ذكرت صحيفة "هاآرتس" الصهيونية الجمعة ان الدوائر الامنية الصهيونية ستطرح توصيتها على المستوى السياسي بالسماح لاجهزة الامن الفلسطينية بالضفة الغربية بالتزود ب50 الية مدرعة. واضافت الصحيفة "ضباطا كبارا في قيادة الضفة الغربية ومكتب تنسيق اعمال الحكومة في المناطق رأوا انه يمكن القيام ببادرة حسن نية تجاه الجانب الفلسطيني نظرا لمستوى التنسيق الامني الحالي بين الجانبين".
وقالت مصادر سياسية صهيونية مؤخرا ان "اي تغيير لم يطرأ على موقف تل ابيب من صفقة تزويد السلطة الفلسطينية بعربات مدرعة من صنع روسيا".
واضافت ان "هذه الصفقة ستكون من بين القضايا التي ستتم مناقشتها مع الفلسطينيين لدى استئناف المفاوضات معهم".
وسلمت روسيا السلطة الفلسطينية الاربعاء الماضي 50 آلية مدرعة خلال مراسم رسمية في الاردن حيث وصلت من روسيا عبر البحر.
واشارت روسيا الى ان العربات المدرعة ستبقى في الاردن بانتظار اتفاق بين الطرفين الفلسطيني والصهيوني حول مدة وطرق ارسالها الى الضفة الغربية.
واعطت تل أبيب موافقتها فى العام 2008، على تسليم الاليات المدرعة الروسية لقوات الامن الفلسطينية بالضفة شرط سحب المدافع والرشاشات منها.
في غضون ذلك ، أشاد قائد لواء شمال الضفة الغربية في جيش الاحتلال الإسرائيلي العقيد إيتسك بار بتطور التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والفلسطينية خلال الآونة الأخيرة.
ونقلت إذاعة الجيش عن العقيد ايتسك بار الذي سينهي مهمته هذه بعد شهر من الآن قوله الى أنه رغم الهدوء الحاصل في الضفة الغربية إلا أن ذلك يتطلب البقاء على حالة عالية من الجهوزية والتأهب.
وقال الضابط الصهيوني الرفيع "في الماضي عندما كنا ندخل إلى عمق المناطق الفلسطينية, وكنا نتعرض لإطلاق نار وإلقاء العبوات وحالة الاستنفار كانت تبقى على أعلى درجاتها, لكن اليوم الوضع مختلف تماما حيث ندخل إلى عمق المدن دون مشاكل, لكن هذا يخلق لنا مشكلة من نوع آخر وهي كيفية الحفاظ على وضع الاستعداد وعدم تراخي الجنود".
ولفتت إذاعة الجيش إلى أن إحدى المعضلات الرئيسة بالنسبة لقائد لواء شمال الضفة هي كيفية الحفاظ على العلاقة الجيدة مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية, أي من ناحية احترام مكانتهم واحترامهم حيث تتحدث الحقائق عن نفسها, فالهجمات "الإرهابية" في نابلس تقلصت ومازالت تهبط نسبتها, والوضع الأمني والاقتصادي يتطوران مع مرور الزمن، حسب المزاعم الصهيونية.
ومن ناحية أخرى، تواجه الجيش الصهيوني معضلة الحفاظ على القدرة الذاتية للقوات الصهيونية في إحباط الهجمات الفلسطينية حتى لو تطلب ذالك الأمر العمل في قلب مدينة نابلس, كما حصل قبل نصف عام حين تم اغتيال الثلاثة مطلوبين الذين قتلوا المستوطن "مئير افشلوم حاي" وتمت عملية التصفية في قلب نابلس.
وقال العقيد "أنا أوجه الجنود لتعامل بحساسية والتعرف بصورة أفضل على الفلسطينيين ورجال الشرطة الفلسطينية لأننا نعيش فترة فيها التنسيق الأمني يعزز الثقة المتبادلة بين الطرفين".
وأضاف "اليوم إذا أردنا تنفيذ مهمة في إحدى القرى الفلسطينية في الوقت الذي تقوم فيه الأجهزة الأمنية الفلسطينية بنشاط امني في نفس القرية لعدة أيام, وتلقيت معلومات من الاستخبارات بإمكانية تأجيل مهمتنا فإننا نؤجله, وذلك بعكس ما كان يحدث في الماضي حيث كنا نأمر الأجهزة الأمنية بالتراجع والانسحاب".