قال تقرير موقع "انترناشيونال بزنس تايم" الأميركي، إن النتيجة الغير مقصودة لتصعيد فرنسا والدول الأوروبية وروسيا من ضرباتها الجوية لتنظيم الدولة في العراقوسوريا عقب الهجمات الدامية في باريس هي تمدد التنظيم في الدول المجاورة مثل لبنان ونشر مقاتليه لتكوين جبهة جديدة في شمال أفريقيا ومقرها ليبيا. وأضاف: يسعى التنظيم إلى تكرار ما قام به في الرقة في مدينة سرت الليبية الغنية بالنفط ، والتنظيم على وشك السيطرة على إمدادات النفط الضخمة في ليبيا والإتحاد مع الجماعات الجهادية المتطرفة بما في ذلك جماعة"بوكو حرام"وسيكون له موطىء قدم في شمال أفريقيا على بعدساعات قليلة من الحدود الجنوبية لأوروبا . ويرجح "هارلين جامبر" خبير مكافحة الإرهاب في معهد دراسات الحرب أن الهدف مما يقوم به تنظيم الدولة من تعزيز لسيطرته على الأرض في ليبيا ربما يكون نقل قيادات التنظيم من العراقوسوريا إلى الأراضي الليبية . وذكر التقرير أن تنظيم الدولة متواجد في ليبيا منذ العام الماضي عندما أعلن المسلحون في درنه ولائهم لأبي بكر البغدادي ، ومنذ ذلك الإعلان رفض المسلحون الآخرون وجود التنظيم ليس فقط بسبب الطبيعة الوحشية للتنظيم وإنما أيضاً بسبب جلب المسلحين الأجانب ، وبالرغم من خسائره في"درنة" كان التنظيم قادر على التمدد في مناطق أخرى مثل طرابلس و سرت التي تضم أكبر قاعدة جوية في ليبيا . ويرى التقرير أن توسع التنظيم كان بسبب جذبه لمقاتلين جدد في صفوفه من الليبيين وممن هم خارج ليبيا محذراً من تدفق أعضاء التنظيم من سوريا هرباً من القصف الجوي ، وبسبب هذا التدفق فإن الضربات الجوية وحدها قد تكون غير كافية لوحدها لهزيمة التنظيم ولفت التقرير الى أنه رداً على هذا التهديد الكبير قامت فرنسا بإرسال العديد من طائرات الإستطلاع فوق "سرت"، وحذر الملحق العسكري النمساوي السابق في ليبيا البرلمان البريطاني من أن زيادة الضغط على التنظيم ستؤدي إلى تكثيف نشاطه في ليبيا . وأشار التقرير إلى أنه حال استمرار تمدد التنظيم فإن النفط وهو المورد الأساسي للبلاد سيقع في يده كما أن ليبيا موطن لكبرى الشركات النفطية الأوروبية مثل "إني" الإيطالية و"توتال" الفرنسية ، وستكون ليبيا بذلك "ماكينة صرف آلية" لعمليات التنظيم في سورياوالعراق .