أزمة اللاجئين العراقيين في كتاب جديد

صدر للأكاديمي العراقي المقيم بلندن يوسف ساسون كتاب "اللاجئون العراقيون.. الأزمة الجديدة في الشرق الأوسط" ويقع في 322 صفحة من القطع الكبير، ويتحرى الكاتب النزعات الكامنة لتدفق اللاجئين العراقيين، ويبحث في ماهية الطبقات والجماعات الإثنية والطائفية التي غادرت، وما زالت تغادر، ووجهتها والطريقة التي غادرت بها.

ويتفحص ساسون استنادا إلى أبحاث واسعة وجديدة التأثير الاقتصادي لهذا الخروج على العراق نفسه وعلى البلدان المضيفة بالمنطقة، وهي الأردن وسوريا ولبنان، كما يحلل السياسات الدولية بشأن قضية اللاجئين، ويقيّم الخيارات المتاحة للعودة وإعادة التوطين.

ويمثل هذا الكتاب -الصادر عن المؤسسة العربية للدرسات والنشر في بيروت- الدليل الإرشادي الأول لما سيحدث بهذه القضايا التي سيُنظر إليها على أنها أهم قضايا تؤثر على الشرق الأوسط.

ففي السنوات التي تلت الاجتياح الأميركي للعراق، أُجبر أربعة ملايين عراقي على الفرار من بيوتهم، بينما أصبح أحد أكبر حالات انتقال للناس في العصر الحديث، وبما يتجاوز كثيراً تدفق الفلسطينيين بعد عام 1948، وفق ما يذكر المؤلف.

وعلى الرغم من التقارير الإعلامية حول تحسّن الوضع الأمني بالعراق، ما يزال أغلب اللاجئين العراقيين غير مستعدين للعودة إلى ديارهم، وثمة تبعات اجتماعية واقتصادية وسياسية وأمنية هائلة لهذه التحركات السكانية.

دراسة أكاديمية
وعلق نائب مدير مركز دراسات اللاجئين بجامعة أكسفورد دون تشاتي، على الطبعة الإنجليزية من الكتاب بقوله "هذه الدراسة الممتازة تأتي في الوقت الملائم وتستحق أن تُقرأ على نطاق واسع، وهي مكتوبة بوضوح ودون استخدام مصطلحات متخصصة، مما يجعلها سهلة القراءة لجمهور عريض".

من جهتها كتبت سارة كينيسون ليستشر، في مجلة ميدل إيست جورنال، تقول "يتناول ساسون على نحو مُقنِع الحاجة الملحة للتصدي للبلاء الذي يعاني منه اللاجئون، لأسباب إنسانية وسياسية، ويوفر الكتاب لبنة بناء صلبة وأساسية للدراسات الأكاديمية المستقبلية وأداة مهمة لصانعي السياسات بالوقت الحالي".

يُذكر أن ساسون زميل متقدم في كلية سانت آنتوني بجامعة أكسفورد، ومحاضر غير متفرغ بجامعة جورجتاون، وباحث بالسياسة العامة بمركز ودرو ويلسون بواشنطن العاصمة، وولد في بغداد، ونال درجة الدكتوراه من كلية سانت آنتوني بجامعة أكسفورد، ونشر أبحاثا كثيرة حول الاقتصاد العراقي وحول منطقة الشرق الأوسط.