بعدما طالب نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، "أفريل هاينز" ، سلطات الانقلاب بإطلاق سراح الناشطة السياسية المصرية "آية حجازي" من المعتقل ، وإسقاط جميع التهم الموجهة إليها ، سادت حالة من الهجوم الإعلامي الانقلابي على "حجازي" بل واتهموها بالعاملة والتخابر. قضية "حجازي" تعرف باسم "مؤسسة بلادي" ، ووجهت النيابة العامة لهم تهم ، تكوين عصابة إجرامية منظمة، لاستقطاب أطفال الشوارع والهاربين من سوء معاملة ذويهم واحتجازهم بالمخالفة للقانون، داخل مقر جمعية بدون ترخيص تسمى "بلادى" بمنطقة عابدين. وتستعرض "الشعب" من خلال هذا التقرير قضية الناشطة الحقوقية "آية حجازي" منذ بدايتها آيه حجازي في عيون من عرفوها "آيه حجازي" هي فتاه مصرية أمريكية تبلغ من العمر 27 عام ، اقتحمت قوات أمن الانقلاب مؤسستها لتنميو أطفال الشوارع في 1 مايو 2014 ، وزوجها الناشط السياسي والحقوقي "محمد حسنين مصطفى" ، وآخرين واعتقال جميع الأطفال الموجودين بمؤسسة "بلادي" وكان عددهم 20 طفلًا من الذكور وأحالتهم لنيابة وسط القاهرة. هذه الشابة الرقيقة ذات الابتسامة الوضيئة الواسعة، التى لم تكن يومًا ذات انتماءات سياسية، وإنما ركزت جهودها في مجال التنمية ، فمنذ التحاقها بكلية الحقوق بجامعة القاهرة ، لإيمانها بأهمية القانون كأداة لتغيير حياة الإنسان إلى الأفضل ، كانت تشارك في محو أمية سيدات منطقة "عين الصيرة" ، كعضوة في جمعية "علشانك يا بلدي" بالجامعة الأمريكية، وفي وقت قصير حظت "آية" بشعبية كبيرة بين سيدات المنطقة نظرًا لحماسها المشتعل، فقد لمسن فيها أنها تزورهن لتحسين ظروفهن المعيشية، وليس لتلميع سيرتها الذاتية. وحين غادرت بصحبة أسرتها إلى الولاياتالمتحدة للبقاء بجوار جدتها المريضة، التحقت بجامعة "جورج ماسون" بولاية "فرجينيا" وبدراسة جديدة باسم "فض النزاع –Conflict Resolution"، وكان هذا قبل الثورة، قبل أن تصبح مصر في أمس الحاجة لهذا التخصص. كانت تسعي دومًا لفض النزاع، لا لتكون أحد أطرافه، ولذلك فقبل أشهر قليلة من اعتقالها نظمت في وسط القاهرة ماراثون باسم "ياللا نجري من السياسة"، في محاولة لمواجهة حالة الاستقطاب السياسي عن طريق البحث عن النقاط المشتركة واستغلال ما يجمع الناس والتغاضي عما يفرق بينهم، وهي أبجديات ما تعلمته في دراستها لأساليب فض النزاعات. كانت تسعى دومًا لتغيير الظروف بدلًا من الاكتفاء بلعنها، وتمارس كل ما تروج له من مبادئ ، وبدلًا من العودة لأمريكا لدراسة القانون الذي طالما أرادت إجادته، قررت البقاء في مصر وإنشاء جمعية "بلادي" لرعاية أطفال الشوارع، مستخدمة بذلك المال المخصص لحفل زفافها، وهو أهم حدث في حياة معظم الفتيات اللاتي يرين الزواج غاية وإنجازًا في حد ذاته، ويرين الفرح فرصة للتباهي بالإفلات من العنوسة أمام الأهل والأصدقاء. تحت المرصد ظلت "آية حجازي" مرصودة من الأجهزة الأمنية قبل إنشاء الجمعية بكثير ، فبالإضافة إلى حملها الجنسية الأمريكية، فقد شاركت بعد الثورة كمساعدة تحقيقات في اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق التي أمر بإنشائها ملك البحرين بعد مشاورات واسعة مع لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في يونيو 2011، للنظر في أحداث احتجاجات فبراير ومارس من ذلك العام. كما ساهمت آية كما هو مكتوب على صفحتها بموقع Linked in في زيارة المشرحة ومكاتب وزارية ومستشفيات وأماكن احتجاز، بالإضافة إلي المساعدة في توثيق مقابلات الشهود في الفترة من أغسطس إلى أكتوبر من نفس العام. لم تكن تفضل الجلوس في الفنادق الفارهة وقضاء الوقت في غرف الاجتماعات المكيفة مثل العديد من زملائها، وإنما كانت تسعى للنزول والتحاور مع الناس في كل فرصة وأي مكان. في النهاية قامت اللجنة بنشر تقرير من 500 صفحة في شهر نوفمبر من العام نفسه، بعد الاستماع إلى 9000 شخص، وتوثيق 46 حالة وفاة، و559 مزعم تعذيب، وتسريح 4000 عامل بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات. انتقد التقرير قوات الأمن لإطلاقها النار في مناسبات عديدة بدون داع ولا تمييز، ووجد أن بعض الأفعال مثل تدمير الممتلكات لا يعقل حدوثها دون علم القادة. الاتهام تلقى قسم شرطة "عابدين" بلاغًا من مواطن يدعى "خالد.ج.ح" له من العمر 34 عام ، يدعي فيه أنه أثناء قيامه بالبحث عن نجله المتغيب والمحرر بشأنه المحضر رقم 3478/ 2014م إداري حدائق القبة، تقابل مع أحد أطفال الشوارع بمنطقة سكنه ويدعى "سيد.ج.ب" 13 سنة، وقرر أنه كان متواجدا بصحبة نجله المتغيب داخل جمعية بميدان التحرير تقوم بإيواء أطفال الشوارع. وأضاف التاجر في بلاغه أنه ومعه زوجته قاما بالتوجه إلى مقر الجمعية، حيث تقابلا مع بعض الأشخاص هناك وبصحبتهم عدد من الأطفال وعند محاولتهم الدخول للجمعية للبحث عن نجلهما تم منعهما من الدخول بالقوة. المداهمة داهم عسكر النظام مقر الجمعية وتم ضبط "آية حجازي" رئيس الجمعية وزوجها بعض الأعضاء والأطفال. وقالت "آية" في التحقيقات إنها كانت تسعى لإعادة تأهيل أطفال الشوارع وتنشئتهم جيدا وإعدادهم ليكونوا طاقة وقوة إضافية للمجتمع ، وانتشالهم من الجهل والمرض والتشرد بدلا من استغلالهم في أعمال تتنافى مع القانون والزج بهم في عمليات تخريب وحرق وتحطيم المنشآت. ووجهت نيابة الانقلاب ل"آية" وزوجها وجميع المتهمين في القضية، تهم الاتجار بالبشر وخطف وتعذيب وهتك عرض والاستغلال الجنسي للأطفال وقدمتهم لمحاكمة عاجلة حيث نظرت محكمة عابدين جلسات القضية على مدار الشهور الماضية وتم تأجيلها لنوفمبر المقبل بناء على طلبات الدفاع. مناشدات دولية أصدر البيت الأبيض "بيانًا" نشره على موقعه الإلكتروني يفيد بأن نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، "أفريل هاينز" التقى أسرة المحتجزة "آية حجازي" في البيت الأبيض، وأكد لها أن بلاده ستواصل تقديم كل المساعدات الممكنة عبر القنوات الدبلوماسية، مضيفا أن واشنطن تدعو الحكومة المصرية إلى إسقاط جميع الاتهامات الموجهة لحجازي، وإطلاق سراحها. كما أعلنت مندوبة الولاياتالمتحدةالأمريكية بالأمم المتحدة ، "سامانثا باور"، عبر حسابها الشخصي فى موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أنها التقت عائلة "آية حجازي" الأربعاء الماضي، فيما طالب نواب أمريكيون وهما عضوا الكونجرس عن ولاية فرجينيا، "دونالد بى يار" و"جيرى كونولى" ، بالإفراج الفوري عن الناشطة. كذلك صحيفة واشنطن بوست في فبراير الماضي تحدثت عن آية حجازي ولكن بمنظور مختلف يتعلق بعيد الحب في تقرير بعنوان "كيف احتفل أشهر زوجين محبوسين في مصر بالفالانتاين؟"