لم تتوقف مفاجآت التحريات التى تجرى فى تحقيق مقتل الطالب الإيطالى "جوليو ريجينى"، على يد المخابرات الحربية فى مصر، بل إنها كل لحظه تظهر تفاصيل جديدة، تنفجر فى وجه دعوات العسكر الكاذبة بإنه لا يوجد تعذيب أو معتقلين بلا تهم فى سجونهم. صحيفة الجارديان البريطانية، ذات الانتشار الواسع حول العالم، كشفت فى تقرير لها على لسان مصدر أمنى إيطالى رفيع، عن الأسباب الحقيقية التى جعلت المخابرات لم تطلق سراح الطالب، رغم ثبوت برائتة، وقالت أن الخوف والرعب من كشف ما يحدث داخل سجون العسكر هو السبب الرئيسى. وقالت الصحيفة فى متن تقريرها، لافتة إلى أن بعض مصادرها وجهوا أصابع الاتهام لقوات الأمن في مصر مشككين أنها اعتقلته وتسببت في مقتله، مشيرين إلى أن إطلاق سراحه سيعرض مصر لفضيحة كبرى لأنه سيكشف ما يحدث في السجون للعالم كله، خاصة مع وجود علامات التعذيب على الجثة. ونقلت الصحيفة أيضًا عن "رافاييل ماركيتي" أستاذ العلاقات الدولية في جامعة لويس في روما قوله: "التفاصيل التي ظهرت حتى الآن تشير بوضوح إلى تورط أجهزة المخابرات أو الأمن، إلا أنه كان من الصعب أن نفهم لماذا يتم استهداف مواطن إيطالي". وأضافت الصحيفة: "بالنسبة للخبراء الذين يدرسون مصر وسجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان، فإن قتل ريجيني يحمل بصمات القتل خارج نطاق القانون الذي تقوم به الشرطة وأمن الدولة، الذين يعتقد أنهم وراء وفاة 474 مصري خلال عام 2015 فقط". واختتمت تقريرها بالقول: "مصدر في الجامعة الأمريكية في القاهرة - رفض الإفصاح عن اسمه - طرح أسماء ثلاثة أشخاص درسوا علاقات العمل في مصر - موضوع حساس - واعتقلوا في وقت لاحق، وتم ترحيلهم ومنعوا من الدخول مجددا في البلاد منذ عام 2011". وعثر على جثة ريجيني خلال قيام وزير التنمية الاقتصادية في إيطاليا - فيديريكا غيدي - بزيارة القاهرة مع وفد من كبار رجال الأعمال الإيطاليين، بما في ذلك رؤساء الشركات الايطالية للطاقة، إلا أن الوفد قطع زيارته بعد العثور على الجثة.