بدأ الثوار الليبيون السبت هجوما على الحاميات الموالية للعقيد معمر القذافي التي تحمي مدينة بير غانم الاستراتيجية على بعد 80 كلم من طرابلس، وهي أقرب نقطة من العاصمة الليبية وصل إليها الثوار. وقال مراسل لوكالة الأنباء الفرنسية، إن الثوار أطلقوا صواريخ من موقع قريب من بير عياد، على بعد 30 كلم جنوب بير غانم بوادي جبل نفوسة، بهدف الصعود شمالا باتجاه العاصمة طرابلس. وسيطر الثوار على موقع كانت تشغله قوات القذافي من خلال تقدمهم باتجاه الشمال وأسروا اثنين من المرتزقة التشاديين، ثم تقدموا نحو عشرين كلم في حين كانت قوات القذافي تتراجع بعد الاشتباك مع المئات من الثوار القادمين من كل المنطقة وخصوصا من الزاوية أو من طرابلس. وأشار المراسل إلى أن الثوار أطلقوا نيران المدفعية والقذائف الصاروخية من نوع "جراد" بالمنطقة الصحراوية حيث كانوا يتقدمون راجلين. ويوجد خط الجبهة في الغرب في نواحي بير عياد في جبل نفوسة الذي انتفض سكانه منذ فبراير على نظام القذافي في الوقت الذي انطلقت فيه الثورة في الشرق، في بنغازي، معقل الثوار. في غضون ذلك، قال المجلس الوطني الانتقالي بليبيا إنه سلم نحو 14 مليون دينار ليبي (عشرة ملايين دولار) نقدا لثوار جبل نفوسة غرب ليبيا الذين يحاولون التقدم أكثر نحو العاصمة. وأوضح المجلس في بيان له أن "المبلغ وزع بشكل مباشر على الأسر في نفوسة بمناسبة شهر رمضان الكريم". وأضاف المستشار الاقتصادي لدى المجلس مازن رمضان أن دفع هذه الأموال خطوة أولى لإعادة تشغيل عجلة الاقتصاد واستعادة الاستقرار في المنطقة، حيث لم يتلق سكان نفوسة أية أجور منذ يناير، وثمة نقص في المواد الأساسية في تلك المناطق الجبلية. وسيساعد هذا الدعم المالي الأسر في اقتناء السلع الأساسية والعودة إلى منازلهم بعدما عاد الأمن إلى جبال نفوسة التي يحكم معارضو العقيد معمر القذافي السيطرة عليها. وحسب مسئولي المجلس الانتقالي فإن المبلغ سلم بالفعل في إطار عملية أحيطت بالسر لكي لا تتم سرقة المبلغ، حيث نقل جوا من بنغازي إلى منطقة نفوسة في الأسبوع الجاري. وقد فاجأ ثوار هذه المنطقة ذات الأغلبية الأمازيغية المراقبين، حيث إنه رغم افتقارهم إلى السلاح والتدريب صدوا هجمات كتائب القذافي وأرجعوها على أعقابها، بل وتمكنوا من التقدم عبر الجبال نحو طرابلس شمالا.