فى رحلة يحفها رائحة الخوف والقلق من القادم، وهربا من الموت المحق، رصدت كاميرا وكالة الأناضول، معاناة النازحين التركمان والعرب في مخيم اليمضية، بمنطقة "بايربوجاق" (جبل التركمان) في محافظة اللاذقية، غربي سوريا، الذين اضطروا لمغادرة قراهم هربًا من هجمات النظام السوري، المدعومة بغطاء جوي روسي. ويعاني النازحون ومعظمهم من النساء والأطفال، من انعدام المياه والكهرباء في مخيم اليمضية، الذي يبعد نحو 10 كم عن بلدة يايلاداغي، التابعة لولاية هطاي جنوبي تركيا. ويراقب النازحون بألم، قراهم التي تتعرض للقصف والتدمير من قبل المقاتلات الروسية ومدافع ودبابات النظام السوري، بعد أن رفضوا مغادرتها منذ 5 أعوام من الحرب، وصمدوا أمام أقسى أنواع الصعوبات والظروف المعيشية السيئة. ويقيم قسم من النازحين التركمان في خيم نصبوها بأنفسهم قبل أيام في المنطقة، وقسم آخر يقيم في خيم جديدة منحتها لهم منظمة الهلال الأحمر التركي. ويعرب التركمان والعرب الذين يحاولون التأقلم مع حياة صعبة بين أشجار الزيتون ووسط البرد القارس، عن شكرهم لتركيا حيال المساعدات الإنسانية التي تقدمها لهم، ويحمدون الله لبقائهم على قيد الحياة. وقدمت إدارة الكوارث والطوارئ التابعة لرئاسة الوزراء التركية ومنظمة الهلال الأحمر التركي للعائلات النازحة في المنطقة قبل يومين، 575 خيمة، إلى جانب مساعدات غذائية وأغطية وأسرّة. وأكد النازح السوري "طارق شاقي"، الذي جاء إلى المنطقة أمس الأحد برفقة 5 أفراد من عائلته، أن مناطقهم السكنية تتعرض بشكل متكرر للهجمات، وأنهم نزحوا منها لحماية أطفالهم، مضيفًا: "بقينا أمس عند أحد أقربائنا، ونحاول اليوم نصب خيمتنا الخاصة". وأردف شاقي قائلًا: "نحتاج كل شيء هنا، الوضع سيء جدًا في جبل التركمان، فالمقاتلات الحربية الروسية تقصف المنطقة بشكل عنيف، ولم يكن لدينا خيار آخر غير الهروب". بدورها أعربت النازحة "رسمية أوجي"، عن شكرها لتركيا حيال المساعدات التي تقدمها، مضيفة: "جبل التركمان يتعرض للقصف، رفضنا مغادرة الأرض التي نعيش فيها منذ أعوام، إلا أننا لم نتحمل القصف العنيف، لدي 3 أطفال، واحد منهم بقي ليحارب". وتقدمت قوات النظام السوري في الأيام الماضية بمنطقة "باير بوجاق"، أو ما يعرف ب"جبل التركمان" التي تسيطر على مساحات منها فصائل المعارضة، بعد تكثيف القصف الروسي، وبدعم بري إيراني، بحسب ناشطين من المنطقة، ما يهدد بسقوط القرى التركمانية، واستمرار حالة النزوح من قبل المدنيين القاطنين في هذه المناطق.