في إطار التخفيف من حجم هزيمتها في العراق واتجاهها إلى التراجع والبحث عن غطاء مشرف للانسحاب قامت الولاياتالمتحدة – بقرار من مجرمي الحرب بوش وبلير - باغتيال الرئيس العراقي صدام حسين بيد حكومة الاحتلال بعد محاكمة هزلية وغير شرعية منافية للأعراف والمواثيق الدولية والتي تمنع محاكمة وإعدام أسرى الحرب. وزاد من فحش هذه الجريمة البربرية في حق العرب والمسلمين ارتكاب الولاياتالمتحدة لها صبيحة يوم عيد الأضحى دون مراعاة لمشاعر المسلمين وحرمة الشهر الحرام في رسالة تستهدف إذلال العرب والمسلمين في عيدهم المبارك وفى يوم الحج الأكبر ( وقفة عرفة). نطالب بتشكيل محكمة دولية للتحقيق في هذه الجريمة البربرية ونستنهض همم المجاهدين أن يواصلوا حربهم الضروس ضد قوى البغي
شعب العراق الأبي لن يغفر للمحتل ولن يتسامح إزاء هذه الجريمة الشنعاء الاغتيال يفضح الأهداف الشيطانية لتأجيج الفتنة المذهبية بين الأشقاء
لقد انضم صدام حسين في ذكرى يوم الفداء إلى زمرة شهداء العراق البواسل وأنهى حياته رافضا الذل والانكسار والانصياع للأجندة الأمريكية ورافضا المساومة والمهادنة في زمن انبطح فيه الكثير من قادة الأمة أمام مشاريع التسوية والاستسلام والإذلال. وفي هذا الإطار يؤكد حزب العمل على ما يلي : * إن المعيار الحاكم لموقف حزب العمل كان دائما هو صالح أمتنا العربية والإسلامية في مواجهة الحلف الصهيوني الأمريكي ومن هنا كان موقف الحزب الرافض للحرب العراقية الإيرانية والساعي لوقفها والرافض لاحتلال العراق للكويت والمطالب بحل الأزمة داخل إطارها العربي وموقف الحزب المواجه للعدوان الأمريكي لتدمير العراق وإحكام السيطرة على الخليج وموقفه الساعي لكسر الحصار على العراق ثم موقفه المساند للعراق في مواجهة الحلف الصهيوني الأمريكي وموقفه المساند للمقاومة العراقية الباسلة قبل ميلادها بأسابيع ومنذ سقوط عاصمة الخلافة في يد الاحتلال الأمريكي الغادر. * إن صدام حسين قد اعتقل وهو يشارك في تنظيم عمليات المقاومة ضد الاحتلال الأمريكي وصمد مع شعبه ثلاثة عشر عاما تحت الحصار رافضا شروط الحلف الصهيوني الأمريكي ورافضا المساومة خلال فترة سجنه واعتقاله وكان بإمكانه الحصول على منفى يعيش فيه لو أنه قبل الاستسلام ودعا إلى وقف المقاومة ومن هنا نحتسبه عند الله في زمرة الشهداء. * إن اغتيال الرئيس العراقي واختيار التوقيت والمكان والشهود الذين تجردوا من أبسط قواعد الشرف والرجولة والإنسانية ووجهوا له السباب وهو على خشبة الإعدام يكشف عن أن العملية لم تكن تنفيذا لحكم ولكنها كانت جريمة تشفى وحقد تجردت من كل قيمة إنسانية. * إن المحتل الأجنبي والحكومات العميلة الموالية له ليس من حقهم محاسبة أو محاكمة أسرى الحرب أو حكام الشعوب المحتلة فهذا منافي للشرعية الدولية كما أنه حق للشعوب عندما تتخلص من نير الاحتلال وبالتالي فإن شعب العراق الأبي لن يغفر للمحتل ولن يتسامح إزاء هذه الجريمة الشنعاء. * إن الجريمة التي ارتكبت باغتيال صدام حسين هي جريمة حرب تستوجب محاكمة كل من شارك فيها أمام محكمة دولية لجرائم الحرب وفقاً للمواثيق الدولية؛ وبالتالي فإن حزب العمل يدعو كافة المدافعين عن الشرعية الدولية والقانون الدولي وحقوق الإنسان لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتشكيل محكمة دولية للتحقيق في هذه الجريمة البربرية. * إن اغتيال الرئيس العراقي صدام حسين سيبقى وصمة عارٍ تلاحق الزعماء العرب في كل مكان كما أن صمتهم دليل رضا أو دليل عجز في مواجهة الأمريكان وعملائهم. * إن ملابسات اغتيال الرئيس العراقي ومحاولة الاحتلال إلصاق تهمة اختيار التوقيت وبثه مصورا بحكومة الاحتلال يوضح بجلاء الأهداف الشيطانية للاحتلال بتأجيج نيران الفتنة المذهبية بين الأشقاء من أبناء الشعب العراقي ومن هنا فإننا نشجب أي تصريحات أو بيانات شامتة أو ردود أفعال تنكأ جراح الماضي وتزيد فتنة الحاضر اشتعالا وتمكن العدو من تجزئة العراق وتفتيته وتحقيق أهدافه التي عجز عن تحقيقها عسكريا وبما يصب في خندق أعداء الأمة
وفي هذه المناسبة – رغم ألمها - فإننا نستنهض الهمم وندعو كافة الشرفاء والمجاهدين من أبناء العراق المجيد ألا يهنوا وألا يحزنوا وأن يواصلوا حربهم الضروس ضد قوى البغي الأمريكية والقوى المتحالفة معها فقد اقترب النصر على أعدائهم وأعداء الإنسانية ويومها ينتصر الحق ويزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا.
عاشت المقاومة العراقية عاش العراق عربيا إسلاميا عاشت فلسطين عربية إسلامية الموت للحلف الصهيوني الأمريكي ((إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص))