نشر موقع "بلومبيرج ريفيو" الأمريكي مقالا ل"ليونيد برشيدسكي"، وترجمه "شئون خليجية"، وأشار فيه إلى أنه في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعادة الدور الروسي كلاعب رئيسي في الشرق الأوسط، تبدأ السعودية في مهاجمة موسكو عبر تزويد بولندا بالنفط الأقل سعرا من النفط الروسي. وأبرز الكاتب، شكوى مسؤولي كبرى الشركات النفطية الروسية من دخول المملكة إلى السوق البولندي، باعتبارها الخطوة الأولى لإعادة تقسيم الأسواق الغربية. ونقل الكاتب عن أحد المسؤولين الروس في مجال النفط مطالبته للحكومة الروسية بحماية مصالحها في الأسواق الأوروبية. وتحدث الكاتب عن تأكيد تجار أوروبين قيام المملكة بعرض تزويدهم بالنفط بأسعار منخفضة بشكل كبير، مما يجعل النفط السعودي أكثر جاذبية من الروسي. وأضاف أنه وعلى الرغم من أن معظم مصافي ومعامل تكرير النفط في أوروبا الشرقية تعتمد تكنولوجيا على النفط الروسي، إلا أن موسكو عليها بالفعل أن تقلق من التوجه السعودي. وأشار الكاتب إلى أن السعودية في سبعينيات القرن الماضي كانت ترسل نصف صادراتها النفطية إلى أوروبا، إلا أن الاتحاد السوفيتي قام بعمل خطوط أنابيب تصدير من حقول النفط في غرب سيبيريا، مما دفع المملكة للتحول إلى الأسواق الأسيوية، حيث الطلب المتزايد والأسعار الأفضل، إلا أن روسيا بدأت تزيد من صادراتها النفطية لآسيا بالتزامن مع قيام المملكة بزيادة صادراتها النفطية إلى أوروبا. وذكر أن بولندا التي حصلت على 75% من وقودها العام الماضي من روسيا والباقي من كازخستان ودول أوروبية تعد مركزا للجهود التي تجري حاليا لتقليص اعتماد الاتحاد الأوروبي على الطاقة الروسية. وتحدث الكاتب عن دخول المملكة الآن في حرب نفطية للحصول على حصة أكبر في الأسواق العالمية، ليس فقط ضد النفط الصحري الأمريكي وإنما ضد كل المنتجين الذين هم ليسوا أعضاء في منظمة أوبك، مشيرا إلى أنها تتحرك نحو السوق التقليدي لروسيا. وأشار إلى أن تلك الحرب قد تتحول إلى مباراة أكثر نشاطا بين أكبر دولتين مصدرتين للنفط في العالم، دخلتا في خلاف بالفعل حاليا بشأن الصراع في سوريا. واعتبر الكاتب أن اقتصاد البلدين يعتمد على النفط، مما يعني أن الاحتفاظ بالحصة في سوق النفط مسألة حياة أو موت. وذكر أن الرئيس الروسي يريد أن يوقف السعودية عن إنشاء ممرات تصدير في سوريا، وفي ظل تعرض الهيمنة الروسية على سوق النفط في أوروبا للخطر، فإن عزم فلاديمير بوتين على حل الصراع السوري وفقا لشروطه يمكن أن ينمو.