شن الديكتاتور الليبى معمر القذافي هجوما جويا وبريا فجر امس الأربعاء لاستعادة أراض في شرق ليبيا مما دفع المتمردين للمطالبة بضربات جوية أجنبية تستهدف المرتزقة الأفارقة الذين يقولون إنهم يساعدونه على البقاء في السلطة. وقرن القذافي الهجوم بحملة دعائية واسعة النطاق ضد الثائرين ولعب على أوتار المشاعر الوطنية والمخاوف الغربية بالقول ان الكثير من الدماء ستراق في "فيتنام أخرى" إذا تدخلت القوات الأجنبية في الأزمة.
وقال القذافي في كلمة أمام تجمع من أنصاره في طرابلس نقلها التلفزيون الليبي على الهواء مباشرة إن ليبيا ستدخل حربا دموية سيموت فيها آلاف وآلاف الليبيين إذا تدخلت الولاياتالمتحدة أو قوات حلف شمال الأطلسي. وأضاف ان النظام الليبي مستعد لتوزيع السلاح على مليون شخص أو مليونين أو ثلاثة ملايين وسوف تبدأ فيتنام أخرى مشيرا الى انه لم يعد يهمه أي شيء.
وعلى الصعيد الميداني قال ضباط متمردون، انضموا للثورة الشعبية، إن قوات القذافى استولت لفترة وجيزة على البريقة وهي مرسى لتصدير النفط قبل أن تتمكن قوات الثائرين من طردها. وكان الثائرون قد سيطروا على البلدة الواقعة على بعد 800 كيلومتر الى الشرق من طرابلس لنحو أسبوع. وقال الضباط المتمردون إن قواتهم مستعدة للزحف غربا ضد قوات القذافي إذا رفض التخلي عن السلطة.
وقال شاهد إن طائرة نفذت غارة أخرى على بعد كيلومترين من المرسى النفطي بعد ظهر امس. وقدرت مصادر عدد القتلى أثناء النهار بما يتراوح بين خمسة و14 شخصا.
وقالت واشنطن إنها تكثف الضغوط على القذافي لكي يتنحى. وحركت واشنطن طائرات وسفنا قريبا من ليبيا فيما وصف بأنه استعراض رمزي للقوة. وعبرت سفينتا انزال هجوميتان أمريكيتان هما "كيرسارج" و"بونس" قناة السويس امس الأربعاء الى البحر المتوسط. وقال البيت الأبيض انه تمت اعادة نشر السفينتين استعدادا لجهود انسانية محتملة لكنه شدد على انه "لن يستبعد أي خيار من على الطاولة".
وقال روبرت جيتس "وظيفتنا هي منح الرئيس أكبر مساحة ممكنة لاتخاذ القرار".
وأضاف خلال جلسة برلمانية "لنسم الأشياء بأسمائها. حظر الطيران يبدأ بهجوم على ليبيا لتدمير دفاعاتها الجوية.. ثم يمكن فرض حظر للطيران في مختلف أنحاء البلاد دون خوف من أن يتعرض رجالنا لإسقاط طائراتهم".
ولوح وزراء الخارجية العرب في قرار اعتمدوه مساء الاربعاء ب"فرض حظر جوي (عربي) على ليبيا بالتنسيق مع الاتحاد الافريقي". ونص القرار، الذي تلا الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى فقرات منه في المؤتمر الصحافي الختامي للاجتماع، على ان "الدول العربية لن تقف مكتوفة الايدي بما في ذلك فرض الحظر الجوي (على ليبيا) بالتنسيق مع الاتحاد الافريقي".
واكد القرار "وقف مشاركة وفود ليبيا في اجتماعات مجلس الجامعة الى حين استجابة السلطات الليبية للمطالبات الواردة في القرار بما يضمن تحقيق امن الشعب الليبي".
كما قرر الوزراء رفع توصية الى القمة العربية المقبلة التي ستعقد في بغداد في مايو المقبل ببحث تجميد عضوية ليبيا في الجامعة العربية.
ودعا الوزراء الى "ضرورة الاستجابة الى المطالب المشروعة للشعب الليبي واحترام حقه في التعبير عن الرأي وحقن الدماء"، كما طالبوا "السلطات الليبية برفع الحظر المفروض على وسائل الاعلام" والهواتف ووسائل الاتصال المختلفة.
وكانت الخلافات حول سبل التعامل مع الاوضاع في ليبيا هيمنت على الاجتماع المغلق لوزراء الخارجية العرب الذي استمر قرابة خمس ساعات. وقال دبلوماسيون يشاركون في الاجتماعات ان "المواقف العربية تباينت خلال المناقشات اذ طالبت بعض الدول العربية باتخاذ موقف حازم من الأزمة معتبرة ان الموقف الدولي حتى الان اكثر حزما من الموقف العربي". واضافوا ان عدة 'اقتراحات نوقشت من بينها ضرورة فرض حصار جوي على النظام الليبي والنظر في تجميد عضوية ليبيا في الجامعة العربية'.
وقالت وزارة الخارجية الاسبانية الاربعاء ان اسبانيا جمدت مشروعا سياحيا في كوستا ديل سول يمتلكه معمر القذافي وتبحث عن أرصدة وحسابات مصرفية اخرى مرتبطة بالزعيم الليبي.
وقالت الخارجية الاسبانية ان الحكومة تفعل ذلك وفقا للعقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة على القذافي الذي يقاتل جيشه تمردا يسيطر على معظم ليبيا.
وقالت الوزارة ان القذافي كان يزمع بناء ما يقدر بنحو 2000 منزل وملعب جولف ومركز للمؤتمرات في الموقع الذي يقع في بيناهافيس بالقرب من مارابيا. وتجميد هذا المشروع يعني انه لا يمكن استخدامه لجني ارباح أو بيعه.