أفاد شاهد عيان بأن القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي تغلبت على المعارضة المسلحة في بلدة زوارة الساحلية في غرب ليبيا الاثنين لتستعيد واحدة من آخر البلدات التي تسيطر عليها المقاومة في غرب البلاد. وقال طارق عبد الله "زوارة في أيديهم الآن، وإنهم يسيطرون عليها ولا أثر للمعارضة المسلحة، والجيش والدبابات في قلب المدينة الآن".
وأخبر عبد الله وكالة رويترز "توقف القتال وهم هنا"، في إشارة إلى كتائب القذافي.
وكانت القوات الموالية للقذافي شنت في وقت سابق غارات جوية على بلدة أجدابيا الواقعة تحت سيطرة المعارضة في شرقي ليبيا.
وقال مراسل ل "رويترز" إنه شاهد حفرتين ناجمتين عن الانفجارات قرب نقطة تفتيش تابعة للمعارضة عند المدخل الغربي لبلدة أجدابيا. ونقل عن عبد القادر حجازي وهو أحد الثوار المسلحين "حلقت طائرة في الاجواء أربع مرات وقصفت أربع مرات".
وقال ثوار آخرون أيضا إن عددًا من الضربات الجوية شنت صباح الاثنين على أجدابيا الواقعة على بعد نحو 140 كيلومترا جنوبي بنغازي معقل المعارضين المسلحين.
وذكرت فضائية "الجزيرة" أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا تعهدت للثوار في شرقي ليبيا بفرض حظر جوي مما سيساعدهم على صد الهجمات المضادة من جانب القوات الحكومية.
ويسود جو من التوتر المدن التي يسيطر عليها الثوار في شمال شرقي ليييا حيث تقوم قوات القذافي بالتوغل شرقا في محاولة لاستعادة المدن التي وقعت في أيدي الثوار.
وزعمت قوات القذافي أنها حققت مكاسب في الجزء الشرقي من البلاد على مدى الأيام السابقة، في حين أكدت جماعات المعارضة إنها ستواصل القتال لاستعادة الأراضي التي فقدتها.
وقال التليفزيون الرسمي الليبي إن مدينة البريقة في الشرق تم "تطهيرها" من الثوار الذين جرى طردهم خارج المدينة بعد قتال ضار مع القوات الموالية للقذافي.
مجلس الأمن واللا قرار فى سياق متصل، أنهى مجلس الأمن الدولي يوم الإثنين جلسة مشاورات حول ليبيا من دون إصدار قرار، في ظل تدهور الأوضاع السياسية والأمنية.
وانعقدت الجلسة بطلب من لبنان الذي نقل سفيره لدى الأممالمتحدة نواف سلام طلب جامعة الدول العربية فرض حظر جوي على ليبيا.
وقال سلام إن مجلس الأمن سيواصل مناقشاته لمتابعة هذه المسألة على أمل أن يتم إصدار قرار بشأنها.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان فرض حظر جوي سيوقف العنف في ليبيا، قال السفير اللبناني إن "هناك أسئلة لا جواب عليها، الأول مثلاً: هل سيكون فرض حظر جوي كافياً لوقف العمليات العسكرية، لوقف ضرب المدنيين، ولوقف أعمال العنف؟ لا أدري. ولكن هل هذه خطوة في الاتجاه الصحيح؟ طبعا إنها خطوة في الاتجاه الصحيح".
وأضاف أن كل الأسئلة التي تسأل الآن مشروعة ولكن من الصعب معرفة الإجابات، مشيراً إلى أن مسألة تحديد مفهوم منطقة الحظر الجوي وكيفية التطبيق العملي لها بحاجة إلى بلورة ودراسة، وأن مشروع القرار بهذا الشأن الذي سيقدم قريباً هو الذي سيحدد كل تلك المسائل.
ورأى أن "هذا القرار ليس مطلباً شرعياً وحسب وإنما ضروري وإجراء حتمي لوقف العنف، ووضع حد لتدهور الأوضاع في ليبيا ولحماية المدنيين. وكان المجلس قادراً على التصرف بشكل سريع من خلال تبني القرار رقم 1970 الأسبوع الماضي، ونأمل أيضاً أن يتصرف المجلس بشكل سريع أيضاً الآن"، بحسب "يونايتد برس انترناشونال".
وختم بالقول إن "الوضع معقد وقد لا نستطيع اتخاذ قرار اليوم ولكننا سنعمل جاهدين من أجل التوصل إلى قرار بأقرب وقت ممكن".
وتشهد ليبيا منذ 17 فبراير الماضي تظاهرات تطالب بإسقاط القذافي، تحولت إلى نزاع مسلح بين قوات النظام والثوار سقط فيه آلاف القتلى والجرحى حسب تقارير غير رسمية.
تجميد 14 مليار يورو من ناحية أخرى، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاثنين أن السلطات البريطانية جمدت أموالا ليبية في بريطانيا بقيمة 12 مليار جنيه إسترليني (13,9 مليارات يورو).
وقال كاميرون أمام البرلمان "إن المملكة المتحدة زادت إجمالي الأموال الليبية المجمدة من ملياري جنيه إلى 12 مليار جنيه إسترليني".
وأعلنت لندن في أواخر فبراير تجميد أموال العقيد الليبي معمر القذافي وعائلته.
وأفادت وسائل الإعلام البريطانية بأن القذافي لديه ممتلكات في المملكة المتحدة بقيمة حوالى 20 مليار جنيه (23,1 مليار يورو)، أغلبها في لندن. كما أن نجله سيف الإسلام يملك منزلا في العاصمة البريطانية تقدر قيمته بحوالى عشرة ملايين جنيه (11,6 ملايين يورو).
وأوضح كاميرون أن تسريع تجميد الاموال الليبية يندرج في إطار قرار تشديد العقوبات المالية على طرابلس الذي اتخذته الدول الاوروبية.
وتمثل هذا القرار كذلك بإضافة البنك المركزي الليبي وهيئة الاستثمار الليبية وهي صندوق سيادي يديره أحد أبناء القذافي إلى لائحة المؤسسات المحظورة.
وأقر رئيس الوزراء البريطاني في المقابل أن لندن لم تنجح حتى الساعة في إقناع شركائها بفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا لمنع قوات القذافي من شن غارات جوية على الثوار.
وتابع امام البرلمان "علينا مواصلة الجهود لاقناع المجتمع الدولي ولا سيما اوروبا".
وتعمل بريطانيا وفرنسا على مشروع قرار تنويان طرحه على مجلس الامن الدولي حول انشاء منطقة حظر جوي. ويلقى هذا الخيار دعم الجامعة العربية لكنه لم ينل تاييد الصين وروسيا.
وقال كاميرون "إن القذافي يقتل شعبه بنفسه. كل يوم يمر يحتسب. ينبغي الا يتراجع الضغط".