قالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إن الوقت ينفد من حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي فيما يتعلق باستعادة الأمن في العراق، وجاءت كلمات رايس بعد أقل من 24 ساعة من كلمات "صارمة" وجهها الرئيس جورج بوش لحكومة المالكي أعلن فيها أن التزام إدارته بدعم هذه الحكومة ليس مطلقا. ويأتي ذلك في الوقت الذى هدد فيه وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس حكومة المالكي بأن الولاياتالمتحدة قد لا ترسل قوات إضافية إذا لم تف حكومة العراق بالتزاماتها لحفظ الأمن. ورأى مراقبون أن هذه التصريحات تشير إلى تحول في موقف الإدارة الأمريكية تجاه حكومة المالكي مع عدم قدرة الأخيرة على التصدي لتصاعد الاقتتال الطائفي بين سنة وشيعة البلاد. وفي كلمة لها أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ قالت رايس "التقيت مع رئيس الوزراء المالكي... رأيت تصميمه. أعتقد أنه يدرك أن الوقت ينفد من حكومته بدرجة ما". وفى نفس السياق وفي تصريحات سابقة التقطت من مكبر صوت مفتوح في فترة استراحة أثناء مقابلة تلفزيونية صباحية أشارت رايس إلى أنها "لا تريد ممارسة الكثير من الضغوط على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي أصبحت إدارة بوش تشعر نحوه بنفاد صبر متزايد". وأضافت رايس دون أن تدرك أن الميكروفون كان مفتوحا: "لا أريد أن ننقض على حكومة المالكي ونبدو وكأننا ندق رؤوسهم". وتابعت: "كان الرئيس صارما كثيرا وسنكون صارمين كثيرا اليوم. سنمنحهم بعض الوقت ليفعلوا شيئا الآن.. مساحة صغيرة لالتقاط الأنفاس". وفي إشارة إلى نفاد الصبر المتزايد استخدم بوش لغة صارمة في تحذير رئيس الوزراء العراقي من أن "التزام أمريكا له ليس مطلقا"، وذلك في خطابه بشأن العراق وقال بوش "إذا لم تنفذ الحكومة العراقية وعودها" في مكافحة العنف المذهبي "فإنها ستخسر دعم الشعب الأمريكي ودعم الشعب العراقي". وأبلغ بوش الأمريكيين في كلمته أن من الضروري إرسال 21 ألفا و500 جندي إضافي إلى العراق لكسر "دائرة العنف" هناك والإسراع بسحب القوات في نهاية المطاف. ولم يحدد بوش موعدا لنشر القوات الإضافية ولم يشر إلى جدول زمني للموعد المحتمل لبدء انسحاب القوات الأمريكية. جيتس يهدد وفى إطار التحول الأمريكي أيضا تجاه حكومة المالكي قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب أنه لا يعرف المدة التي يجب أن تبقاها القوات الإضافية في العراق، لكنه يعتقد أنها ستكون شهورا وليس سنوات. وذكر جيتس فيما يشبه تهديدا لحكومة المالكي أن القوات الإضافية سترسل على مراحل، لكنه لمح إلى أنها قد لا ترسل كلها إذا لم تف الحكومة العراقية بالتزاماتها. رد حكومة المالكي وفي محاولة للتخفيف من حدة هجوم الإدارة الأمريكية على الحكومة العراقية قال مسؤول مقرب من نوري المالكي إن الإستراتيجية الجديدة للرئيس الأمريكي جورج بوش تحمل أملا "بالنسبة لمستقبل بلاده". وأضاف بسام رضا مستشار المالكي في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية إن "الخطة الجديدة تحمل أملا... لكننا لا ننتظر بوش ليقول لنا اعملوا شيئا. نحن نبذل أقصى ما باستطاعتنا لقد ورثنا بلدا دمره النظام السابق، وليس يسيرا توفير الأمن في بلد كهذا". وأشار إلى أن المالكي "مصمم على مهاجمة جميع الميليشيات لقد وعد الشعب العراقي بذلك بغض النظر إذا كانت شيعية أم سنية". جولة رايس وتأتى التصريحات الأمريكية بشأن حكومة المالكي في وقت تبدأ فيه وزيرة خارجيته رايس جولتها في الشرق الأوسط تشمل إسرائيل والأراضي الفلسطينية ومصر والسعودية والكويت، وتهدف إلى طلب مساعدة العرب في إرساء "دعائم الاستقرار بالعراق"، وإحياء "السلام بين إسرائيل والفلسطينيين". وكان مسئولون بالخارجية الأمريكية قد سعوا قبل يومين من جولة رايس إلى الحد من سقف توقعات نجاحها، وتوقعوا عدم تحقيق أي انفراج خلالها خاصة فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية شون مكورماك: "أتوقع أن تكون هذه الرحلة أقرب إلى إرساء الأسس لتحركات ممكنة في المستقبل منها إلى التوصل فعليا إلى أي اتفاقات محددة".