معلومات خطيرة أدلى "رونين سولومون" الخبير الإسرائيلي في أمن المطارات ومجال الاستخبارات، بشأن كيفية زرع تنظيم داعش للقنبلة التى سقطت فى وسط سيناء. وكشف رونين، فى تحليل مفصل نشره موقع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، عن تلك المعلومات التى صل لها عن مكان القنبلة التي فجرت الطائرة الروسية في سماء سيناء، والطريقة التي استخدمها تنظيم داعش لزرعها، ونوعية القنبلة الفتاكة. يقول "سولومون":"لدى فحص الاحتمالات يجب الأخذ في الاعتبار أن المهاجمين قاموا في البدء بعملية تمشيط لتقدير الصعوبة أو السهولة في إدخال العبوة الناسفة إلى داخل مطار شرم الشيخ، حتى تأخذ طريقها إلى الطائرة بالمطار". وتابع "سولومون ": في هذه المرحلة من غير الواضح ما إن كان على قائمة ركاب الطائرة الروسية قد لوحظ مشتبهين محتملين، لكن من شهادات المسافرين يتضح أنه كان بالإمكان تهريب عناصر العبوة عبر مسار استيعاب الركاب، إلى داخل الطائرة، على شكل عبوة ناسفة أُخفيت في حقائب المسافرين، أو مواد متفجرة سائلة حملها المهاجم نفسه لافتا إلى زعم مسافرون أنهم تمكنوا من إدخال زجاجات مشروبات إلى داخل الطائرة وأن أجهزة الأشعة السينية وماكينات المسح لم تعمل كما ينبغي". وأشار سولومون بأنه هناك إمكانية أن يكون مخرب انتحاري صعد إلى الطائرة مع القليل من المواد المتفجرة، وقد أثبتت "بان أم" من لوكيربي أنه لا يتطلب أكثر من 400 جرام علاوة على أن هناك إمكانية أن يكون الحديث يدور عن مواد متفجرة سائلة لم يكن بالإمكان تمييزها، على الأقل بالوسائل المستخدمة في مطار شرم مؤضحا بأنه إذا كان الأمر كذلك، فإن المخرب نفسه دخل لأحد دورات المياه الخلفية، وقام بتوصيل الصاعق بالمواد التفجرة السائلة وشغلها ، فيما رجح الخبير الإسرائيلى خيار آخر أن تكون العبوة وصلت وحدها واشتغلت بواسطة جهاز تشغيل بارومتري، كذلك الذي يشغل العبوة في الوقت الذي تصل فيه الطائرة إلى ارتفاع محدد. وأضاف سولومون نقلا عن تصريحات لعناصر استخبارات في بريطانيا أنهم يعتقدون أن بريطانيين متطرفين جرى تدريبهم في سوريا ساعدوا في إعداد القنبلة التي أدت لتحطم الطائرة الروسية، وقد سُمعوا أيضا يتحدثون في التسجيلات التي نقلت وفقا لCNN- على يد المخابرات الإسرائيلية بحسب ما نقلت "ديلي إيكسبرس" البريطانية . وأوضح سولومون بأن هناك سيناريوهات كشفتها صحيفة الديلي ميل البريطانية،، إذ قيل إن هناك إمكانية أن تكون العبوة الناسفة جرى وضعها في متاع المسافرين في الفندق، فيما قالت مصادر بريطانية أن هناك احتمالا أن يكون أحد طاقم الفندق، أو إرهابي دخل الفندق، قد دخل إلى إحدى الغرف وزرع القنبلة في حقيبة أحد المسافرين. وأوضح الخبير الإسرائيلى أيضا بإن الحراسة بالفندق معيبة، فضلا عن أنهم يستخدمون أجهزة مزيفة للكشف عن المعادن ووفقا للتقرير الصحفى بدأت السلطات المصرية التحقيق مع عدد من المشتبهين من عمال الفندق، على خلفية معلومات تلقاها المصريون من الاستخبارات البريطانية. و نقل الخبير الإسرائيلى عن مصادر بريطانية قولهم بأنه حيال زرع العبوة الناسفة في حقيبة داخل الفندق، كان بالإمكان إخفاء العبوة بسهولة، بما في ذلك لأن أجهزة الكشف عن المعادن التي يستخدمها حراس الفندق بشرم الشيخ هي بالفعل أجهزة مزيفة، بيعت من خلال رجل الأعمال البريطاني جيمس مكورميك قبل عامين. وكشف "سولومون" إلى أن الإمكانية الثانية للاختراق والأقل تطورا فى زرع قنبلة بالطائرة فى كون حصول المعتدين على مساعدة من الداخل (تعاون من قبل عامل في المطار) في واحدة من بين منطقتين لتجهيز الطائرة للتحليق. منطقة شحن أمتعة الركاب، أوطواقم إعداد الرحلة ( الطعام والنظافة) لافتا إلى إحتمالية أن تكون عبوة ناسفة جرى وضعها داخل حقيبة أو في إحدى حاويات تخزين الطعام التي صعدت للطائرة وتم تخزينها في مطبخ الخدمات الخلفية، أو عبوة زرعت في إحدى غرف الخدمات ( مطبخ أو دورة مياه) على يد أحد أطقم النظافة، هذه الإمكانية طرحتها أيضا عناصر استخبارات بريطانية. وأكد الخبير الإسرائيلى بأن الاحتمال الثانى فى معرفة أساليب عمل المتهم الرئيسي تنظيم "انصار بيت المقدس" بقيادة أبو أسامة المصري الذي بايع داعش، يحتمل أن يكون التنظيم قد نجح في تجنيد عامل من داخل المطار. وتطرق الخبير الإسرائيلى إلى نوع العبوة الناسفة المستخدمة حيث أشار –بحسب قول الخبير- بأنها من النوع الذي شاهدنا استخدامه ضد الجيش المصري بسيناء، كعبوة بدائية الصنع تعتمد على راس متفجرة قياسية، مستدلا بمثال قذيفة هاون أو صاروخ، جرى تفكيكه وربطه بجهاز كِمُون وإخفاؤه في حقيبة أو حاوية صعدت إلى الطائرة ووصلت إلى منطقة الشحن الخلفية، أو إحدى غرف الخدمات الخلفية لطاقم الطائرة، كالمطابخ أو دورات المياه. حدثت بؤرة الإنفجار في منطقة الخدمات المتكررة، ويمكن تمييز أيضا بقايا مواد سائلة في صور ساحة التحطم. و برأي "سولومون" فإن حقيقة نقل إسرائيل تلك المعلومات الاستخبارية، ترتبط بمحاولات سابقة لبريطانيين مسلمين لاستهداف طائرات خرجت من بريطانيا لرحلات عبر المحيط الأطلسي بواسطة عبوات ناسفة تعتمد على مواد متفجرة سائلة. ورأى سولومون أن الإجابة على السؤال تتطلب الانتباه لتفصيلين مهمين من ساحة التحطم، الأول هو حقيقة أن الطائرة انشطرت في الجو إلى قطعتين رئيسيتين: قطعة الذيل الخلفي وقطعة صالون الركاب وكابينة القيادة. ويوضح سولومون أنه طبقا للصور التي خرجت من ساحة التحطم، يمكن ملاحظة أن ذيل الطائرة قد قُطع بينما كان في الجو من قوة الانفجار، وانفصل عن جسد الطائرة الرئيسي من منطقة المطبخ الخلفي ودورات المياه- بينما أبقى على منطقة محطمة من الداخل لكن دون علامات احتراق من الخارج، رغم وضع المحرك الخلفي". ويقول:"كل هذا يشير إلى أن بؤرة الانفجار كانت في نفس النقطة وأدت إلى الانفصال السريع للذيل والمحرك الخلفي، وإلى قطع أنابيب الوقود المتصلة طوال الطريق بأجنحة الطائرة والمحركات". ويستطرد :"بدأ كل قسم من أماكن الركاب، والجناحين والمحركات في الاحتراق حتى تحطمه على الأرض، دون ترك أي أثر لجسم الطائرة، فيما عدا الجزء الموجود بين نهاية كابينة القيادة وحافة الطائرة". ونخرج من الوصف التحليلى للخبير الإسرائيلي إلى أن حقيقة أن الطائرة انشطرت تحديدا في المنطقة الخلفية التي تنتهي فيها منطقة المقاعد، مشيرا إلى أن القنبلة زرعت في واحدة من الثلاث مناطق التالية: مطبخ الطائرة، أو دورات المياه، أو غرفة الأمتعة الخلفية للطائر ة بالإضافة إلى وجود علامات على بعض أجزاء الطائرة لشظايا على الخارج، مما يؤكد أن مصدر التفجير كان بالفعل داخل الطائرة.