فى الضجة حول ما يقال عن وجود نص يقترحه البرلمان بمنع الصلبان ودق الاجراس فى الكنائس شىء غير مفهوم .. نرجو ايضاحه بهدوء وشفافية ودون مبالغات او مزايدات قد تؤدى الى فتنة ، فقد يكون هناك تصور بوجود من الشد والجذب بين تحقيق مزيد من المكاسب فى القوانين وبين ثباتها أو التضييق بها. فلا يتصور أحدا أن البرلمان الذى به أكبر عدد من الاخوة الاقباط فى تاريخ البرلمان حتى ما قبل الثورة وقت ان كانت كل الاحزاب بها أقباط بل وكان رئيس مجلس النواب قبطيا ، ان يقر منع الاجراس والصلبان فى الكنائس. ولا يتصور أحدا ان الحكومة التى وافقت على تخصيص ثلاث الاف فدان للدير المنحوت فى الفيوم رغم وقوع الدير بمنطقة محمية بيئية طبيعية وقريبة من المناطق الآثرية ، أى يمكن رفضه بحجج قانونية ، ووجود قضايا مازالت متداولة تحمل هذه المعانى، هى نفس الحكومة التى تسكت عن مثل هذا الكلام بمنع الصلبان والاجراس. وفى كل الآحوال لا يتصور ان المصريين الذين فى أرضهم أول مسجد فى الاسلام بمصر وهو مسجد عمرو بن العاص مجاور لآقدم كنيسة فى مصر وهى الكنيسة المعلقة ، وظلت قرون طويلة يسمع منهما صوت الاّذان ورنين الاجراس ، أن يوافق أحد على مثل هذا الكلام. فالاسلام متمثلا فى القران الكريم والسنة النبوية الشريفة لم يأمر بهدم كنائس ، وتفسير نص العهدة العمرية للاقباط يبيح بناء الكناس وترميمها وتعمريها .. وأعتقد أننا لا نفهم الاسلام اكثر من عمر بين الخطاب والصحابة الذين استعانوا فى العهدة العمرية بالقدس بعهدة النبى صلى اللله عليه وسلم للاقباط فى مصر والموجودة وصرتها فى دير سانت كاترين لمن يريد الاطلاع عليها او قراءتها وما أعرفه ان الاسلام لم يأمر بهدم كنائس وقال تعالى : " وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ " (الحج:40). كما لم تأمر السنة بهدم الكناس ، ونص العهده العمرية الذى كتبه عمر بن الخطاب لبطريرك القدس جاء به : " هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين ، أهل ايلياء عن الآمان ..... أعطاهم أمانا لآنفسهم ، وأموالهم ، لكنائسهم ، وصلبانهم ، وسقيمها ، وبريئها ، وسائر ملتها ، أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينقص منها ، ولا من خيرها ، ولا من صليبهم ولا من شىء من أموالهم . ولا يكرهون على دينهم ، ولا يضار أحد منهم. ..... لآنهم أعطوا من حضرة النبى الكريم والحبيب المرسل من الله ، وشرفوا بختم يده الكريم ( اشارة الى العهدة الممنوحة من النبى محمد صلى الله عليه وسلم لرهبان طور سيناء بمصر والموجودة صورتها بمكتبة دير سانت كاترين حيث نقل الآصل وقت الحكم العثمانى الى الاستانة ) وأمر بالنظر اليهم والآمان عليهم ، كذلك نحن المؤمنين نحسن اليهم ، ويكونون معافين من الجزية والغفر والمواجب والمسلمين من كافة البلاد فى البر والبحر ، وفى دخولهم للقيامة وبقية زيارتهم ، لايؤخذ منهم شىء ، وأما الذين يقبلون الى الزيارة الى القيامة يؤدى النصرانى الى البطريرك دراهم وثلث من الفضة ( رسوم تدفع لصالح البطاركة الآرثوذكسيون وظل هذا عدة قرون ، وقد حصلت خزانة بطريك القدس على أموال كثيرة من هذه الرسوم ساعدتها على انشاء وتعمير الكثير من الكنائس .. الى أن صدر أمر السلطان سليمان القانونى سنة 1920 بتحويل الرسوم الى التكية ، مع تحمل الدولة متطلبات الترميم وغيرها ) وكل مؤمن ومؤمنة يحفظ ما أمرنا به سلطانا أو حاكما أم وليا يجرى حكمه فى الآرض غنى أم فقير من المسلمين المؤمنين والمؤمنات ، وقد أعطى لهم مرسومنا هذا بحضور جم الصحابة الكرام عبد الله ( بن عمر ) ، وعثمان بن عفان ، وسعد بن زيد ، وعبد الرحمن بن عوف ، وبقية الائمة الصحابة الكرام ، فليعتمد على ما شرحنا فى كتابنا هذا ويعمل به ويبقى فى أيديهم ، وصلى الله على سيدنا محمد واله وأصحايه . والحمد لله رب العالمين ، حسبنا الله ونعم الوكيل. فى العشرين من شهر ربيع الآول سنة 25 للهجرة النبوية ، وكل من قرأ مرسومنا هذا من المؤمنين وخالفه من الان الى يوم الدين فليكن لعهد الله ناكثا ولرسوله الحبيب باغضا " . ان اللغط الحادث الآن يضر ولا يفيد .. وكما جاء فى العهده العمرية " حسبنا الله ونعم الوكيل " وقى اللى مصر شر الفتن. ***