قال د. عبدالقوي خليفة رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي ان مياه الشرب ليست سليمة بنسبة 100% ولكنها لا تضر بالصحة مما أصاب المواطنين بالفزع وفي مقدمتهم من يعانون من الأمراض. ويري خبراء المياه والصحة العامة ان مياه الشرب لابد ان تكون مطابقة للمواصفات القياسية بنسبة 100% لان وجود خلل في المواصفات يؤدي إلي خطورة علي الصحة العامة خاصة الأطفال لأنها تسبب الفشل الكلوي والأورام والتهاب الكبد الوبائي والتيفود والدوسنتريا. وقال د. حمدي السيد - رئيس لجنة الصحة بمجلس الشعب - ان اللجنة تنعقد بصفة دائمة مع الجهات المسئولة ولم تنقطع متابعتها لتلوث مياه النيل والمجاري المائية ومعرفة مدي مطابقة مياه الشرب التي تضخها المحطات للمواصفات لأنه في حالة وجود مشاكل يكون لها تأثيرها المباشر علي الصحة العامة. ويطمئن رئيس لجنة الصحة المواطنين بأن مياه الشرب آمنة ولا يوجد بها مخاطر لأنها تحت رقابة المعامل المركزية بوزارة الصحة. ويناقض نفسه قائلا: انه يجوز في بعض الأحيان تغير لون أو طعم أو رائحة المياه بسبب تهالك شبكات المواسير التي تنقلها من المحطات إلي المنازل. يشير د. أحمد محمود شعبان - رئيس شعبة بحوث البيئة وأستاذ ميكرو بيولوجيا المياه بالمركز القومي للبحوث - إلي أن مياه الشرب لابد ان تكون سليمة بنسبة 100% ولا يكون لها لون أو طعم أو رائحة. وقال شعبان ان نسب العناصر المسموح بها لا تتراوح ما بين 800 جزء في المليون إلي 1200 جزء في المليون وفي حالة الزيادة ولو بنسب قليلة تؤدي إلي وجود خلل في المواصفات تسبب تكوين حصوات بالحالب والمثانة والكلي وذلك علي المدي القريب أما البعيد فإنها تصيب المواطنين بفشل كلوي وضعف مناعة الجسم. كما أن ملوثات المياه تنقسم إلي نوعين الأول بيولوجي بسبب البكتيريا والفيروسات والطفيليات والثاني كيماوي وهذا يرجع إلي وجود المعادن الثقيلة والتي يسببها اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي والزراعي والمواد الكيماوية. أشار إلي وجود بكتيريا غير ضارة وتسمي "الطبيعية" والحدود المسموح بها 50 خلية في السنتيمتر الواحد وإذا زادت عن هذه النسبة تصبح ضارة وغيرصالحة للاستهلاك الآدمي. أكد أن المياه الجوفية المستخرجة من باطن الأرض خاصة في القري التي لا توجد بها شبكات للصرف الصحي ويعتمد عليها في الشرب سكان الأرياف وغير المعالجة طبقا للمواصفات القياسية تصبح أشد خطرا علي صحة الإنسان والحيوان. أوضح ان أغلب الدول الأوروبية تعتمد في مصادر مياه الشرب علي الآبار الجوفية وهي أكثر تلوثاً من المياه المصرية ولكنهم يحسنون استغلالها.. كما ان هذه الدول تقوم بمنع السفن والبواخر التي تعمل بمحركات من السير في الانهار التي يتم استخدام المياه في الشرب. أكدت د. وفاء موسي - أستاذ الصحة العامة علي أهمية خلو مياه الشرب من الميكروبات الممرضة الناتجة عن تلوث مياه النيل عن طريق الاهتمام الجيد بتنقيتها ومعالجتها ومتابعة العينات التي يتم تحليلها سواء في المعامل الموجودة بالمحطات أو معامل وزارة الصحة للتأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية. أشارت إلي أن وجود المعادن الثقيلة أو الميكروبات الممرضة في مياه الشرب تسبب الاصابة بالتهاب الكبد الوبائي أو التيفود أو الدوسنتريا وعلي المدي البعيد ونتيجة الآثار التراكمية تؤدي إلي الإصابة بالفشل الكلوي والأورام وضعف المناعة. كما ان التأثير السلبي للمياه الملوثة يظهر بسرعة علي الأطفال الصغار.