتهت عام 1974.
سياسي اشتراكي محنك منذ الشباب : دخل "أنطونيو غوتيريس"، غمار الحياة السياسية من خلال الالتحاق بصفوف الحركات الكاثوليكية قبل الانضمام إلى الحزب الاشتراكي البرتغالي، حيث ناضل غداة ثورة القرنفل 1974، التي كتبت نهاية لخمسة عقود من الدكتاتورية في بلاده. تطوع أيضاً مع مجموعة من الطلاب، لخدمة الأحياء الفقيرة في لشبونة، وشاهد مشكلات اجتماعية هائلة في السنوات الأخيرة من حكم سالازار، ما دفعه إلى إعادة النظر في حياته، ويعمل جاهدًا لمعالجة الأزمات التي تنعكس سلبا على المدنيين. وخلال الثورة التي انتهت بالإطاحة بسالازار كان مسؤولًا عن التنظيم بالحزب الاشتراكي، الذي يمثل يسار الوسط، قبل أن يصبح زعيماً للحزب، ليفوز عام 1995، حين كان عمره 45 عاما، بالانتخابات العامة ويترأس الحكومة طيلة 7 سنوات تقريبًا. وقد تم اختيار "غوتيريس"، في سن سبعة وعشرين عامًا، لأول مرة في البرلمان حيث تميز، طوال حياته المهنية التشريعية، بمرافعاته الخطابية. وبينما كان "غوتيريس" لا يزال رئيساً لمنظمة "الاشتراكية الدولية"، قال: إنه يريد حقاً، أن يقوم بتأدية العمل الإنساني على المستوى العالمي، لذلك تقدم ليصبح رئيساً لوكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وبالفعل حصل على المنصب لأكثر من 10 سنوات. وتحت قيادته، فاز الاشتراكيون في الانتخابات التشريعية في أكتوبر 1995، وهو النصر الذي أدى إلى تعيينه في منصب رئيس الوزراء. ودخلت البرتغال إثر ذلك في مرحلة من تاريخها، تميزت بالنمو المستدام. غوتيريس" وتوجيه الأممالمتحدة قدم "غوتيريس" بيان رؤيته حول الأممالمتحدة في شهر إبريل من العام الجاري، حيث وصف فيه الأممالمتحدة بأنها "التعبير المؤسسي للمجتمع الدولي"، و"حجر الزاوية في النظام الدولي"، و"الممثل الرئيسي للتعددية الفعالة". وحول معالجة الصراعات في جميع أنحاء العالم، أشار "غوتيريس" إلى أنه يجب على الأممالمتحدة دعم الالتزام تجاه "ثقافة الوقاية" والحاجة إلى "تكثيف الدبلوماسية من أجل السلام" لتخفيف التوترات وتسهيل الحلول السلمية. ووفقا للبيان، فقد اقترح بأن تقوم الأممالمتحدة بزيادة التعاون والمشاركة مع المنظمات الإقليمية والمؤسسات المالية الدولية، فضلًا عن المجتمع المدني والقطاع الخاص. وبشأن إصلاح منظومة الأممالمتحدة، أشار "غوتيريس" إلى أن الإصلاح ليس مجرد إجراء ينفذ لمرة واحدة، بل هو موقف دائم لجعل الأممالمتحدة أقل بيروقراطية وأكثر كفاءة، ولتبسيط العمليات وتجنب تكاليف إضافية. :ترحيب دولى بتولى "غوتيريس" منصب الأمين العام للأمم المتحدة واعتبر"بان كي مون" والذي ستنتهي مهمته كأمينًا عامًا ، بنهاية هذا العام ، أن "غوتيريس" يعد اختيارًا ممتاز لمنصب الأمين العام القادم للأمم المتحدة. وقال إنه "يمتلك خبرة كبيرة كونه شغل منصب رئيس وزراء البرتغال، كما أن لديه معرفة واسعة في الشؤون العالمية، والتي من شأنها أن تخدمه جيداً في قيادة الأممالمتحدة خلال فترة حاسمة". من جانبه، قال السفير الروسي في الأممالمتحدة، "فيتالي تشوركين"، والذي يتولى رئاسة مجلس الأمن لشهر أكتوبر: إن قرار المجلس الذي اتخذ بالإجماع يظهر أن "غوتيريس" يستطيع الاعتماد على دعم قوي من مجلس الأمن خلال السنوات الخمس المقبلة. بدورها، هنأت وزيرة الخارجية الأرجنتينية، "سوزانا مالكورا"- والتي كانت أيضا واحدة من المرشحين لتولي منصب الأمين العام- "غوتيريس" لاختياره لشغل منصب الأمين العام القادم للأمم المتحدة.