في شوارع بيروت، استأنف جمع القمامة، ولكن في الضواحي نرى أكوام القمامة على طول الطرق، حيث تنتشر الرائحة نتيجة ارتفاع درجاة الحرارة، كما لو كانت الأزمات التي تشهدها البلاد لا تكفي. كانت هذه بعض الكلمات التي علقت بها صحيفة "لوموند" الفرنسية على أزمة النفايات التي تعاني منها لبنان الذي دخل في مسلسل أزمات سياسية واقتصادية وطائفية، تنذر بخطر شديد يحدق بالبلاد.
وقالت الكاتبة لور ستيفان، كما في كل صيف يواجه السكان، تقنين الكهرباء ولكن هذا العام الأمر أصبح أكثر من المعتاد ففي المناطق النائية، يصل خفض الأحمال إلى اثني عشر ساعة متواصلة، واللبنانيون أصبحوا أكثر تشاؤما، والبلد آخذ في الانخفاض.
"رأيت بيروت مدماة وبيروت مدمرة واليوم بيروت تحت النفايات".. تقول جويس فياض، إحدى سكان بيروت، التي تمتلك محلا للعب الأطفال، مضيفة "لا أحد مسئول عن أي شيء وأتوقع كل شيء”.
وأوضحت الصحيفة أن الحكومة أعلنت عن "خطة طوارئ” لبيروت بعد عشرة أيام من غزو القمامة لشوارع العاصمة، والتي بدأت منتصف يوليو، بعد إغلاق المكب الذي يخدم العاصمة وضواحيها. ولكن لا أحد يعرف بالضبط أين يتم نقل مئات الأطنان من النفايات التي تجمع كل يوم، فالمقالب العشوائية تتكاثر: على الأراضي المهملة في المدينة، في الأودية وعلى الطرق، وفي بعض الأحيان يتم حرق القمامة .
أزمة النفايات كانت متوقعة وكشفت مدى عجز الطبقة السياسية وترافقت مع شلل في جميع مؤسسات الدولة، تقول الكاتبة، مضيفة "لبنان من دون رئيس جمهورية منذ مايو 2014. البرلمان مدد لنفسه مرتين و لم يعد يلتئم، والحكومة ممزقة وعاجزة عن اتخاذ أي قرار".
ونقلت "لوموند" عن بعض الدبلوماسيين قولهم إن العالم ضاق ذرعا بلبنان، مؤكدة أن الاستياء الناجم عن أزمة النفايات هذه لم ينجم عنه سوى مظاهرة صغيرة، في مجتمع خاب ظنه بعد أوهام إعادة الإعمار منذ انتهاء الحرب.
"لقد فقد اللبنانيون مشاعرهم الوطنية، ونأمل في تغيير الوضع"، يقول ناجي قديح، الخبير البيئي والعضو في "إندي أكت" رابطة الناشطين المستقلين.
ويضيف الناس تتذمر من انقطاع الكهرباء أو الماء، ولكنها لا تقوم بأية إجراءات، أكثر السياسيين نجاحا هو من يستطيع تخدير اللبنانيين، من خلال تفاقم الخلافات الطائفية ومنع أي فرصة للتجديد السياسي، مشيرا إلى أنه "على الرغم من كارثة النفايات هذا الصيف، لم يستقل أي مسؤول”.