رغم استمرار القبضة الأمنية على سوق تداول العملات والحملة الشرسة ضد شركات الصرافة لمواجهة المضاربات التي أشعلت سعر الدولار، إلا أن السوق السوادء للعملة الصعبة مازالت تبدي تمسكها أمام ضربات الأمن والبنك المركزي، وبدأت تتشكل في طرق أخرى -بحسب مراقبون-. ومازال "الخوف والارتباك" مع الحذر هو العامل المسيطر على تعاملات السوق السوداء للدولار، ولكن فشلت تلك الضربات في إحداث تراجع لسعر الدولار عن مستوياته القياسية التي سجلها خلال الفترة الأخيرة وهبوطه عن مستويات ال12 جنيهات. وسيطر على سعر الدولار في تعاملات السوق السوداء خلال تلك الفترة الاتجاه العرضي هبوطًا وصعودًا مابين 12.60 و 12.70 جنيهًا للبيع للأفراد، ومرتفعًا بشكل كبير مقارنة بسعره في البنوك. ولكن بفعل الضربات الأخيرة لمباحث الأموال العامة وتشديدات المركزي وغلق شركات، قررت العديد من شركات الصرافة التوقف عن بيع الدولار وعرضهم السعر الرسمي في البنوك، حيث أكد متعاملون أن عمليات البيع والشراء تتم بطرق أخرى بعد توقف العديد من الشركات عن العمل خلال هذه الفترة وخوفًا من الحملات الأمنية، مشيرين إلى أنه تم القبض على بعض الأفراد أثناء بيعهم للدولار. ويعد توقعات اتخاذ البنك المركزي قرارًا بخفض جديد للجينه بالبنوك والتي زادت خلال الفترة الأخيرة بعد اتفاق مصر مع صندوق النقد للحصول على قرض، بالإضافة إلى تراجع الاحتياطي النقدي الأجنبي لمصر بنحو 2 مليار دولار أحد الدعائم القوية لاستمرار المستويات المرتفعة للدولار بالسوق السوداء. وبمقارنة بسعر العملة الخضراء خلال تعاملات الأسبوع الماضي، ارتفع سعر الدولار خلال تعاملات اليوم مابين 5 إلى 10 قروش. ووفقًا لمتعاملين، سجل الدولار الأمريكي بالسوق السوداء خلال تعاملات الأسبوع الحالي، ما بين 12.55 و 12.60 جنيهًا للشراء، وما بين 12.70 و 12.77 جنيهًا للبيع للأفراد، مقابل 12.60 للشراء، وما بين 12.65 و12.70 جنيهًا سعر البيع للأفراد خلال تعاملات نهاية الأسبوع الماضي.