قالت وزارة الخارجية النرويجية، الأربعاء (3-3)، أنها طلبت من إيران سحب دبلوماسي من النرويج بعد أن طالبت السلطات الإيرانية دبلوماسيًا نرويجيًا بمغادرة طهران. وأوضحت الخارجية النرويجية أن هذه الخطوة الإيرانية جاءت احتجاجًا على منح النرويج حق اللجوء السياسي لقنصل إيراني مستقيل.
وقالت إن "النرويج ردت بقوة على واقعة أن السلطات الإيرانية طلبت من دبلوماسي نرويجي مغادرة طهران بسبب قضية لجوء في النرويج".
وأضافت أن النرويجي الذي طلبت طهران سحبه هو رجل عين في وظيفة في طهران في أغسطس العام الماضي.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية النرويجية "لم يعلن أن هذا شخص غير مرغوب فيه".
وأضاف المتحدث "هذا يعني أنه ليس شخصًا غير مرحب به وإنما يعني أنه من غير الملائم بالنسبة له الاستمرار في أداء مهامه".
لجوء سياسي وكانت النرويج قد منحت حق اللجوء السياسي للدبلوماسي الإيراني، محمد رضا حيدري، الذي يعمل في سفارة بلاده بالعاصمة النرويجية أوسلو، وذلك بناء على طلبه بعدما استقال من عمله، وطالب السلطات النرويجية بحمايته.
وأكد رحمان ساكي المتحدث باسم اللجنة النرويجية الإيرانية لدعم الشعب الإيراني أن استقالة حيدري تأتي احتجاجًا على قمع المحتجين في بلاده.
وكانت السلطات الإيرانية قد اعتقلت، مؤخرًا، العشرات من المتظاهرين، الذين نزلوا إلى الشارع للاحتجاج على سياسات النظام الإيراني، بالتزامن مع "ذكرى عاشوراء".
ونقلل ساكي عن حيدري أنه عبر عن عدم استعداده "الدفاع عن نظام يقتل مجموعات كبيرة من الشباب أو يزج بهم في السجون ويعرضهم للاغتصاب والتعذيب"، حسب قوله.
وأضاف ساكي أن هذه ليست المرة الأولى التي يطلب فيها دبلوماسي إيراني في أوسلو اللجوء السياسي من السلطات النرويجية، حيث أقدم دبلوماسي آخر في نفس السفارة على طلب اللجوء قبل عامين في أعقاب خلافات سياسية بينه وبين السفير.
الحرس الثوري والخارجية الإيرانية وعلى صعيدٍ آخر، قال عادل الأسدي القنصل الإيراني الأسبق في دبي إن وزارة الخارجية الإيرانية تعاني في الوقت الراهن من ظاهرة تفشي التذمر بين العاملين فيها وذلك نتيجة لانتقال عناصر من الحرس الثوري ووزارة الأمن والاستخبارات إلى الخارجية واستحواذهم على المناصب العليا في الوزارة بالرغم من افتقارهم للتجربة الدبلوماسية، مشيرًا إلى أن الخارجية تقدم على تعيينهم كرؤساء في البعثات الدبلوماسية الإيرانية في الخارج، حسب وصفه.
وأضاف الأسدي "عندما يخرج الدبلوماسيون من أجواء إيران المغلقة ويصلون إلى الخارج تتغير نظرتهم للحياة وللقضايا السياسية في البلاد فعندما يتذكرون الحكم على أساس ولاية الفقيه وتفشي التمييز والاستبداد والقمع ويقارنون ذلك بالبلدان التي يعملون فيها يجدون أنفسهم أمام تساؤلات عدة تؤدي إلى انسلاخهم في بعض الأحيان عن النظام"، حسب قوله.