تسعى جماعة "الإخوان المسلمين" لعقد تحالفات مع عدد من أحزاب المعارضة عبر تشكيل قائمة موحدة تضم مرشحي الجماعة ومرشحي هذه الأحزاب لخوض انتخابات مجلس الشعب المقررة في أكتوبر القادم، وسط حالة من التكتم الشديد تفرضها الجماعة على الاتصالات الجارية بهذا الشأن. ورغم إقرار الدكتور عصام العريان عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامي باسم "الإخوان" بدخول الجماعة في مشاورات مكثفة مع الأحزاب من أجل التنسيق معها في الانتخابات البرلمانية، إلا أنه رفض الكشف عن أسماء هذه الأحزاب في الوقت الحالي، وإن أشار إلى إحراز تقدم ملموس في هذا الإطار.
وقال إن "الإخوان" قطعوا شوطا كبيرا في الاتصالات مع الأحزاب والقوى السياسية الوطنية بخصوص التنسيق معها خلال الانتخابات المرتقبة، وأحرزوا تقدما كبيرًا في هذا السياق عبر التوصل لاتفاقات بالفعل مع عدد منها- دون تسمية لتلك الأحزاب- بينما لا تزال الاتصالات جارية مع عدد من الأحزاب الأخرى للتوصل لاتفاق مماثل معها.
ودافع العريان عن دخول الجماعة التي ينظر إليها باعتبارها الأكثر شعبية في مصر مع أحزاب المعارضة، واعتبر أن التنسيق والتحالف بين الإخوان والأحزاب السياسية هو أمر ضروري في الانتخابات البرلمانية القادمة، خاصة "وأنه ما فيش قوة سياسية تستطيع مواجهة الحزب الوطني الذي يتمتع بمساندة النظام الحاكم وأجهزة الدولة التي تسخر لها كل إمكاناتها".
وأشار إلى أن الحزب "الوطني" نفسه بدأ عقد صفقات وتحالفات مع بعض الأحزاب وهو ما رأيناه في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى، حيث قام النظام الحاكم بمنح عدد من المقاعد لبعض أحزاب المعارضة.
من جانبه، أقر الدكتور محمد جمال حشمت عضو مجلس شورى جماعة "الإخوان" بوجود خطة للتنسيق والتحالف مع عدد من الأحزاب والقوى السياسية، وقال إن الجماعة تفكر جديا في خوض انتخابات مجلس الشعب القادمة في قائمة موحدة مع هذه الأحزاب في مواجهة الحزب "الوطني".
وقال حشمت إن القوى السياسية المصرية ستطالب برقابة دولية على انتخابات مجلس الشعب القادمة حتى لا تتكرر المهازل التي شاهدها الجميع في انتخابات الشورى، مشيرا إلى أنه سيتم تفعيل المطالبة بإخضاع الانتخابات البرلمانية للرقابة الدولية بعد أن يتم التوافق عليها من الجميع.
يأتي هذا في الوقت الذي رفض فيه العريان وحشمت تأكيد ما إذا كانت الجماعة ستدفع بمائة وخمسين مرشح لها في الانتخابات البرلمانية القادمة، أسوة بما فعلته في انتخابات عام 2005 وأكدا أن مسألة تحديد عدد المرشحين والدوائر التي ستتقدم الجماعة بمرشحين فيها هو أمر سابق لأوانه.
الجدير بالذكر أن عددًا من قيادات الحزب "الوطني" وعلى رأسها أحمد عز أمين التنظيم بالحزب قد أعلنوا أكثر من مرة أن "غلطة انتخابات 2005 لن تتكرر ولن يدخل الإخوان مجلس الشعب مرة أخرى".