قالت تركيا الجمعة إنها قد تقلص علاقتها بالدولة الصهيونية الى "ادنى حد" بعدما أدى استشهاد تسعة أتراك في هجوم شنته قوات كوماندوز صهيونية على سفينة مساعدات تركية يوم الاثنين إلى تدهور العلاقات بين البلدين إلى الاسوأ منذ توقيع الشراكة الاستراتيجية بينهما في التسعينيات. وقال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج ان اتفاقيات عسكرية واقتصادية بين بلاده والدولة الصهيونية مطروحة حاليا للنقاش بعد الهجوم الصهيوني على السفينة مافي مرمرة.
وقال في مقابلة مع قناة (ان.تي.في) "نحن جادون بشأن هذا الامر. قد نعتزم خفض علاقاتنا مع إسرائيل إلى الحد الادنى لكن افتراض إنهاء كل العلاقات مع دولة أخرى على الفور والقول إننا حذفنا اسمكم تماما فإن ذلك ليس من عادة بلدنا".
وألغت تركيا الدولة الاسلامية الوحيدة الحليفة للدولة الصهيونية بالفعل تدريبات عسكرية مشتركة كانت مقررة مع الصهاينة واستدعت سفيرها بعد استشهاد النشطاء الاتراك الذين حاولوا كسر الحصار المفروض على غزة.
وقالت متحدثة باسم نشطاء على متن سفينة أخرى تحاول كسر الحصار إنها ستكمل رحلتها. وتعهدت تل أبيب التي تواجه غضبا عالميا بسبب الغارة باعتراض سبيل السفينة راشيل كوري التي تحمل اسم ناشطة أمريكية قتلها جرار إسرائيلي في غزة عام 2003.
وبلغ الغضب مداه بين الاتراك الذين يشعرون بالغضب أصلا بسبب الحصار الصهيوني لغزة والعدوان الصهيونى على القطاع في 2008. واعترفت تركيا الدولة العلمانية الوسطية بالدولة الصهيونية بعد فترة قصيرة من إعلانها فى العام 1948، ووقعت في التسعينيات اتفاقيات للتعاون العسكري وفي مجال المخابرات معها عندما ناصب البلدان العداء لسورية.
وعلاقات البلدين الاقتصادية قوية ووصلت التجارة الثنائية بينهما إلى 2.5 مليار دولار العام الماضي حيث تمثل تركيا مشتريا كبيرا للاسلحة الصهيونية.
وتقدر قيمة عدة مشروعات في مجالات خطوط المياه والطاقة والزراعة بعدة مليارات من الدولارات.
وتسعى تركيا منذ تولي حزب العدالة والتنمية ذي التوجه الاسلامي السلطة فيها عام 2002 إلى علاقات أفضل مع إيران وجيرانها العرب خاصة سورية.
وبدأت علاقة الصداقة بين تركيا الدولة الاسلامية الوحيدة في حلف شمال الاطلسي وتل أبيب تتراجع بعد العدوان الصهيونى على غزة. وأصبح رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوجان منذ ذلك الحين واحدا من أشد المنتقدين للدولة الصهيونية ووقعت سلسلة من الخلافات الدبلوماسية مع تأزم العلاقات بشكل أكبر. ودعت أنقرة بعد الغارة الصهيونية على سفينة المساعدات لعقد اجتماع طارىء لمجلس الامن الدولي دعا لاجراء تحقيق محايد في الامر.
الى ذلك ذكرت وكالة انباء الاناضول ان تركيا ارسلت في وقت مبكر الجمعة طائرتين مجهزتين بمعدات طبية الى الدولة الصهيونية لاعادة خمسة من رعاياها الذين اصيبوا في الهجوم الذي شنته مجموعة كومندوز صهيونية على اسطول دولي صغير كان ينقل مساعدات الى غزة.
ونقلت الوكالة عن السلطات قولها ان هؤلاء الاشخاص هم آخر الناشطين الباقين في تل أبيب بعد هجوم الاثنين.
واوضحت وكالة انباء الاناضول انها لا تعرف متى ستعود هذه الطائرات الى انقرة. وهي تنقل ايضا فريقا طبيا يتألف من بضعة اختصاصيين.
وقد نقلت جثث ضحايا الهجوم الصهيوني التسع (8 اتراك وامريكي تركي الاصل) الى تركيا صباح الخميس، وكذلك 19 جريحا واكثر من 450 ناشطا.
واعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الخميس ان لا مفقودين بين ناشطي الحملة البحرية كما اكدت "مؤسسة المساعدة الانسانية" احد ابرز منظمي اسطول المساعدة لغزة.
وتظاهر حوالى عشرة الاف شخص الجمعة في اسطنبول احتجاجا على الهجوم الصهيوني الدامي على اسطول الحرية الذي كان متوجها الى قطاع غزة، مرددين شعارات مؤيدة لحركة حماس، على ما افاد مصور في وكالة "فرانس برس".
وتجمع المتظاهرون في باحة مسجد بيازيد الكبير لدى خروجهم من صلاة الجمعة وخلال تشييع الصحفي جودت كيليغلار الذي استشهد في الهجوم الصهيوني على اسطول المساعدات الاثنين. وردد المتظاهرون "فلتسقط اسرائيل" و"اخرجوا من فلسطين" و"تحيا الانتفاضة الشاملة".
ولف نعش الصحفي بالعلمين الفلسطيني والتركي، فيما كان أحد الائمة يرأس الصلاة.