التصريحات المتضاربة للمجلس العسكرى حول الانتخابات التشريعية تؤكد من جديد أن الأمر ليس محسوما تماما. أى أن الالتزام بالمواعيد المعلنة فى الإعلان الدستورى الذى أعقب الاستفتاء مسألة قابلة للتفاوض والأخذ والرد. وهذا يعكس عدم إدراك أعضاء المجلس أن أى بلد لا يمكن إدارته بهذا الأسلوب. فأى إنسان يعتمد فى حياته على درجة واضحة من اليقين فى العديد من الأمور الأساسية وكذلك المجتمعات. ومن غير المقبول أن يواصل الشعب المصرى حياته فى حالة مستديمة من عدم اليقين. والعجيب أن أهم أشغال وأعمال الحكم الانتقالى هو الإعداد للانتخابات وتسليم السلطة للشعب. ومن المفترض ألا ينشغل عن ذلك بأى مسألة أخرى. لكنه بعد أكثر من 5 شهور لا يستطيع أن يتوصل إلى صيغة نهائية لقانون مجلس الشعب رغم تعرفه الواضح والكامل على آراء القوى السياسية. ولا أعتقد أن ذلك مجرد ارتباك فى الإدارة وإن كان ارتباك الإدارة مسألة مؤكدة عموما ولا تحتاج لبرهان. فنحن أمام مجلس لم يعمل كوحدة واحدة من قبل ولم يهيىء نفسه لإدارة البلاد ولم يسع لأى ثورة ولم يفكر فيها. ولكن المشكلة الكبرى فى قابلية المجلس العسكرى للخضوع للضغوط الخارجية خاصة الأمريكية وامتدادات هذا الخط الأمريكى فى الداخل. ان كبار أعضاء المجلس العسكرى وثيقو الصلة بالولايات المتحدة، ويسافرون إلى أمريكا مرارا وتكرارا، بحكم التعاون العسكرى والمعونة التسليحية وهى أكثر من مليار دولار سنويا، وما يرتبط بذلك من مشاورات وتدريبات وقطع غيار وصيانة ودورات. انهم يدورون فى هذه الدائرة منذ سنوات، بل يشاركون مع الجيش الأمريكى فى مناورات النجم الساطع وفى ترتيب التسهيلات العسكرية للأمريكيين على أراضى مصر وسواحلها وفى سمائها. وهذه الشبكة من العلاقات بدأت واستمرت لقرابة ربع قرن وتحولت إلى مؤسسة. والآن يتكرر أمام المجلس العسكرى نفس الخيار الذى واجه مبارك: هل تنحاز لأمريكا أم إلى الشعب المصرى؟ وقد أجاب مبارك كما علمنا بالانحياز لأمريكا. وعلى المجلس العسكرى أن يعلم أن إجابته بنفس الطريقة هى أقصر الطريق إلى جهنم. وأقصر الطرق لتجدد ثورة عارمة أكثر مما شاهدتموه فى الأيام الأخيرة. مصير مصر هو التحرر من العبودية للحلف الصهيونى الأمريكى ومن يقف عثرة ضد ذلك سيقتلعه الشعب. هذا قانون طبيعى سيفعل فعله بغض النظر عن آراء بعض المحرضين أمثالى. ولتعلموا أن التخلى عن موعد الانتخابات فى سبتمبر هو قرار بالانتحار لأنه سيفقد المجلس مصداقيته وشرعيته. [email protected]
------------------------------------------------------------------------ التعليقات ايمن حسانين الثلاثاء, 19 يوليو 2011 - 03:48 am لماذا الارتباك و لماذا التبعية اما الارتباك فهو و ان كان هناك على اظاهره بشكل متعمد هتى يتخذ كذريعة و مبرر امام الشعب حال تضارب التوجهات و الممارسات التى يتبناها المجلس العسكرى مع مطالب الثورة و الشعب ... غير انه غير مبرر . لان مصر دولة تملك نظاما سياسيا متكاملا الى حد كبير مكوناته : معارضه متعددة الاطياف و منظمات مدنية و تراثا دستوريا يحكم اطار هذا النظام و من ثم تساعد هذة الاركان فى عملية التحول و الثورى و كذلك ادارة الدولة فى مرحلتها الانتقالية . فلا مبرر اطلاقا لان يرتبك المجلس او يتخبط فى ادارته اما التبعية فقد نتفهم خضوع المجلس لضغوط و ابتزاز لاهداف منها عدم محاكمة الرئيس المخلوع او تحجيم صعود التيار الاسلامى على حساب القوى الليبرالية الموالية اما ما يقال عن المعونة العسكرية و التى تقدر بمليار دولار سنويا فنحن لسنا بحاجة اليها و ليت المجلس العسكرى يستغنى عنها تماما حتى نستقل بقرارنا الوطنى و نسير بلادنا وفق توجهاتنا . ايمن حسانين الثلاثاء, 19 يوليو 2011 - 03:55 am لماذا الارتباك و لماذا التبعية أما الارتباك فهو و إن كان هناك اصرارعلى إظهاره بشكل متعمد كي يتخذ كذريعة و مبرر أمام الشعب حال تضارب التوجهات و الممارسات التى يتبناها المجلس العسكري مع مطالب الثورة و الشعب ... غير انه غير مبرر . لان مصر دولة تملك نظاما سياسيا متكاملا إلى حد كبير... مكوناته : معارضه متعددة الأطياف و منظمات مدنية و تراثا دستوريا يحكم إطار هذا النظام و من ثم تساعد هذه الأركان في عملية التحول و الثوري و كذلك إدارة الدولة في مرحلتها الانتقالية . فلا مبرر إطلاقا لان يرتبك المجلس أو يتخبط في إدارته أما التبعية فقد نتفهم خضوع المجلس لضغوط و ابتزاز لأهداف منها عدم محاكمة الرئيس المخلوع أو تحجيم صعود التيار الاسلامى على حساب القوى الليبرالية الموالية أما ما يقال عن المعونة العسكرية و التى تقدر بمليار دولار سنويا فنحن لسنا بحاجة إليها و ليت المجلس العسكري يستغنى عنها تماما حتى نستقل بقرارنا الوطني و نسير بلادنا وفق توجهاتنا .