نجحت أجهزة الأمن القومي المصرية في الكشف عن شبكة تجسس وتخابر لصالح دولة الاحتلال الصهيوني تضم طالباً مصرياً و3 ضباط في الموساد الصهيوني . وقرر المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام إحالة المتهم محمد عصام غنيمي حسن العطار «محبوس» إلي محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ وضبط وإحضار الضباط الصهاينة الهاربين بتهم التجسس والرشوة والإضرار بالمصالح القومية للبلاد. وأوضحت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا تحت إشراف المستشار هشام بدوي المحامي العام الأول أن الأجهزة الأمنية رصدت المتهم منذ خمس سنوات في تركيا وكندا وعلاقاته مع الضباط الصهاينة الذين استخدموه في تجنيد المواطنين المصريين والعرب في الخارج للعمل مع المخابرات الصهيونية . وأكد والد المتهم – بحسب المصري اليوم - أنه وأسرته يتبرأون تماماً من المتهم وأنه شخصياً لا يعتبره ابنه مشيراً إلي أنه انفصل عن والدته المهندسة الزراعية قبل حوالي 29 عاماً وعندما حاول احتضان محمد وعمره خمس سنوات فوجئ بأنه تعرض للإفساد الكامل، فأعاده إلي والدته. وقال عصام غنيمي - طيار بالمعاش، يقيم حالياً في مدينة طنطا - إنه التقي ابنه محمد لآخر مرة منذ خمس سنوات، عندما حضر للعزاء في وفاة جده، وعرف منه آنذاك أنه يعمل مهندس بترول في إحدي الشركات الأمريكية وأضاف الأب أن صلة ابنه انقطعت تماماً بالأسرة منذ هذا التاريخ. وأوضح الأب عصام غنيمي أنه وكل أفراد أسرته يتمتعون بسمعة طيبة، وأنه طيلة سنوات خدمته في أرفع جهاز أمني، كان - ولايزال - مثالاً للوطنية، وأكد أنه شخصياً علي استعداد لأن يشنق ابنه بيديه إذا تأكد أنه عمل جاسوساً لصالح الكيان الصهيوني أو لغيرها من الدول الأجنبية. وأضاف الأب أن الأجهزة الأمنية لابد أنها تحرت طويلاً عن كل أفراد أسرته، ولم تحصل علي شيء يدين أي فرد بها، بدليل عدم اتصال أي جهاز أمني بأحد من أسرة محمد خلال تحرياتهم عنه، أو بعد وقوعه في قبضة الجهات الأمنية. في السياق ذاته، قال حاتم غنيمي - عم المتهم محمد عصام - إن آخر رسالة وصلته علي الإيميل الخاص به من محمد، تعود إلي ثلاث سنوات تقريباً، وأنه تلقي منه علي «إيميله» الشخصي عدة صور تشير إلي أن محمد يعيش في شيكاغو، وأشار العم إلي أن صلة محمد بكل أفراد أسرته شبه منقطعة بسبب خلافاته الدائمة مع والده الذي اعتبره منذ سنوات خارجاً عن طوعه، وأسقطه من حسابه تماماً. يذكر أن محمد عصام غنيمي، المتهم بالتجسس لصالح الاحتلال الصهيوني هو حفيد الشيخ حسن العطار رائد النهضة المصرية الحديثة، وأستاذ رفاعة رافع الطهطاوي وغيره من مشايخ الأزهر الذين تُنسب إليهم كل أفكار التنوير والوطنية. في غضون ذلك، كشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوي أن هذا الجاسوس من فئة «الخطرين»، وأن الاحتلال حاول في الفترة القليلة الماضية مبادلته بالسجناء المصريين الموجودين في السجون الصهيونية لكن مصر رفضت، خاصة أن المصريين في سجون الاحتلال محكوم عليهم في قضايا جنائية تنتهي بنهاية فترة العقوبة. وفي الوقت الذي أجرت فيه وزيرة الخارجية الصهيونية تسيبي ليفني، اتصالاً بأحمد أبوالغيط وزير الخارجية، أكد المصدر أن الاتصال تناول جهود السلام، ولم يتطرق إلي قضية الجاسوس. من جهتها، كشفت تحقيقات النيابة أن محمد غنيمي طالب في الفرقة الثالثة بكلية العلوم في جامعة الأزهر، وترك دراسته الجامعية وغادر إلي تركيا، محاولاً الحصول علي لجوء إنساني إلي إحدي الدول الأوروبية، ولما فشل توجه إلي السفارة الصهيونية في تركيا، وهناك تلقفه ضباط صهاينة وسهلوا له الإقامة في تركيا، وبدأوا في تشغيله في جمع المعلومات عن المواطنين المصريين والعرب، ودراسة مدي استعدادهم للتعامل مع المخابرات الصهيونية . وغادر غنيمي إلي كندا ليستقر هناك لبعض الوقت، مواصلاً نشاطه في تجنيد العرب والمصريين عبر تقديم معلومات كاملة عن تعاملاتهم وأرقام هواتفهم، وحساباتهم في البنوك، وعلاقاتهم الأسرية، لتسهيل عملية تجنيدهم. وأوضحت التحقيقات أن المتهم حصل علي مبالغ مالية مقابل ذلك بلغت 56 ألف دولار، وأثناء زيارة له إلي القاهرة أول يناير الماضي، ألقت أجهزة الأمن القبض عليه في مطار القاهرة، وبتفتيشه عثر معه علي خطة تحرك تقضي بالمكوث في مصر شهراً واحداً، ثم التوجه بعدها إلي الأردن، ومنها إلي الكيان الصهيوني لتلقي تدريبات علي أساليب التخابر. وأكدت التحقيقات أن المتهم اعترف بجميع الوقائع المنسوبة إليه.